خبر القمم العربية...انحدار نحو « تآكل المرجعية العربية »

الساعة 03:54 م|27 مارس 2010

القمم العربية...انحدار نحو "تآكل المرجعية العربية"

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

مع انطلاق أعمال قمة "سارت" في ليبيا اليوم،  يبدي الشارع الفلسطيني عدم اكتراث بما يجري في قمة "العرب" التي اتخذت من "القدس" اسما لها، رغم تصريحات الشخصيات الرسمية و الوطنية بمطالبتها بإجادة الحلول لقضيتهم.

 

يقول مدير مركز بدائل للدراسات السياسية أن الفلسطينيين كما العرب، فقدوا توقعاتهم بالقمم العربية لأنها لم تعد بمستوى قضايا الأمة و لا تطلعاتها.

أعطت إسرائيل فرصتها

ويرى المصري أن الدليل على ذلك هو قرار لجنة المتابعة الذي أعطى فرصة لإسرائيل من خلال إعادة استئناف المفاوضات الغير مباشرة، بالتنصل من جرائمها بحق الفلسطينيين.

 

ويرى المصري أيضا، ان القمم العربية لم تعد مقنعه ولا ذات فائدة للقضية الفلسطينية وخاصة بعد 1993 حين وقع الفلسطينيين اتفاقية السلام مع إسرائيل.

 

وبالعودة إلى تاريخ القمم العربية و قراراتها نجد أنها ومنذ قمة أنشاص الطارئة عام 1946 وحتى العام كانت داعمة للقضية الفلسطينية و تركزت على تأكيد القضية الفلسطينية وعروبتها واعتبرتها لب القضايا العربية.

 

وفيما يتعلق بعملية السلام حددت القمم العربية، وخاصة تلك التي عقدت بعد 1967 شروطا لدخول في مفاوضات مع الاحتلال أهمها انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها القدس، واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية الثابتة.

 

و بقيت قرارات العربية تدور في فلك القضية الفلسطينية و دعمها حتى العام 1982 و فيها اعترفت الدول العربية ضمنياً بوجود إسرائيل، و أقر في البيان الختامي مشروع السلام العربي مع إسرائيل، بشروط (انسحاب من حدود 1967 وإزالة المستعمرات قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وتأكيد حق العودة وتقرير مصيره و التعويض).

 

بداية الانحدار...

وبحسب ما أشار المصري فإن توقيع اتفاقية السلام بين الفلسطينيين و إسرائيل دون مرجعية عربية جعلت القمم العربية تبدو خاوية بما يتعلق بالقضية الفلسطينية:" كانت القمم التي تلت اتفاقية السلام بداية الانحدار العربي و التنازل".

 

ولعل مسلسل التنازل العربي بدأ في العام 2002 خلال قمة بيروت حيث تبنت "مبادرة عربية" للسلام مع إسرائيل أطلقها لتنهي النزاع العربي الإسرائيلي وتمهد لدخول الدول العربية في اتفاقية سلام مع إسرائيل وتطبيع العلاقات معها شريطة الانسحاب الى حدود الرابع من حزيران.

 

يقول المصري:" المبادرة العربية كانت قمة التنازل العربية، ومع ذلك أصبحت الدول العربية في قممها التالية تستجدي السلام من خلالها، رغم ان الأصل ان تكون لها " أنياب" تدافع عن الحق الفلسطيني فالسلام لا يستجدى".

 

و يرى المصري ان القمم العربية التي تلت هذه القمة كانت دليلا على تآكل المرجعية العربية و قدرتهم على التنازل مقابل سلام واهي لا أمل منه.

 

ويعتبر المصري ان الجانب الفلسطيني يتحمل زءا كبيرا من التراجع في الموقف العربي اتجاه قضيته وخاصة فيما يتعلق بموضوع إبرام اتفاقيات السلام، وذلك عندما اعتبر ان القضية الفلسطينية شأنا داخليا و عقد اتفاقية السلام 1993.

 

يقول المصري:" لم تكن يوما القضية الفلسطينية هما فلسطينيا فقط، رغم أهمية القرار و الهوية الفلسطينية، و إنما قضية كل العرب الذين وجدوا في التوجه الفلسطيني فرصة للتنصل من مسؤولياتهم اتجاه الفلسطينيين وقضيتهم".