خبر وسط مشاركة الآلاف.. الجهاد الإسلامي ينظم مهرجان « صرخة القدس من غزة إلى القمة »

الساعة 01:22 م|27 مارس 2010

وسط مشاركة الآلاف.. الجهاد الإسلامي ينظم مهرجان "صرخة القدس من غزة إلى القمة"

فلسطين اليوم : غزة

شارك الآلاف من جماهير شعبنا في قطاع غزة بالمهرجان الحاشد والتظاهرة الكبرى "صرخة القدس من غزة إلى القمة"، التي دعت إليها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ظهر اليوم السبت، وطالبت خلالها القادة العرب المجتمعين في قمة سرت بليبيا إلى سحب المبادرة العربية، ونصرة مدينة القدس التي تئن من تدنيس الاحتلال المتواصل لمقدساتها الإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك.

وأفاد مراسلنا في مدينة غزة، أن المهرجان الذي شارك فيه قيادات من كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي، تخلله ترديد المشاركين لشعارات منددة بجرائم الاحتلال وأخرى تطالب المقاومة بتصعيد وتيرة هجماتها النوعية على غرار عملية "استدراج الأغبياء" التي نفذتها سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالأمس شرقي بلدة عبسان الجديدة إلى الشرق من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

ولفت مراسلنا إلى أن المهرجان شارك فيه مئات من عناصر سرايا القدس الذين نفذوا عروضاً عسكرية عبَّرت عن مدى استعداد المقاومة الفلسطينية لأي عدوان قد يشهده قطاع غزة، بالإضافة لحملهم سوداء كتب عليها أسماء لضحايا الحصار والذين يزيد عددهم عن 500 مواطن. 

بدوره، أكد الدكتور محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن سياسة الاستيطان التي يمارسها الاحتلال، وسياسة تهويد القدس وبناء الكنس هي سياسة ثابتة تصاعدت منذ اتفاقية "أوسلو" التي اتخذ منها الاحتلال غطاء للاستمرار في سياسته، بالإضافة إلى حالة الانقسام الفلسطيني التي أعطت الاحتلال ذريعة أكبر في الاستمرار بسياسته للسيطرة كامل علي الأراضي المقدسة".

وأوضح د.الهندي أن الحصار غزة هو سياسة إسرائيلية ثابتة ليس لها علاقة بإطلاق الصواريخ، مشيراً إلى أن سياسة الحصار بدأت قبل إطلاق الصواريخ وأن الصواريخ توقفت لعام كامل وما زال الحصار على غزة.

 وأكد أن الحصار ليس له علاقة بالانقسام الفلسطيني لأنه مرتبط بكسر صمود الشعب الفلسطيني ومرتبط بالاعتراف بإسرائيل وبشروط الرباعية".

ووجَّه عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، رسالة إلى قادة وزعماء القمة العربية المشاركين في القمة المنعقدة في سرت قال فيها: "موقف الغرب الملتبس من قضية التهويد والاستيطان، وعملية السلام كاذب لأنهم يوافقوا الاحتلال في بناء المستوطنات وتهديد أساس المسجد الأقصى ولكنهم يعترضون الاحتلال فقط في الوقت الذي يتم الإعلان فيه عن الجريمة المرتقبة بحق المقدسات أو بقتل اكبر عدد من الفلسطينيين.

وأوضح د.الهندي بأن العرب إذا قبلوا بالمفهوم الغربي جعل مصطلح المقاومة الفلسطينية المدافعة عن نفسها وعن مقدساتها هي مقاومة إرهابية فبذلك أصبحوا شركاء الاحتلال بكل ما يفعله من تهويد واستيطان وقتل وتشريد". مشيرا إلى أنه لا حرج عليكم بعد ذلك إذا هدم المسجد الأقصى".

وتابع د.الهندي قوله لزعماء العرب المجتمعين في سرت بليبيا :"إن المقاومة مستمرة لأننا ندافع عن فلسطين عن شرف الأمة .. عن حرياتنا .. عن مقدساتنا نحن في خنق واحد وأهلنا في القدس المحتلة هم في الخندق الأول للدفاع عن شرف الأمة".

كما وجَّه د.الهندي رسالة إلى الفصائل الفلسطينية والأمة العربية قائلاً: "إن إسرائيل عندما تقسمنا إلى إرهابيين وشركاء تهدف بذلك الجميع وليس عندها فرق بين ذاك الحزب أو ذاك أو تلك الدولة أو الدولة المجاورة فنحن سواسية عندهم بالقتل والحصار ويجب محاربة ذالك بإعلان اللقاء والوحدة الفلسطينية والعربية ووقف فوري للمفاوضات المباشرة أو غير المباشرة السرية والعلنية والعودة لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي"، مؤكدا أنه يجب ألا نراهن على المفاوضات يكفي 30 عاما من المفاوضات التي أوصلتنا إلي هذه النتيجة بناء كنيس الخراب وتهديده لأساسيات المسجد الأقصى المبارك".

وأضاف د.الهندي أن رسالته الأخيرة توجه إلى شعوب الأمة قائلاً:" أن يواصلوا فعالياتهم وأن يعلو أصواتهم وعلى علماء الفكر والسياسة ومن أجل القدس والمقدسات فإذا لم يتحرك الشعوب لاستنهاض زعمائهم فمن سيتحرك فهؤلاء الزعماء أصابهم التعود على بناء الكنيس وقصف الطيران فأصبح هذا الأمر وهذه الاعتداءات على المقدسات الإسلامية شيئ عادي فعلينا أن نظهر لهم أن معركتنا واحدة فالقدس قدس للجميع بالإضافة إلي تعري الاحتلال أمام الجميع فهو الذي يحتل الأرض والمقدسات ويستبيح دماء أطفالنا".

وطالب د.الهندي الزعماء العرب " بأن لا يعطوا غطاء للحصار وللمفاوضات المباشرة والغير مباشرة كفانا ثلاثة قمم للحصار ولم نستفيد منها برفع الحصار عن غزة والذي كان نتيجة تلك القمم مزيد من سفك الدماء ووفاة أكثر من 500 مواطن غزي بفعل الحصار فقط نريدكم أن تعطوا غطاء للتوافق الوطني ودعم جهود المصالحة والجهود التي تبذلها مصر من أجل إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني ولفك الحصار".

من ناحيته، قال الدكتور إسماعيل رضوان المتحدث باسم حركة "حماس" "إننا نقف اليوم على أرض غزة بالتزامن مع انعقاد القمة العربية لنعبر عن وحدتنا وبالتزامن مع العملية النوعية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية التي لقنت الاحتلال درسا قاسيا في فنون القتال لنقول بصوت عال إن المقاومة تقف في وجه العدو بالمرصاد ".

وأكد رضوان في كلمة له خلال المسيرة :"أن قطاع غزة ليس مستباح وليس نزهة إذا فكر العدو أن يخوض معركة داخل غزة وعليه أن يعيد حساباته من جديد", مضيفا "ليعلم الاحتلال الإسرائيلي إذا استمر في عملية تهويد القدس والمقدسات وتحويل التراث الفلسطيني إلي تراث إسرائيلي فإن ذلك سيقابله مقاومة باسلة أثبتت جهوزيتها للرد على أي عدون محتمل على غزة" مؤكدا "بأن دخول غزة سيكون على أشلائهم وسيتكبد الاحتلال ثمن كبيرا لان الاحتلال لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة القوة " مضيفا "إن إجراءات الاحتلال زائفة وسيكتب لها الفشل وسيغير شعبنا كل هذا الزيف".

ولفت رضوان في رسالة وجهها إلي زعماء العرب "إن التاريخ سيسجل هذا الوقت وإن الله سيسألكم ماذا قدمتم لفلسطين وللأقصى يوم أن دنسه الاحتلال الإسرائيلي وبنا الوحدات الاستيطانية وتغير الثقافة والفكر وتغير معالم القدس ماذا قدمتم للأقصى".

وطالب رضوان زعماء العرب "بأن تكون قرارات القمة العربية على مستوي راقا من التحديات التي تواجه القدس وأن تضعوا قضية القدس على رأس أعمالكم وعليكم أن تقدموا الدعم المادي والمعنوي والسياسي للقدس وأن تضغطوا على الجهات المعنية للضغط على الاحتلال لمنع تهويد القدس مشيرا إلي أن العرب في محك خطير والقمة على تحدي خطير اذاء ما يحدث للقدس من اعتداءات  وإما أن تثبت أنها مع القدس وإما أن تتخلي عن الشعارات الداعية لكسر الحصار عن غزة". مشيرا إلي أننا بحاجة إلي قرارات عملية وقد آن الأوان لها أن تطبق".

ودعا رضوان زعماء القمة إلي زيارة القطاع لكسر الحصار بأدوات عملية بدعم خيار الصمود والثبات وبسحب مبادرة العربية للمقاومة لدعم الثبات والصمود بإنجاح الجهود المصرية من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية الخروج إلي قرارات تقرب وجهات النظر بين حركته وحركة فتح". 

 بدوره طالب رمزي رباح عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية في كلمة القمة العربية المنعقدة في ليبيا ب"دعم صمود شعبنا الفلسطيني.. واتخاذ موقف عربي حازم من العدوان الإسرائيلي المستمر ضد شعبنا".

 وقال رباح ان المشاركين في التظاهرة "يدعون القمة العربية للتوجه لمجلس الأمن والأمم المتحدة لاصدار قرار بوقف كل اشكال الاستيطان في القدس والاراضي الفلسطينية.. وفرض عقوبات على اسرائيل اذا لم تمتثل لارادة المجتمع الدولي".

 وردد المتظاهرون هتافات تدعو الى اعادة فتح المعابر وانهاء الحصار المفروض على غزة.

من جانبه أكد د. زكريا الأغا عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" أن القدس خط أحمر، وانه لا أمن ولا استقرار في المنطقة ما دامت القدس تنتهك قدسيتها، وتهود وتحاصر بالجدار والاستيطان مشدداً على أن كافة محاولات الحكومة الإسرائيلية لتهويد القدس سوف تفشل وتسقط أبشع سقوط على صخرة صمود وتلاحم أبناء مدينة القدس وأبناء الشعب الفلسطيني في كافة أنحاء الوطن .

وأضاف د. الأغا :"إن الممارسات الإسرائيلية في مدينة القدس والمقدسات لن تغير من حقيقة أن مدينة القدس، مدينة فلسطينية محتلة، وجزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وشدد على أن هبة الأقصى الباسلة لم تكن إلا خيار الشعب الفلسطيني الدائم للدفاع عن القدس ومقدساتها وستبقى مستمرة حتى تحرير القدس والمقدسات ، وكافة الأراضي الفلسطينية موجهاً التحية لأهل القدس الصامدين ولكل شيخ ورجل وامرأة وطفل هبوا لنجدة القدس والمقدسات والدفاع عنها .

وأوضح د. الأغا في خطابه أن المحاولات الدائمة لضرب المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية وتغيير المعالم التاريخية لمدينة القدس من خلال المحاولات التخريبية لعصابات المتطرفين أو مسلسل الحفريات المستمر تحت هذه المقدسات والتي كان آخرها فتح كنيس الخراب والذي يبعد عن المسجد الأقصى بضع عشرات من الأمتار فقط ، والمصادقة على بناء  50 ألف وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة إلا تأكيد على العزم ألاحتلالي على تحقيق الأطماع الصهيونية السوداء بالقضاء على الوجود الفلسطيني في القدس وتجريد المدينة المقدسة من تاريخها وحضارتها وانتمائها الفلسطيني العربي الإسلامي.

وحمل د. الأغا الحكومة الإسرائيلية الإرهابية كامل المسئولية عن هذا التصعيد السياسي والعسكري الخطير في مدينة القدس ، وعن التدهور الحاصل ، وعن كافة النتائج المترتبة عنه، مشدداً على أن الدم الفلسطيني غال ، وان الشعب الفلسطيني لن يستسلم ، ولن يرفع الرايات البيضاء ولن يثنيه عن المضي قدماً في نضاله  العادل ، ومقاومته الشعبية الباسلة دفاعاً عن القدس والأقصى ، وهو حق كفلته كل الشرائع الدولية .

وأكد على رفض منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح  بشكل قاطع  ولأي طرح يتجاوز الحقوق الثابتة لشعبنا ، وتابع يقول : موقفنا واضح لا مفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية في ظل استمرارالاستيطان في القدس والضفة ، وانه لا سلام في المنطقة إلا باسترداد شعبنا الفلسطيني لكافة حقوقه الوطنية الثابتة وفي مقدمتها حقه في العودة إلى دياره التي شرد منها في العام 48 وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس وإطلاق سراح كافة الأسرى من السجون الإسرائيلية .

ووجه د. الأغا خطابه لحركة حماس قائلاً : "أن جماهير شعبكم تتطلع إليكم وتنتظر منكم خطوة جريئة وشجاعة للمبادرة بتوقيع الورقة المصرية للمصالحة؛ لنتحرك بعدها مباشرة معكم ومع كل قوى شعبنا للمباشرة في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، آخذين بعين الاعتبار ما نتوافق عليه من ملاحظاتكم وملاحظة إخوانكم الآخرين ، بما يعمق من الثقة ويرسخ الاتفاق، ويعزز الشراكة الحقيقية بيننا"

وأكد على ضرورة إنهاء الانقسام وحالة التشرذم التي يعيشها شعبنا والتي شجعت الحكومة اليمينية في التمادي في عدوانها على القدس وعلى المسجد الأقصى وفي استمرار حصارها وعدوانها على قطاع غزة .

وطالب د. الأغا القادة والزعماء العرب وهم على أعتاب قمة سرت في ليبيا بأن تكون قمتهم بمستوى المرحلة التاريخية والتحديات التي تواجه شعبنا الفلسطيني والأمة العربية وأن تعمل على دعم ونضال وصمود الشعب الفلسطيني وهو يواجه الآلة العسكرية الإسرائيلية ويخوض غمار معركة القدس نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية .

وشدد على ضرورة أن تعمل القمة على وضع الآليات المناسبة والفاعلة للخروج بالموقف العربي إلى دائرة الفعل الدولي وخلق قوة دولية ضاغطة على الحكومة الإسرائيلية لوقف عدوانها وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني ، وإنهاء احتلالها للأراضي المحتلة وحماية المقدسات ، وتعزيز صمود أهلنا الصامدين في مدينة القدس .

كما وطالب د. الأغا المجتمع الدولي بكافة أقطابه ومؤسساته في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ، والإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية ، أن تتخذ موقفاً يعبر عن نزاهة دور الوسيط ، ويخرج بالموقف الدولي من دائرة الصمت ، والتستر على الجرائم والسياسات العدوانية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ، والتحرك السريع والعاجل لحماية الشعب الفلسطيني من المذابح والمجازر البشعة التي يتعرض لها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي العدواني ، مشيراً إلى ان الشعب الفلسطيني وقيادته تريد من المجتمع الدولي  خطوات عملية على الأرض لوقف العدوان لا بيانات إدانة واستنكار.