خبر صحافيون في ضيافة « بندقية » جيش الاحتلال! ..أحمد دلول

الساعة 05:24 م|28 مارس 2010

صحافيون في ضيافة "بندقية" جيش الاحتلال! ..أحمد دلول

 

لم أستغرب أنا وغيري من الزملاء الصحافيين الفلسطينيين ما نشر عن مبادرات تطبيع لأشخاص للأسف يعتبرون أنفسهم أبناء مهنة الصحافة الفلسطينية (المشهود لها بوطنيتها)، ورسلاً لشعبهم وهذا أمر أدهى وأمرّ أن يجلسوا مع من كان يبرر كيف كان يقتل أبناء شعبنا على أيدي جيش الاحتلال بكل بجاحة!.

كان للإعلام الإسرائيلي السبق في إعلان هذا الخبر، وقد يكون ذلك لأسباب مختلفة، لكن صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية الناطقة بالإنجليزية، غطت الحدث ونشرت صورة واحدة فقط للزيارة!، كما التقت القائمين على "برنامج الإعلام العربي" في منظمة "مشروع إسرائيل" اليهودية وإحدى الفلسطينيات المشاركات في اللقاء.

ومن المؤسف أن تكون باكورة هذا البرنامج استضافة صحافيين من غزة والضفة يبدوا أنهم "ببراءتهم وسذاجتهم" المعهودة (يا ما شاء الله!)، انطلقوا ليواجهوا "بقوة المحارم الورقية" مدافع "آرييه أدرعي" ونظرائهم من الصحافيين الإسرائيليين في أحد مقاهي "تل آبيب".

خرج هؤلاء الصحافيون من غزة (المحاصرة) ليس للعلاج أو التعلم أو الدفاع عن قضيتهم  بل "ليتجولوا" في "تل آبيب" ويلتقوا مع صحافيين إسرائيليين، و"يتوجوا" زيارتهم "المظفرة" بلقاء مع الناطق باسم الجيش!.

والله إنها لمأساة أن يقولوا عن أنفسهم بأنهم صحافيون فلسطينيون، فهم مطبّعون مع (سبق الإصرار والترصد) وطعنوا شعبهم أولاً وزملاءهم الذين تشوهت صورتهم بفعل ما يفعله بعض "الرقعاء" من الصحافيين بحق قضيتهم من خلال "مغامرات" تطبيعية، لم يستفيدوا منها سوى "سواد الوجوه".

والخبر به من التفاصيل توضح مدى "انبساط" الناطق باسم الجيش و"سعادته" البالغة بلقاء الصحافيين الفلسطينيين "وجهاً لوجه"، كما أن المناقشات "الودية" كانت حامية الوطيس، حيث أنها تطرقت إلى "كرة القدم" و"المثليين في الجيش الإسرائيلي" بالإضافة إلى القضايا المختلفة مثل حماس وشاليط!.

وأختم بقولي العبارة التي اخترتها عنواناً لهذه المقالة القصيرة: "هؤلاء الصحافيون كانوا في ضيافة البندقية، لكنها للأسف كانت بندقية جيش الاحتلال"!، واسألهم: "هل كانت (القهوة) لذيذة جداً في مقهى (ريحوف بن جفيرول) ليصلوا إلى هذا الحد من السعادة التي بانت على وجوههم في الصورة؟!".