خبر صحافيون فلسطينيون في ضيافة المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي.. لماذا؟

الساعة 09:32 ص|28 مارس 2010

فلسطين اليوم- غزة

في الوقت الذي تشن فيه حكومة الاحتلال الإسرائيلي حقدها وعدوانها على الشعب الفلسطيني بأكمله، التقى خمسة صحفيين من الضفة وغزة مع صحفيين إسرائيليين من بينهم الناطق باسم جيش الاحتلال الأمر الذي لقي استهجاناً وتنديداً من قبل جموع الإعلاميين ومطالبات حثيثة بمحاسبتهم ومقاطعتهم.

 

فقد التقى صحفيون فلسطينيون بآخرين إسرائيليين في تل أبيت لتطبيع العلاقات بين وسائل الإعلام الفلسطينية والإسرائيلية وبمبادرة من ما يسمى منظمة "مشروع إسرائيل" اليهودية لما أسمته "بناء جسور" بين الصحفيين والفلسطينيين والإسرائيليين.

 

ونددت المؤسسات والكتل الصحفية والإعلامية في قطاع غزة والضفة الغربية، بهذه اللقاءات التي تأتي في ظل عدوان مستمر على شعبنا، مطالبةً بمحاسبة كل من يثبت لقاءه بصحفيين إسرائيليين.

 

محاسبة ومقاطعة..!

فمن ناحيته، طالب التجمع الإعلامي نقابة الصحفيين الفلسطينيين بفصل عدد من الصحفيين في الضفة الغربية وقطاع غزة الذين شاركوا في الاجتماع مع صحفيين إسرائيليين.

 

وعبر التجمع الإعلامي عن خطورة هذا الاجتماع الذي يعتبر الأول من نوعه الذي يجري في ظل تواصل الجرائم الإسرائيلية والاعتداءات اليومية المتكررة بحق الصحفيين الفلسطينيين في القدس ومدن الضفة الغربية وقطاع غزة .

 

ورأى التجمع، أن هذا اللقاء يندرج ضمن عملية التطبيع التي تحاول إسرائيل أن تدخل فيها العواصم العربية كي تنشر ثقافتها المبنية على تنكر الحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني.

 

وعبر التجمع الإعلامي عن أسفه، أن يبقى هناك علاقة اجتماعية ونقابية مع هؤلاء الصحفيون الذين صافحوا الناطق باسم جيش الاحتلال الذي يروج الأضاليل والأكاذيب بحق شعبنا الفلسطيني ويمرر ما تقوله المؤسسة الأمنية والعسكرية، داعياً كافة الصحفيين الأحرار والوطنيين سواء الفلسطينيين أو العرب لمقاطعة هؤلاء .

كما دعا التجمع الإعلامي، اتحاد الصحفيين العرب بأن يتخذ موقفاً وطنياً وقومياً كما عهدناه بضرورة مقاطعة هؤلاء الصحفيون الذين كانوا يجلسون مع الناطق باسم جيش الاحتلال في الوقت الذي تقتل فيه الطائرات أبناء شعبنا الفلسطيني.

 

قائمة سوداء..!

وأوضح التجمع الصحفي الديمقراطي أنه بصدد الإعلان عن قائمة سوداء بأسماء كل الصحفيين والإعلاميين الذين يلتقون إسرائيليين، واصفاً لقاءهم بإسرائيليين بالمشين والضار الذي جرى في الوقت الذي كانت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي تسفك الدماء على الأراضي الفلسطينية، ولا يعبر عن أخلاق مواقف الصحفيين الفلسطينيين، "رسل الحقيقة" الذين طالما تعرضوا للقتل والتنكيل من اجل إيصال رسالة شعبهم ومعاناته إلى العالم.

 

واعتبر التجمع الصحفي، أن هذا النفر من الصحفيين ما كان يقدم على هذه الخطوة المدانة في حال وجدت نقابة صحفيين ومؤسسات إعلامية ونقابية قوية وفاعلة، مطالباً نقابة الصحفيين وكافة الجهات والمؤسسات الإعلامية التي ينتمي إليها هؤلاء باتخاذ إجراءات عقابية مشددة ورادعة بحقهم.

 

ودعا، الصحفيين المتورطين بهذا العمل إلى التراجع الفوري عنه والإعلان عن توبتهم وندمهم عن ما أقدموا عليه.

 

ما الفائدة؟

وبدوره، عبر منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، عن استيائه وامتعاضه الشديدين لما أقدم عليه أفراد من الصحفيين الفلسطينيين لمشاركتهم في اجتماع ضم صحفيين إسرائيليين في (تل أبيب)، معتبراً ذلك جريمة خطيرة لاسيما بعد الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، واستمرار العدوان على كافة أرجاء الأرض الفلسطينية وسرقة أراضيها ومقدساتها وقتل أبناءها.

 

ويتساءل منتدى الإعلاميين عن الفائدة المرجوة من اجتماع مع رجل الدعاية والإشاعة في جيش الاحتلال الإسرائيلي (أفيخاي درعي) الذي يبث سمومه يومياً ضد شعبنا ضمن حرب نفسية مدروسة ، الأمر الذي يحتم علينا مقاطعته ومواجهته في الميدان الإعلامي ونبذ أي علاقة معه ودحض أكاذيبه التي لا تتوقف.

 

ودان منتدى الإعلاميين الفلسطينيين مشاركة الصحفيين الفلسطينيين في الاجتماع مهما كانت المبررات ، ويدعو الصحفيين والإعلاميين في فلسطين إلى مقاطعة كل من يثبت مشاركته في الاجتماع .

 

وجدد منتدى الإعلاميين رفضه الكامل والواضح لكافة أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وعلى رأسها التطبيع الإعلامي، داعياً كافة الصحفيين لمواصلة كشف جرائم هذا الاحتلال البغيض الذي لا يهدف من مثله هذه اللقاءات إلا لتحقيق مصالحه فقط والتعمية عن جرائمه .

 

وشدد منتدى الإعلاميين على أن هؤلاء الصحفيين الذين شاركوا بالاجتماع مع الناطق باسم الجيش الإسرائيلي لا يمثلون إلا أنفسهم، ولا يمتون للواقع الإعلامي الفلسطيني لا من قريب ولا من بعيد.

 

 وطالب جميع الجهات الإعلامية والنقابية بفضح المشاركين بالاجتماع ومقاطعتهم اجتماعيا وثقافيا، مطالباً اتحاد الصحفيين العرب بالتحقيق معهم واتخاذ الإجراءات العقابية بحقهم.

 

خدمة مجانية..!

كما استنكرت نقابة الصحافيين هذا العمل، مؤكدةً أن لقاءات من هذا القبيل تأتي كخدمة مجانية للاحتلال في ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية علي شعبنا عامة وعلى الصحافيين خاصة، والتي كان آخرها إصابة الزميل ناصر الشيوخي بقنبلة غاز أدت إلى تهتك ونزيف في الكليتين والطحال، إضافة لإصابات لحقت بعدد من الزملاء أثناء قيامهم بواجبهم المهني في تغطية التظاهرات ضد الجدار والاستيطان.

 

وحذرت النقابة من مغبة اللقاء بالصحافيين الإسرائيليين في الداخل أو الخارج ضمن محاولات لتطبيع العلاقات، مؤكدة أنه سيتم اتخاذ إجراءات نقابية وقانونية بحقهم على الصعيدين المحلي والعربي.

 

تنكر لدماء الشهداء الإعلاميين

كما تلقت كتلة الصحفي الفلسطيني بأسف بالغ واشمئزاز كبير نبأ لقاء بعض الصحافيين الفلسطينيين بمجموعة من الصحافيين الإسرائيليين، معتبرةً ذلك تنكراً لدماء شهداء الحركة الإعلامية الفلسطينية، ومفارقة للمربع الوطني عبر الارتماء في أحضان الاحتلال تحت ذرائع وشعارات ظاهرها التطبيع الثقافي والإعلامي وباطنها تقديم فروض الطاعة والولاء لمن يسفك دماء الأبرياء صباح مساء.

 

وأكدت كتلة الصحفي، أن من تجرأ على المشاركة بمثل هذا اللقاء المخزي والمريب من الصحافيين المحسوب بعضهم على حركة فتح، إنما يمثل ذاته فحسب، ولا يمت للصحافيين الفلسطينيين الوطنيين بأي صلة، خاصة أن فرسان الكلمة والصورة تقدموا دائماً ميدان المواجهة مع الاحتلال لفضح جرائمه بحق المدنيين الأبرياء.

 

وتساءلت الكتلة، كيف لمثل من شارك بلقاء العار أن يدعي الوطنية في عمله من خلال فضح جرائم الاحتلال فيما هو يلتقي بمن يبررون قتلنا بل ويحرضون على سفك دماء الفلسطينيين صباح مساء عبر وسائل إعلامهم الطافحة بالعنصرية والعداء لشعبنا الفلسطيني.

 

وطالبت الكتلة، اتحاد الصحافيين العرب والمؤسسات الإعلامية والصحافيين الفلسطينيين باتخاذ موقف صارم يردع مثل هؤلاء الذين بان زيف تشدقهم بالوطنية وتمسحهم بالحرص على مصالح الشعب الفلسطيني، وانجلت حقيقة مواقفهم خلال لقاء ساده الارتياح والسرور بصحافيي الاحتلال والناطق بلسان جيشه الإرهابي.

 

كما شددت، على ضرورة مقاطعة الصحافيين المشاركين في لقاء العار، وعدم التعامل معهم لعلهم يدركون حجم الجريمة التي اقترفوها بحق فرسان الكلمة والصورة الذين أريقت دمائهم على يد جيش الاحتلال، ولعلهم يعلموا مدى العار والخزي الذي جلبوه لأنفسهم.

 

وفي السياق ذاته أدان المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية عقد عدد من الصحافيين الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة لقاء أدرعي، ولقاء آخر مع عدد من الصحافيين الإسرائيليين في تل أبيب الخميس الماضي 25 آذار (مارس) 2009.

 

ورأى المعهد الفلسطيني للاتصال في مثل هذه اللقاءات، التي نظمتها مؤسسة "مشروع إسرائيل" الأميركية خطوة مرفوضة نحو التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً وأن إسرائيل لا تبدي أي نوايا للتخلي عن الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا إعادة حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة.

 

وحسب معلومات متوفرة لدى المعهد سبق وأن زار 12 صحافياً فلسطينياً من الضفة الغربية مبنى الكنيست الإسرائيلي في 19 كانون الثاني (يناير) الماضي، كما التقى عدد من الصحافيين من الضفة أيضاً مع مرتكب جريمة قتل الأطفال في حي الدرج بنيامين بن اليعزر.

 

وفي الوقت الذي تنضم فيه الكثير من الجماعات والمؤسسات الدولية إلى حملة مقاطعة الاحتلال ومؤسساته نفاجأ اليوم بعدد من الصحفيين الفلسطينيين بعقد لقاءات مع أدرعي وغيره من المسئولين والصحافيين الإسرائيليين الذين دأبوا على تبرير جرائم قوات الاحتلال، والدفاع عنها خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، جريمة في حد ذاتها.

 

ويرى أن مثل هذه اللقاءات بدعوى الحوار من أجل السلام لا تحقق أي فائدة ، وتستخدمها سلطات الاحتلال في تجميل صورتها، خصوصاً بعد صدور تقرير غولدستون الذي أدانها بارتكاب المجازر والمذابح وجرائم الحرب قبل الحرب الأخيرة على قطاع غزة وأثنائها وبعدها.

 

واعتبر المعهد أن مثل هذه اللقاءات في ظل الحصار المحكم المفروض على قطاع غزة، والقيود المفروضة أيضاً على حرية حركة الصحافيين الفلسطينيين تعمل على إضافة مزيد من الشرذمة وتشويه صورة الصحافيين.

 

ويشدد المعهد على أنه يجب أن لا يكون هناك أي حوار مع سلطات الاحتلال أو صحافيين أو جهات إسرائيلية لا تعترف بحقوق شعبنا الفلسطيني كاملة وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وإدانة ممارسات الاحتلال واعتداءاته كافة في حق الشعب الفلسطيني.