خبر باحثون: الديمقراطية في غزة مفقودة ولا يوجد أرضية خصبة لتطبيقها

الساعة 07:51 م|29 مارس 2010

فلسطين اليوم: غزة

أجمع باحثون في مجال القانون ومختصون في مجال الديمقراطية أن قطاع غزة يشهد تغيب تام لمفهوم الديمقراطية حيث يشهد الواقع فهم خاطئ لمفهومها وقصور لمفهومها عند المواطن الفلسطيني.

جاء ذلك خلال حوار نظمته الهيئة الفلسطينية للاجئين اليوم الاثنين تحت عنوان "ملتقي غزة الفكري للديمقراطية" وشارك في الحوار كلا من خميس الترك عضو نقابة الصحفيين وابتسام الزعانين رئيسة جمعية العطاء الخيرية وسمير حمتو من جريدة الحياة الجديدة وعثمان شمس وسلطان حميد ناشطون مدنيون وسيف الدين البلعاوي بروفسور في القانون وخالد شعبان مركز التخطيط ومحمد نصار من الهيئة الفلسطينية للاجئين.

وأكدوا "على أن عدم وجود أحزاب وطنية سياسية تقود العمل السياسي لا يمكن للديمقراطية أن تنتشر في غزة لأنها أحزاب مسلحة وليس أحزاب سياسية تعمل لمصلحتها الشخصية".

وأشار الباحثون على أن هناك العديد من المؤسسات التي تدعم مفهوم الديمقراطية لكافة فئات المجتمع لكن هذه المؤسسات تصطدم بالواقع السوداوي الذي يعيشه القطاع فلا يمكن تطبيقها لعدم وجود أرضية خصبة لممارستها بشكلها الطبيعي والقانوني".

وأوضح الباحثون "أن الانقسام الفلسطيني كان له أثر كبير وعكس نتائج الديمقراطية وعدم الثقة وأصاب المواطن الفلسطيني بحالة من اليأس بسبب ما يدعيه بعض القادة السياسيين بأنهم يحيون الديمقراطية ولا يتم تطبيقه معتبرين المؤسسات المجتمعية والمدنية والسياسية في وأد ومفهوم الديمقراطية في واد أخر فهي تطبق النظام الدكتاتوري قائلة هناك شخص واحد فقط يتحكم في جميع المؤسسة أو الحزب أو الحركة هذا غير ديمقراطي".

كما أوضحوا على أن الشعب الفلسطيني يعيش حالة من اليأس الكبير فالديمقراطية مفتقدة في البيت "السلطة الأبوية" فالتربية تؤثر على الحالة النفسية التي يعيشها المجتمع الفلسطيني فالديمقراطية مرفوعة كشعار لا منهج يطبق على الجميع" مشيرون إلي أن الوضع الاقتصادي له تأثير كبير على نشر وترسيخ مفاهيم الديمقراطية "

وبينوا أن المؤسسات الأهلية مارست مظهر الديمقراطية في الانتخابات قبل وجود السلطة داخل نقابة الصحفيين ومجالس البلديات والجامعات وفي ظل الاحتلال الإسرائيلي وكانت تجري بشكل ديمقراطي راقي فهي طبقت في ظل وجود الاحتلال والحريات الموجودة لذلك لا نجعل الاحتلال شمعة نعلق عليه فشلا الديمقراطي".

المعوقات

وأجمع الباحثون على أن المعوقات التي تواجه ترسيخ مفاهيم الديمقراطية هي الاحتلال الوضع الاقتصادي والسياسي والتربوي وعدم وجود الانتماء للوطن والوعي وعدم العطاء بالإضافة إلي عدم احترام الرئيس للقوانين التي تحكم تصرفاته مؤكدون على أن ظاهرة الأنا هي التي تسيطر على سلوك المجتمع الفلسطيني".

وأشار الباحثون إلي أن الأحزاب التي تحكم فلسطين تطبق الديمقراطية لكن بالشكل التي تراه يخدم مصلحتها وإذا خالف مصالحها فلا يطبق على الرغم من أنها تستخدم الديمقراطية شعارها المحبب لجذب أكبر عدد من المجتمع ".

وأكدوا على أن المجتمع الفلسطيني مجتمع عائلي فئوي فهو يساعد على تغيب الديمقراطية بشكل كامل فتمنع الفتاة من الخروج من البيت لعادات عائلية وقتل البنت على خلفية الشرف فلا يحق للعائلة تطبيق القانون بيدها فهناك شرطة وقانون لا يمكن تجاوزها"

وإذا طبقت الديمقراطية في المجتمع العائلي فبتأكيد ستنحرف عن مسارها ومفهوم وحدود لا يستطيع الإنسان أن يتحدث بسبب التربية والأحزاب الفلسطيني لا بد أن يكون هناك ضوابط وحدود للديمقراطية في البيت يتمتع بها الأب والزوجة والابن حتى تنتشر الديمقراطية بالمفهوم الصحيح".

الآليات والسبل من أجل ترسيخ الديمقراطية

وأكد الباحثون على "أنه لا يمكن أن يتغير كل شيء في يوم وليلة ولكن يحتاج التغير إلي وقت كبير وجهد أكبر من الجميع بدأ من البيت والمدارس

وأجمع الباحثون على أن التغير يكون من القادة حتى يكونوا قدوة لغيرهم ويجب أن يكون لوسائل الإعلام دور بارز وكبير في ترسيخ مفهوم الديمقراطية التي كان لها دور كبير في الانقسام الفلسطيني فلا بد من الإعلام أن يوجه من اجل تصحيح الأوضاع في غزة".