خبر عباس زكي: إسرائيل تعمدت اعتقالي من بين المتظاهرين

الساعة 06:22 ص|30 مارس 2010

فلسطين اليوم – وكالات

قال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عباس زكي من سجنه الإسرائيلي حيث يقبع بعد اعتقاله أول من أمس خلال مشاركته في تظاهرة سلمية ضد الحصار المفروض على القدس، إن رجال الأمن الإسرائيليين تعمّدوا اعتقاله من بين المتظاهرين، معتبراً ذلك رسالة للحركة وللشعب الفلسطيني انه «حتى الاحتجاج السلمي غير مسموح لهم». وقال ان رجال الأمن قدموا خصيصاً لاعتقاله من بين المتظاهرين، وانهم اقتادوه الى مركز توقيف في مستوطنة «عطروت» الصناعية، ومن هناك الى سجن عسكري قرب رام الله يحمل اسم «عوفر».

وكانت قوة من الجيش اعتقلت زكي مع 15 من المشاركين في مسيرة سلمية انطلقت من مدينة بيت لحم صوب القدس للاحتجاج على عدم تمكن المسيحيين الفلسطينيين من الوصول الى كنيسة القيامة في المدينة المقدسة لاحياء «أحد الشعانين». ولدى اجتياز المتظاهرين حاجز بيت لحم - القدس، انقضت عليهم قوة من الجيش والأمن واعتقلت 15 شخصاً، بينهم خمسة متضامنين أجانب، ثلاثة إسرائيليين، وأميركية واسبانية.

وتمكنت «صحيفة الحياة» من إجراء اتصال هاتفي مع زكي وهو في مركز الاعتقال في مستوطنة «عطروت» في وقت متقدم من ليل الأحد - الاثنين، قبل أن يصادروا هاتفه النقال وينقلوه الى السجن العسكري. وقال زكي إن السلطات الاسرائيلية أفرجت عن الإسرائيليين والأجانب وأبقت على الفلسطينيين، واصفاً الاجراء الإسرائيلي بـ «العنصري»، وقال: «إسرائيل تريد أن تقول لنا إنه ممنوع علينا حتى التظاهر السلمي». وأضاف: «التظاهرة انطلقت من قلب مدينة بيت لحم، وهي مدينة فلسطينية، لكن إسرائيل تريد أن تقول لنا إنه ممنوع علينا التظاهر حتى في مناطق السلطة».

وقرر قاض عسكري توقيف زكي والمتظاهرين التسعة الآخرين لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيق. وهذه المرة الأولى التي تعتقل فيها إسرائيل عضواً في اللجنة المركزية لحركة «فتح»، علماً أن الأسير مروان البرغوثي حاز على عضوية اللجنة المركزية أثناء اعتقاله.

وكانت اللجنة المركزية الجديدة لحركة «فتح» قررت عقب انتخابها في المؤتمر العام السادس للحركة في آب (أغسطس) الماضي المشاركة في التظاهرات الشعبية التي تقام في أنحاء الأراضي الفلسطينية احتجاجاً على الاستيطان والجدار. واعتبرت النضال الشعبي السلمي نهجاً كفاحياً للحركة في هذه المرحلة. وشكل القرار تحوّلاً في نهج قيادة «فتح» العليا التي عرفها الفلسطينيون بعد اتفاق «أوسلو» في مواقع السلطة العليا أكثر منه في مواقع العمل الشعبي، باستثناء الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي فرضت عليه إسرائيل حصاراً حتى الموت في مقره في رام الله.

وشهد المؤتمر العام السادس لحركة «فتح» جدلاً في شأن دور الحركة بعد السلطة وقبل الدولة، غلبت عليه دعوات لتبني نهج النضال الشعبي والسلمي لتحقيق الأهداف الوطنية في هذه المرحلة من دون اسقاط الخيار العسكري الذي أعاد بعض أوساط الحركة العمل به خلال الانتفاضة الثانية. ويرى مسؤولون في «فتح» اعتقال زكي واحداً من الاجراءات التي تتخذها حكومة بنيامين نتانياهو للضغط على قيادة الحركة للعودة الى المفاوضات بالشروط الإسرائيلية.

وشهدت مدينة بيت لحم أمس تظاهرة احتجاجية على اعتقال زكي ورفاقة تحولت الى مواجهات مع الجنود الإسرائيليين. وشارك في التظاهرة عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» جمال المحيسن والأمين العام للمبادرة الوطنية النائب مصطفى البرغوثي وزوجة عباس زكي. وقال محيسن إن «المقاومة السلمية حق للشعب الفلسطيني»، فيما قال البرغوثي في كلمة له باسم القوى الوطنية والاسلامية: «جئنا اليوم إلى بيت لحم والى هذا المعبر الفاصل بينها وبين القدس لنؤكد رفضنا كل إجراءات الفصل العنصري والتهويد والحصار المضروب على القدس وبيت لحم، وأننا سائرون على هدي يوم الأرض الخالد الذي جسد فيه شعبنا في الداخل روح المقاوم .