خبر الانتفاضة الثالثة هي الحل .. حسن عبدو

الساعة 09:42 ص|31 مارس 2010

بقلم: حسن عبدو

 ما يجري عملياً في فلسطين والقدس خصوصا،ً يؤكد انه لا مخرج للشعب الفلسطيني اليوم إلا بانتفاضة ثالثة تواجه الاستيطان الصهيوني باعتباره المكافئ السلبي لوجوده، وإعدام سياسي لحاضره ومستقبله.

إن الواقع الفلسطيني يؤكد الحاجة لانتفاضة ثالثة تدافع عن الأرض والمقدسات، وتخلق واقعاً جديداً، يتجاوز حالة الانقسام السياسي والجغرافي للشعب الفلسطيني، فالمطلوب حركة فعل دائمة ومستمرة في الداخل والشتات كرد على إنكار الهوية والشعب.

إن بيعة الدم الثالثة هي ضرورة للدفاع عن الأقصى والمقدسات، وهي الطريق للوحدة الوطنية وتحقيق الانجازات، هي الطريق لأنها القادرة على إبقاء الملف الفلسطيني حاضراً ودامياً أمام العالم، وهي الطريق لأنها تمنع إغلاق الملف الفلسطيني وتصفيته، وهي الطريق لأخذ زمام المبادرة في صراعنا مع المحتل.

الانتفاضة الثالثة هي نقطة إجماع لدى القوى السياسية الفلسطينية، بما فيها حركة فتح، وعلى الجميع أن يتقدم بلا تردد، ويخرج إلى دائرة الفعل لتعميق أزمة الاحتلال، وفضح ممارساته الاحتلالية أمام العالم.

 فالانتفاضة والمقاومة تكسبنا بعدنا الأخلاقي والإنساني وتمنحنا القوة التأييد العالمي، وتضاعف من أزمة الاحتلال وتحاصره، وتنزع عن الاحتلال شرعيته الزائفة.

والبيئة السياسية الدولية مواتية وتساعد على ذلك: فالافتراق في السياسات وتعريف المصالح المشتركة بين واشنطن وتل أبيب، وتطور الخلاف العلني بينهما حيال الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة على نحو يحذر فيه "بريجينسكي من نيران انتفاضة فلسطينية ثالثة توفر مناخاً ملائماً لتوتير المحيط، وتزيد من قدرة (التطرف الإسلامي) على الاستقطاب والتأييد الشعبي في مواجه الغرب، وتوسع النفوذ الإيراني. ما يعني تهديداً مباشراً لحياة الجنود الأمريكيين والغربيين (المرابطين) في العراق وأفغانستان".

إن الإشارة السابقة للمفكر الاستراتيجي ولكبير المخططين الاستراتيجيين "زبغنيو بريجينسكي" هو تعبير عن أزمة حقيقية تواجه المشرع الأمريكي التوسعي في المنطقة، فسرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" الجمعة26/3/ : بقولها "إن الأميركيون يضغطون للحصول على تنازلات إسرائيلية ليس بهدف التمهيد لشن هجوم على إيران، أو فرض عقوبات عليها، بل لتسهيل خروجهم من العراق وأفغانستان". والمعنى السياسي لهذه الخطوة مهم وكبير جدا. ويشكل كارثة بالنسبة إلى دولة الاحتلال على المستوى الأمني والسياسي.

الانتفاضة الثالثة هي الطريق ليس فقط لتعميق ألازمتين الداخلية بين الإسرائيليين أنفسهم، والخارجية مع أمريكا والغرب، بل هي الطريق الوحيد لحل المأزق الفلسطيني، إذا ما شكلت برنامجاُ نضالياً يجمع عليه الجميع، وينهي حالة الاستقطاب والصراع في الساحة الفلسطينية.