خبر لتتفكك الحكومة -هآرتس

الساعة 08:47 ص|28 مارس 2010

لتتفكك الحكومة -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

في سلسلة المطالب التي طرحها براك اوباما على بنيامين نتنياهو لدفع المسيرة السلمية، فان مطلبا غير جوهري واحد بالذات هو الذي يجب ان يثير القلق فقد طلبت الادارة الامريكية الحصول على تعهدات اسرائيلية خطية. وهكذا يصل انعدام الثقة برئيس وزراء اسرائيل الى درك اسفل جديد. الادارة الامريكية، التي اكتوت مرات عديدة من سياسات الغمز والطمس الاسرائيلية، تقدر بأنه اذا لم يكن معنى للكلمة المقالة، فلعل للكلمة المكتوبة مفعول اكبر.

ولكن الاسرائيليين والامريكيين المجربين لا ينبغي ان ينبشوا في الارشيفات القديمة كي يجدوا وثائق واتفاقات وان كانت حكومة اسرائيل وقعت عليها، الا انها اصبحت في نهاية المطاف ليست أكثر من ورق تغليف. المشكلة ليست في صياغة الاوراق بل في تبني المواقف، بمعنى في الفجوة التي لا يمكن جزرها بين الرموز اليمينية في الحكومة، مثل ليبرمان، يشاي، يعلون ونتنياهو نفسه، وبين مفهوم "المسيرة السلمية". بين مؤيدي اختطافات البناء، ممن لم يتخلوا عن فكرة بلاد اسرائيل الكاملة، وبين من يؤمن حقا بحل الدولتين للشعبين. يحتمل ان تكون الزيارة الفاشلة لنتنياهو الى واشنطن قد أوضحت له بأن ما ينزل على رأسه ليس بالضبط مطرا ولكن طالما هو يعتقد بأن التركيبة السياسية للحكومته ستنقذه من الحسم، يبدو أنه سيفضل مسح جبينه ويواصل المناورة.

        هذه، مرة اخرى، لحظة حزب العمل. ورقة التين المصفرة اياها التي وفرت لرئيس الوزراء في سنته الاولى غطاء ناجعا لاخطائه وجنون شركائه من اليمين، ملزم بأن يتوصل الى استنتاج واحد: الشراكة هذه لا يمكنها ان تستمر اذ بذلك يصبح الحزب شريكا في المخاطرة الأمنية على اسرائيل. ايهود باراك وشركاؤه ملزمون بالكف عن لعب دور وكلاء نتنياهو. عليهم ان يكفوا عن الانجرار خلفه كذيل تزيني لسياسة محملة بالمصائب. والادعاء بأنهم هم الذين يمنعون الهبوط نحو الهاوية ليس سوى ذريعة. اسرائيل توجد منذ الان عميقا في ذات الهاوية وتهديد حقيقي على وحدة الحكومة وحده كفيل كيفما اتفق ان ينقذها منها.

        على حزب العمل ان يوضح لنتنياهو بأنه لا يوجد طريق ثالث. عن الحكومة ان تتبنى مطالب الولايات المتحدة، أو ان تتفكك. هذه ليست مسألة مكانة وعزة وطنية بل مسألة وجود.