خبر مانديلا: أسرى يتهددهم خطر الموت في سجن الرملة

الساعة 06:27 ص|29 مارس 2010

فلسطين اليوم : رام الله

أفادت رئيسة مؤسسة مانديلا لرعاية الأسير المحامية بثينة دقماق أن هناك عددا من الأسرى المرضى المقيمين في مستشفى سجن الرملة يعانون من حالات حرجة بانتظار الموت بسبب الإهمال الطبي.

وتمكنت المحامية دقماق من زيارة قسم "5 " في مستشفى "سجن الرملة" وأطلعت على أوضاع المرضى وحالاتهم المرضية.

وقالت دقماق إن هناك حالات مرضية تنتظر الموت بسبب الإهمال الطبي المتعمد من قبل سلطات الاحتلال التي تدير مستشفى السجن، مؤكدة وجود حالات حرجة وخطرة تتطلب العلاج بشكل مستمر وبحاجة لإجراء عمليات جراحية في مراكز طبية متخصصة مثل حالات غسيل الكلى وأمراض القلب والأمراض السرطانية.

ويعود تدهور صحة غالبية الحالات المرضية بين الأسرى المقيمين في مستشفى الرملة إلى قسوة التعذيب والشبح المتواصل أثناء التحقيق معهم وإلى الرطوبة العالية في الزنازين والإهمال الطبي لأمراضهم.

وبينت دقماق أن عيادات السجون والمعتقلات الإسرائيلية تفتقر إلى الحد الأدنى من شروط الخدمات الصحية والطبية اللازمة، سواء من ناحية الأجهزة والمعدات أو من ناحية عدم وجود أطباء أخصائيين لمعاينة ومعالجة حالاتهم المرضية.

وعلاوة على ذلك، أكدت دقماق أن الأطباء الإسرائيليين يمارسون دورا عنصريا ولا إنسانيا في تعاملهم مع المرضى على أنهم أعداء لا يستحقون العلاج، الأمر الذي يتنافى مع مهنة الطب التي تعتبر مهنة إنسانية بحتة.

واشتكى الأسرى المرضى، في شهادتهم لمحامية مؤسسة مانديلا، من سوء التغذية كما ونوعا وقلة العناصر الغذائية الأساسية والتي تؤدي إلى فقر الدم والدوخة لدى العديد منهم.

شهادات حية من أسرى مرضى

وقابلت دقماق الأسير ناهض الأقرع من سكان غزة والذي اعتقل أثناء عودته من العلاج في الأردن إلى غزة بتاريخ 20/7/2007، ويقضي حكما بالسجن المؤبد المتكرر ثلاث مرات.

وأفاد الأقرع بأنه يتنقل على كرسي متحرك وتم بتر ساقه اليمنى  قبل اعتقاله نتيجة إصابته في قطاع غزه، و يعاني من وجع شديد في الرجل اليسرى، وتم تحويله في شهر تشرين أول/نوفمبر الماضي إلى سجن (اساف هروفيه).

وأجمع الأطباء على بتر الساق اليسرى للأسير الأقرع بسبب وجود جرثومة في العظم، مع العلم أن الأطباء في بداية اعتقاله أبلغوه أن بإمكانه المشي على ساقه اليسرى، ويعيش الأسير يومه بتناول المسكنات لشدة الألم الذي يعانيه.

أما الأسير عماد الدين زعرب من سكان خان يونس، والذي اعتقل بتاريخ 9/4/1993، ويقضي حكما بالسجن المؤبد إضافة لـ 15 سنة، فأفاد انه يعاني من مشكلة في الغدة اللمفاوية، وفي سنه 1994 أجريت له عملية بواسير ولا زال يعاني من مضاعفات العملية.

وأضاف زعرب أنه عدة غدد ظهرت في جسمه، وبات يعاني من ارتفاع في كريات الدم البيضاء التي تهدد بإصابته بالسرطان، وهو بحاجة لفحص دوري كل ستة شهور للأمعاء والرئتين والقلب بغرض السيطرة عدد الغدد المنتشرة في جسده.

وكان الأسير زعرب قد حصل على قرار من المحكمة لإدخال طبيب مختص لفحصه لكن سلطات الاحتلال لم تنفذ ذلك

ويحتجز الأسير زعرب  في مستشفى الرملة من تاريخ 12/3/2009، وقد أبلغه أحد الأطباء أنه يعاني من مرض السرطان، ومن المحتمل أن يتحول إلى سرطان دم، خاصة بعد أن بدأت تظهر تقرحات في جسده وتآكل في عظمه، وأصبح عليه تناول الكورتيزون، وبات غير قادر على المشي.

ورغم ذلك لم تحدد إدارة المستشفى للأسير زعرب نوع المرض الذي يعانيه، مضيفا أن أطباء المستشفى أخبروه أنهم يعالجون عوارض المرض لديه لأنهم لا يعرفون مرضه بالتحديد.

وأدلى الأسير معتصم طالب رداد من سكان صيدا قضاء طولكرم المعتقل بتاريخ 12/1/ 2006، ويقضي حكما بالسجن لمدة 20 عاما، بشهادة قال فيها: "في بداية 2007عام فقدت صوتي، وكان ينزل من الرئتين بلغم وتم إجراء فحوصات واخبروني بعدم وجود شيء، وبعد 4 شهور عادت الحالة مره أخرى".

وفي بداية 2009 عادت الأمور كما كانت عليه بالنسبة لرداد، مضيفا:" أصبحت اشعر بآلام  في منطقه البطن مع دم في البراز وتم إعطائي دواء للامساك, واثر ذلك حصل عندي نزيف وفقدت القدرة على المشي وتم  تحويلي إلى مستشفى سوروكا".

وتابع "قبل أربعة شهور مكثت في المستشفى خمسة أيام، فحصني الطبيب المختص وأعطاني أدوية بالإضافة إلى 3 وحدات دم، وتم إعادتي من المستشفى سجن الرملة ولا زال الألم موجود ..".

وعلى اثر ذلك، فقد رداد من وزنه 14 كيلو من بداية الدواء، عندما بدأ بأخذ الدواء راح يفقد الوعي، وأضاف:" وقبل 20 يوما راجعت الطبيب وذلك بسبب نزيف وخمن الطبيب وجود جرثومه لدي دون أن يجزم بذلك".

وقابلت المحامية دقماق الأسير محمد مصطفى عبد العزيز أبو لبده من سكان مخيم جباليا شمال قطاع غزة، الذي اعتقل بتاريخ 2/7/2008، ويقضي حكما بالسجن لمدة 12 عاما.

وأفاد أبو لبدة انه نتيجة الضرب والتعذيب أثناء التحقيق أصبح النخاع الشويكي يضغط على الحبل الشوكي مما أدى إلى إصابته بالشلل.

وأضاف "تعرضت للعزل وبعد الإضراب الأخير تدهورت حالتي ونقلت للمستشفى، وأجريت عمليه بتاريخ 24/ 12/2008 وبسبب العناية غير صحيحة والسيئة وتعامل الممرضين السيئ أعدت بعد 48 ساعة إلى السجن، رغم خطورة العملية التي خضعت لها".

وبسبب الإهمال الطبي ساءت جروح العملية وحدث نزيف منها أعيد أبو لبدة مرة أخرى إلى مستشفى السجن، وكان يصاب بحالات إغماء متكررة بعد أن تدهور وضعه الصحي.

وأضاف "خضعت لعمليه ثانيه ووضعوا بربيش داخلي من الظهر للبطن لمنع تجمع السائل في الظهر وحول البطن  ليتمكن الجسم من امتصاصه, ولكن ذلك لم ينجح وتم إغلاق الجرح بت معرضا للإصابة بالتهاب السحايا".

ويتابع أبو لبدة قائلا: "أنا الآن لا اشعر بنصفي السفلي، وأشعر فقط بيدي اليمنى إذا لمست فقط شيئا باردا أو ساخنا، لكن لا استطيع الإمساك أو رفع أي شي بيدي، وقد تعين لي عملية ثالثة لتغيير البربيش الداخلي رغم الخطورة التي يشكلها ذلك في إمكانية دخولي في غيبوبة حسب تحذيرات الأطباء ولذلك رفضت إجراءها"..

اتفاقيات دولية مغيبة!

وتنص المادة (13) من اتفاقية جنيف الثالثة على ضرورة معاملة أسرى الحرب معاملة إنسانية في جميع الأوقات, وتحظر أن تقوم الدولة الحاجزة أي فعل أو إهمال غير مشروع يسبب موت أسير في عهدتها حيث يعتبر انتهاكاً جسيماً لها.

كما تقتضي الاتفاقية عدم تعريض الأسير للتشويه البدني نتيجة التعذيب، حيث أن التعذيب الوحشي للأسرى الفلسطينيين سبب لهم عاهات مستديمة كالعمى والشلل والأمراض المختلفة، وسجلت على الأقل حالتي إصابة بالعمى وذلك نتيجة وضعهم في غرف معزولة لا تدخلها أشعة الشمس، ورفض الاحتلال علاج الأسرى المصابين بأمراض العين المختلفة.

وتنص الاتفاقية على عدم استخدام أسرى الحرب في التجارب الطبية أو العلمية، إلا أن المحامية دقماق تؤكد أنه وعلى النقيض من ذلك تقوم سلطات السجون  باعتماد الأسرى كفئران تجارب تختبر عليهم الصناعات الدوائية والتي كان لها تأثير خطير على صحة الأسرى إضافة إلى استخدام أدوية منتهية الصلاحية في علاجهم.

وناشدت مؤسسة مانديلا منظمات حقوق الإنسان وأطباء بلا حدود وكافة المؤسسات والمنظمات الدولية للتدخل الفوري لإنقاذ حياة الأسرى المرضى، وطالبت السلطة وخاصة وزارتي الأسرى والصحة بالعمل الجاد على إدخال أطباء متخصصين لمعاينة الحالات المرضية في مستشفى الرملة ومعالجة كافة الحالات المرضية وإيلاء الاهتمام الكامل واللازم على كافة المستويات.