خبر عائلة بجنين تعيش مع الأفاعـي

الساعة 05:49 ص|28 مارس 2010

عائلة بجنين تعيش مع الأفاعـي

فلسطين اليوم-وكالات

عندما تدخل إلى منزل الـمواطن مالك دلة (48 عاما)، من بلدة كفر راعي جنوب غربي جنين، سرعان ما تأخذك عيناك إلى مجموعة من الأفاعي التي تنتشر في كل ركن من أركان هذا الـمنزل الذي يشعر صاحبه أنه وأبناءه وصلوا إلى مرحلة التعامل باحتراف مع شتى أصناف الأفاعي ومعظم الطيور البرية، بما فيها الجارحة، التي يصطادونها من الجبال والـمناطق الـمحيطة، وتشكل مصدر رزق أساسيا بالنسبة لهذه العائلة.

يقول دلة لصحيفة محلية وهو يحمل اثنتين من الأفاعي وطائر "عقاب" جارحاً تمكن من اصطيادها، إنه بدأ يمارس هوايته في صيد الأفاعي، ولـم يكن يتجاوز من العمر 10 سنوات، حيث وجد أفعى تتحرك بسرعة كبيرة وسط العشب اليابس في صيف حار.

وأضاف إنه في ذلك اليوم ألقى بنفسه على هذه الأفعى التي قاومته ولدغته، قبل أن ينجح في اصطيادها، إلا أنه أخذ يصرخ ليس من شدة الألـم، وإنما من شدة الخوف الذي انتابه، في مشهد أرعب والديه اللذين سرعان ما انطلقا به إلى الـمستشفى الحكومي في مدينة جنين، حيث خضع للفحص الطبي.

إلا أن مفاجأة الوالدين في ذلك اليوم، كانت بنتيجة الفحوص الطبية التي أثبتت أن جسد ابنهما الصغير، يمتاز عن غيره بأنه يحمل منذ اليوم الأول لولادته، مضادا للدغات الأفاعي، في نتيجة شكلت دافعا قويا لهذا الطفل، لأن يبدأ بممارساته هوايته في صيد الأفاعي وإخراجها من جحورها في هواية أصبح هذا الـمواطن مع مرور الزمن، يمارسها باحتراف، وعلـمها لأبنائه، بعد أن أصبحت عملا مدرا للدخل تعتاش العائلة منه.

وقال دلة إن جسمه يتميز كذلك بوجود "مصدات" تزيد من قدرته على مقاومة لدغات الأفاعي بكافة أصنافها.

ويبدأ موسم الصيد عادة، كما يقول دلة، في النصف الثاني من نيسان من كل عام، حيث تبدأ الأفاعي بالخروج من جحورها بحثا عن الفريسة، ويشارك فيه الأب وأبناؤه السبعة ممن اكتسبوا خبرة والدهم، لدرجة يقول الأب إنهم أصبحوا محترفين في هذا العمل، وبعضهم تغلب عليه.

ويقوم الأب وأبناؤه، في مرات كثيرة، بتحنيط بعض الأفاعي وتقديمها على أشكال زينة، وبيعها للـمواطنين، فيما يقومون ببيع البعض الآخر على حاله، فور اصطياده، ويزودون به مختبرات بعض الـمدارس والجامعات لأغراض تعليمية، وصالونات الحلاقة والتجميل لأغراض الزينة بدلا من مظاهر الزينة التقليدية.

وأصبح هذا الـمواطن، كما يقول، يمتلك معرفة عالية في تصنيف الأفاعي التي تنتشر في الأراضي الفلسطينية، وتمكن من اصطياد معظمها، مثل "القرناء" الفلسطينية التي تسمى بالأفعى السورية، وأفعى "الدساس"، والثعبان الفلسطيني، و"البرجيل" الـمصري، وجميعها أفاع سامة.

وأضاف إنه نجح في اصطياد أفعى أفريقية تتميز بوجود أربعة أنياب لها مع أربع غدد اثنان للسم واثنان للترياق، موضحا أن ما يميز أفعى "البرجيل" الـمصري أن سمها على شكل رذاذ قاتل.

وبسبب الخبرة والـموهبة التي يتمتع بها الأب والأبناء وجميع أفراد العائلة في التعامل مع الأفاعي، يقول دلة إنه أصبح مشهدا طبيعيا بالنسبة له ولأفراد أسرته، مشاهدة الأفاعي تتنقل داخل منزله، وتتواجد بين الأمتعة وفي كل مكان من الـمنزل، حرة طليقة، دون أن يسبق أن هاجمت أي فرد من العائلة، أو أي زائر للـمنزل، بعد أن أصبح هناك نوع من الألفة معها، كما قال دلة.

ولـم تقف موهبة دلة عند حد اصطياد الأفاعي والثعابين، وإنما امتدت لتشمل صيد الحيوانات والطيور البرية بكافة أشكالها.

وروى أنه قبل عدة شهور، علـم بوجود طائر "عقاب" يأخذ من قمة شجرة عالية في إحدى القرى الـمجاورة، مركز انطلاق له للصيد، فتوجه إلى ذلك الـمكان، حيث نجح في اصطياد هذا الطائر الذي يواظب على ترويضه، بطريقة تمكنه من التعامل مع البشر، دون إيذاء، وقطع شوطا كبيرا في ذلك، وهي طريقة ينتهجها من جميع الطيور والحيوانات البرية التي ينجح باصطيادها، قبل أن يقوم ببيعها أو تحنيطها حسب الطلب.