خبر الاتحاد الوطني- معاريف

الساعة 08:51 ص|28 مارس 2010

الاتحاد الوطني- معاريف

بقلم: نير شُعلي

 (المضمون: الحل هو توحيد التيار الصهيوني المركزي اقامة دولة فلسطينية في ظل انهاء النزاع، اعادة جلعاد شليت، توحيد العالم ضد ايران ورد أمني نهائي على انعدام ثقة الجمهور بالشعب العربي من خلال خلق منطقة فاصلة بين الدولتين، يرابط فيها جنود امريكيون، روس، بريطانيون وألمان -  المصدر).

الازمة بين اسرائيل والولايات المتحدة، والتي بلغت في الاونة الاخيرة ذروتها، هي احدى الفرص الاخيرة لتشكيل حكومة توحد الليكود، كديما والعمل قبل أن تسيطر على الدولة الهوامش المتطرفة وتجعل الحركة الصهيونية صيغة جديدة لمنتحري متسادا. لا توجد فوارق ذات مغزى في اراء ومواقف الاحزاب المختلفة. ففي الليكود وكديما والعمل على حد سواء يعرفون ان البلاد يجب أن تنقسم الى دولتين، وعند النزول الى الجدال نفسه، يكون الحديث يدور فقط عن ترتيبات امنية.

        معظم سكان اسرائيل، الذين هم مقترعين لليكود، كديما والعمل، لن يبقوا دوما الاغلبية. قبل ان ينفد الزمن، على زعماء هذه الاحزاب أن ينهضوا ويقوموا بخطوة تاريخية وشجاعة، للارتباط الواحد بالاخر وابقاء الاحزاب الدينية وكل الباقين في الخارج. قسم من "كل الباقين" هذا يجرنا الى مواجهات مع كل العالم. القسم الاخر من "كل الباقين" من اليسار، لا ينجح في اقناع الجمهور بانه يحرص بكامل المسؤولية عن أمن وسلامة سكان اسرائيل حيال الارهاب.

        الاغلبية الاسرائيلية تريد الاهتمام بالاحياء وليس بالاموات. تريد الاهتمام بالابداع وبالتجسيد الذاتي في الايام العادية، وتريد الارتياح في نهاية الاسبوع، والتوجه الى الصلاة في الكنس في ايام الجمعة والسبت. الكثير من المتدينين لا يشاركون في فكرة "المناطق المقدسة". ان يكونوا مع العائلة، ان يشاهدوا مباريات كرة القدم، ان يسافروا الى البحر، ان يطالعوا، ان يعملوا وان يشحنوا بطارياتهم كي يبدأوا اسبوعا جديدا من الاهتمام بالرزق للعائلة وعموم المجتمع. الاغلبية تريد الازدهار الاقتصادي كي يعم الخير على الجميع. تريد الاستثمار في التعليم، في الثقافة وفي الرياضة. تريد أن تكون مثل السويد، كندا، الولايات المتحدة، هولندا، بريطانيا واستراليا، وليس مثل الباكستان، نيجيريا، ايران، اليمن وافغانستان.

        هكذا هي اغلبية سكان دولة اسرائيل. حاليا. وهي تتضاءل وتضعف لان المسيحانية تستشري مثل النار في حقل من الهشيم. رجال الليكود، كديما والعمل يتناكفون على امور تافهة في الوقت الذي يتذكر فيه المصوتون لهم، بمن فيهم اولئك الذين يئسوا ولم يعودوا يصوتون لاحد او يلقون ببطاقات بيضاء في الصناديق، يتذكرون بانهم ذات مرة رقصوا هنا في الشوارع عندما قررت الامم المتحدة تقسيم البلاد الى دولتين. يتذكرون بان ذات مرة لم نوافق على الحديث مع م.ت.ف، وان الفلسطينيين لم يختفوا حتى الان.

        الجميع يعرف، بما في ذلك الفلسطينيون بان غوش عصيون، ارئيل ومعاليه ادوميم ستبقى، ولكن احياء شرقي القدس لن تبقى. هم يعرفون بان في النهاية سينتهي الحال بدولتين، اذ هكذا كل العالم يريد، وتتبقى فقط مسألة كم سيدفعون حتى ذلك الحين بحياتهم عبثا، وكم من المال والوقت ستضيع الدولة على الحروب.

        الحل لكل هذه الامور هو توحيد التيار الصهيوني المركزي اقامة دولة فلسطينية في ظل انهاء النزاع، اعادة جلعاد شليت، توحيد العالم ضد ايران ورد أمني نهائي على انعدام ثقة الجمهور بالشعب العربي من خلال خلق منطقة فاصلة بين الدولتين، يرابط فيها جنود امريكيون، روس، بريطانيون وألمان. ليس قوة من فيجي وايرلندا، بل قوة مثل تلك التي رابطت في المانيا بعد الحرب العالمية الثانية على مدى خمسين سنة، في القدس أيضا. فهذ سيء جدا الحال اليوم في اوروبا؟