خبر أوباما .. بدون نصائح وبدون ثناء .. يديعوت

الساعة 08:35 ص|31 مارس 2010

بقلم: عاموس كرميل

من الصعب معرفة ماذا يفكر الاسرائيلي العادي عن براك اوباما. يحتمل الا يكون هناك أي معنى لهذه المعطيات، ولكن لا يمكن عدم الملاحظة لوجود مجموعتين قطبيتين في ا لساحة السياسية وفي وسائل الاعلام في كل ما يتعلق بعلاقاتنا مع الرجل الذي يجلس في الغرفة البيضوية. في جهة يقف اولئك الذين يزايدون عليه اخلاقيا و "ينزلون عليه" بالتعليمات. من جهة اخرى يوجد المبالغون في الثناء عليه ويعرضونه كمثال يقتدى على مسؤولينا. هذان المفهومان لا يساهمان – ربما حتى يضران – بالخير في تصدي حكومة اسرائيل للازمة السياسية الحالية.

الملوحون باصبع التوبيخ تجاه اوباما ليسوا فقط اولئك الذين يتهمونه باللاسامية او الذين يستخلصون استنتاجات قاطعة من تأبينه للمسيحية باسم براك حسين. هناك بينهم ايضا من لا يشتبهون بكراهيته لنا ولكنهم يشرحون له من اماكننا بان عليه أن يغير نهجه من مشاكل الشرق الاوسط إذ عليه أن يتعلم التاريخ بل وان يظهر "الرشد والمسؤولية" (حاليا، كما يفهم، لا يزال ينقصهما). فهل سيكون مبالغا فيه الافتراض بان هذه التفسيرات لن تصل الى علم المرسل اليه ولن تدفعه الى تغيير جدول أعماله السياسي؟

الرئيس الـ 44 للولايات المتحدة، الذي لا يحتاج على نحو خاص الى النصائح من الارض المقدسة، غير جدير ايضا بقسم كبير من الثناء الذي يغدق عليه هنا. واساسا ذاك الثناء الذي يترافق والتوصيات باستخلاص دروس اسرائيلية واعراب عن عدم ثقة في استخلاص هذه الدروس.

لاوباما يوجد، بالطبع، غير قليل من المزايا الشخصية التي لا تتكرر. ودون هذا القدر من هذه المزايا ما كان لينتخب لمنصبه. دون علاوة مميزة لهذا القدر ما كان يمكن له أن يكون الرجل غير الابيض الاول الذي يفعل ذلك. ومع ذلك، فان هذه المزايا لا تمنح كل خطوة وكل انجاز له ما ليس فيه.

انظروا مثلا نجاحه في ان يمرر في مجلس النواب قرارا في اصلاح مقلص للتأمين الصحي لذوي القدرات المحدودة من الامريكيين. دون الاستخفاف بتصميمه على الايفاء باحد الوعود التي طرحها في حملته الانتخابية، دون التقليل من اهمية حقيقة ان رؤساء ديمقراطيين سابقين لم ينجحوا في تمرير مثل هذا القرار. دون نسيان كل المتضررين الذين سينقذ حياتهم هذا الاصلاح – دون كل هذه هناك معنى لان نذكر انفسنا بجانبين – ثلاثة جوانب اسرائيلية من القصة.

أولا الحكمة، الاصلاح المقلص المذكور، الذي لا يزال يحتاج الى جولة اخرى في مجلس النواب ولم يستوفِ بعد اختبار التنفيذ، بعيد جدا عما يوفره لنا الجهاز الصحي الاسرائيلي، مع كل التشويهات والمشاكل الصعبة فيه. مع الفضيحة الحالية لمستشفى برزيلاي في عسقلان ومع العجوز التي لا تزال تنتظر في الرواق في مستشفى نهاريا. التأمين الصحي الذي قد ينتهجه اوباما الان في الولايات المتحدة يوجد هنا منذ سنوات عديدة جدا.

ثانيا، تصميم اوباما غير منقطع عن حقيقة أنه خلافا لرئيس وزراء اسرائيل انتخب هو لاربع سنوات. وهو لا يقف على رأس ائتلاف من احزاب متوسطة وصغيرة ولا يحتاج لان يعطي الرأي في كل لحظة في بقائه السياسي الفوري. في نظرة من هنا يمكن ان نحسد طريقة الحكم التي تمنح رئيس المنظومة هذه الفضائل، ولكن في طريقة الحكم المتبعة عندنا وفي الخريطة السياسية التي توفرها لنا هذه الطريقة الان ، المقارنة الادائية لنتنياهو مع اوباما ليست نزيهة.

وأخيرا أخيرا، نجاح الرئيس الامريكي في التصويت على الاصلاح الصحي ربما زادت استعداده لممارسة الضغط الكبير على رئيس وزراء اسرائيل. لشدة الاسف، يوجد أساس للافتراض بان احساس خيبة الامل لديه، لو أنه فشل في ذاك التصويت، كان سيؤدي على الاقل به الى ذات الضغط.