خبر هيثم أسرع لإنقاذ حياه شقيقه سليمان فسقط الاثنان شهداء

الساعة 09:41 م|28 مارس 2010

هيثم أسرع لإنقاذ حياه شقيقه سليمان فسقط الاثنان شهداء

فلسطين اليوم :مثنى النجار_خاص

قتلت إسرائيل برصاصها وحمم قذائفها المدفعية التي أطلقتها على مناطق زراعية ومحيط منازل سكنية عقب اندلاع الاشتباكات العنيفة التي وقعت بين مقاتلي سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وجنود الاحتلال على حدود عبسان الجديدة يوم الجمعة الماضي,الشقيقان هيثم وسليمان عبد الحكيم أبو عرفات في العشرينات من عمرهما من سكان البلدة.

الشاب هيثم 23 عام خرج مسرعا من منزله الذي يبعد عن السلك الفاصل حوالي 3 كيلو متر نحو منطقة الاشتباكات فور سماعه خبرا مفاده أن شقيقه سليمان مصاب ليسرع لإنقاذه لكنه لم يعلم أن طريقه التي سلكها ستكتب له الشهادة ,فوقتها سقطت قذيفة مدفعية قربه فأصابته شظاياها في مناطق مختلفة من جسده ليرتقي شهيدا متأثرا بجراحه , دون علمه بما جرى مع شقيقه .

فتحت عائلة الشهيد في عبسان الجديدة بيت عزائها واستقبلت المعزين لاستشهاد نجلها هيثم وعيونهم تذرف الدموع ويتلهفون لسماع أي معلومة حول مصير نجلهم سليمان الذي فقد خلال الاشتباك بعد مرور ثلاثة أيام على العملية.

ومع مرور اليوم الثاني في بيت العزاء ,وصل الخبر بأن طواقم الصليب الأحمر توجهت للبحث عن جثمان المفقود سليمان 22عام في المكان بعد الموافقة الإسرائيلية,لعل وعسى أن يعثروا عليه.

 

 

 بعد ساعتين من البحث عثر الصليب على جثمان الشهيد الذي بانت عليه علامات التشويه ,في حين ظن من شاهده أنه أعدم من مسافة قريبة في وقت كانت الآليات تجرف صباح الأحد في مكان العملية التي نفذها مقاومو السرايا,والتي قتلت ضابطا وجنديا أخر وأصابت ثلاثة بجراح.

 

فجعت العائلة فور سماعها نبأ العثور على ابنها الثانى فسارع أقاربه والمعزيين من داخل بيت العزاء نحو مستشفى ناصر لتذرف الدموع مرة أخرى على فقدانهم اثنين من ابنائهم.

شقيق الشهداء الشاب عارف 24 عام يتحدث ويقول :"كان استقبالنا لخبر استشهاد شقيقي  مفجعا فسليمان كان أحب الناس إلى قلبي

ووجه عارف رسالة إلى كل بيت شهيد قائلا:"هذه شهادة عز وفخر يفتخر بها الجميع  ونحن سنكمل درب هؤلاء الشهداء وسنسير على خطاهم.  

واستطرد عارف في حديثه قائلا:"الشهيدان كانا من المداومين بالصلاة في المسجد وقراءة القرءان، إضافة إلى حبهما للجهاد والشهادة في سبيل الله كما كان كلاهما يتدافع نحو الحصول عليها.

واستنكر عارف ما أقدمت عليه قوات الاحتلال من عمليه تشويه لجثمان شقيقه مطالبا كافة الجهات المعنية وحقوق الإنسان لمساءلة إسرائيل على ما تفعله بحق جثث الشهداء.

والدة الشهيدين أم حسن احتسبت نجليها شهداء بقلب صابر مدعم بكلام من كتاب القرءان الكريم ,في حين اعتصر قلبها ألما على فقدانهما مع بعضهما قائلة:"بالنسبة لحبيب قلبي هيثم خرج مسرعا لينقذ شقيقه سليمان لكن نصيبه كان الشهادة, وأما عن سليمان فقد وقعنا في حيرة من أمرنا عن مصير فتارة يقولون أنه بخير وأخرى أنه مفقود وثالثه أنه استشهد حتى تبين الخبر بارتقائه ليجاور شقيقه إلى ربه ,ودعت الوالدة الله عز وجل أن يتقبل ولديها شهداء وأن يغفر لهما.

أما عن جدة الشهداء المسنه أم عبد الحكيم وفور سماعها خبر العثور على سلميان أسرعت إلى مستشفى ناصر متجه نحو ثلاجة الشهداء بمستشفى ناصر وتصرخ بصوتها قائلة:"نفسي أشوفه وتكررها, وتصفهم بحديثها بأنهما يمتازان بالطيبة والأخلاق الحسنه ,وتذكر المسنه بأن الشهيدين كانا يترددان عليها دوما بالزيارات ,منوهة إلى أنهما كانا دائما يتحدثان معي عن الشهادة فى سبيل الله.

 

الجذير بالذكر أن الشهيدين هيثم وسليمان ولدا كلاهما بتاريخ 21_3 من عام 1988وعام 1990 وفي نفس الشهر قضت قوات الاحتلال بحقدها عليهما ليرتقيا شهداء إلى جوار ربهما ,حيث استشهد هيثم بتاريخ 26_3_2010,بينما استشهد سليمان بتاريخ 28_3 وانتهت القصة إلى هنا.