خبر صحيفة: نتانياهو فشل في «رأب الصدع» مع واشنطن

الساعة 04:42 ص|30 مارس 2010

فلسطين اليوم – وكالات

ذكرت صحيفة ذي غارديان البريطانية أن جهود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرامية لإصلاح ذات البين مع واشنطن تعثرت عقب تصريحات صدرت عن مسؤوليه تصف الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه «أكبر كارثة لإسرائيل».

فقد أدلى نتانياهو بتصريحات علنية لأول مرة بعد زيارة شابها الغموض إلى أميركا حيث عقد لقاء مع أوباما دون أن يسفر عن توافق حقيقي.

وقالت: التقارير الإسرائيلية إن الولايات المتحدة مارست الضغوط على إسرائيل لتجميد الاستيطان بالقدس الشرقية، وتمديد مؤقت للتجميد بالضفة الغربية.

ولكن حتى الآن لم يبد نتانياهو أي مؤشر على أنه سيذعن لضغوط واشنطن، حيث قال أحد وزرائه إن المطالب الأميركية غير مقبولة ولن تكون هناك تسوية بشأنها.

وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية قد أثارت سخط نتنياهو عندما نقلت عن أحد مسؤوليه دون الكشف عن هويته قوله إن أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون «يتبنيان النهج الفلسطيني».

وقال المسؤول للصحيفة إن الإدارة الأميركية معادية، إذ أن هذا الرئيس أوباما «يريد تأسيس دولة فلسطينية ويمنحهم القدس، فيمكن القول بأن أوباما يشكل أكبر كارثة إستراتيجية لإسرائيل».

غير أن نتانياهو اعتبر تصريحات مسؤوليه بأنها لا تستحق التعليق، وقال إن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة هي تلك التي بين الأصدقاء والحلفاء وتعكس عرفا قائما منذ زمن.

وتشير الصحيفة إلى أن ثمة جهودا مشابهة تجري بالولايات المتحدة لرأب الصدع بين البلدين، فقد قال ديفد أكسيلرود مستشار أوباما إن لدى الولايات المتحدة اهتماما عميقا بأمن إسرائيل.

وأضاف المستشار أنه رغم الطبيعة الباهتة لاجتماع أوباما نتنياهو الذي انتهى بدون بيان مشترك أو حتى المصافحة المعتادة لالتقاط الصور «فإنه لم يكن هناك أي توبيخ، بل كان لقاء عمل بين أصدقاء».

وكانت يديعوت أحرونوت قد نقلت عن أحد وزراء الحكومة تعليقه على المطالب الأميركية بالقول «إن قرارنا هو عدم التراجع أو التنازل، وعدم القبول بقائمة المطالب الأميركية».

وقالت ذي غارديان إن التقارير تشير إلى أن المسؤولين بالحكومة الإسرائيلية منقسمون إزاء استئناف محادثات السلام، فمنهم من يسعى بهذا الاتجاه، في حين أن الوزراء اليمينيين يناهضون أي قرار بتجميد الاستيطان أو الخوض بأي مناقشة عن مستقبل القدس الشرقية خلال محادثات غير مباشرة مع الفلسطينيين.

من جهته قال وزير بارز في الحكومة الإسرائيلية أمس إن الضغوط التي تمارسها إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما على إسرائيل للحد من أنشطة الاستيطان ستعزز موقف المتشددين الفلسطينيين وتعرقل جهود السلام.

ووصف بيني بيغن عضو مجلس الوزراء المصغر رؤية واشنطن إزاء القدس بأنها مخالفة لما ارتأته الإدارات الأميركية السابقة من ضرورة تسوية وضع المدينة من خلال التفاوض.

وقال بيغن «انه أمر مزعج ومقلق بكل تأكيد، سيسفر هذا التغيير قطعا عما هو عكس الهدف المعلن و سيؤدي إلى تشدد في سياسة العرب والسلطة الفلسطينية».

وصرح وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان لصحيفة معاريف بان خطوات إنقاذ المفاوضات الأميركية تشمل «تجميد البناء في معظم المناطق اليهودية في القدس».

وقال ليبرمان في المقابلة «أنا واثق من أننا سنقنع الولايات المتحدة بان هذا المطلب غير معقول».

وعبر آخرون في مجلس الوزراء المصغر المؤلف من سبعة أعضاء عن مخاوفهم بشان إدارة اوباما.

ويوجه المجلس المصغر سياسة الحكومة ويهيمن عليه اليمينيون ومن بينهم رئيس الوزراء نتانياهو.

وبيني بيغن هو ابن رئيس الوزراء اليميني الهالك مناحم بيغن وهو يعارض إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية.

واتخذ وزير الحرب أيهود باراك اليساري الوحيد في مجلس الوزراء المصغر مسارا مختلفا بشأن الخلاف مع الولايات المتحدة.

وقال «تبحث الإدارة الأميركية عن إجابة لسؤال ما إذا كانت إسرائيل تسير معها بحيوية وجدية نحو تفاهمات عريضة في العملية الدبلوماسية».وأضاف «بعبارة أخرى محادثات مباشرة بشأن قضايا محورية.

يزعج هذا السؤال الإدارة الأميركية أكثر من المطالب المحددة...التي لايزال يجري بحثها في الاتصالات بيننا».

ويضع الخلاف مع واشنطن نتنياهو في مأزق سياسي إذ أن تلبية المطالب الأميركية بشأن المستوطنات بعد الإعلان عن تجميد جزئي لإعمال البناء لمدة عشرة أشهر في تشرين الثاني قد يعرض ائتلافه للخطر ويدعم المعارضة من تيار الوسط.

وتخلف حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو عن حزب كديما في استطلاعات الرأي هذا الشهر ولأول مرة منذ انتخابات العام الماضي.

ويفيد استطلاع أجرته صحيفة معاريف يوم الجمعة الماضي أن ليكود سيحصل على 28 مقعدا من مقاعد البرلمان المؤلف من 120 مقعدا إذا أجريت انتخابات في الوقت الحالي مقابل 92 مقعدا لكديما.