خبر وزير الخارجية الأردني: سحب المبادرة العربية غير مطروح

الساعة 07:38 ص|27 مارس 2010

فلسطين اليوم-الدستور الأردنية

اكد وزير الخارجية ناصر جودة ردا على سؤال لـ"الدستور"ان سحب المبادرة العربية غير مطروح من حيث التوجه العربي العام ، وان المبادرة لن يتم سحبها او تجميدها ، مشيرا الى اهمية بقاء المبادرة باعتبارها دليلا على رغبة العرب بالسلام ، مؤكدا ان الاردن يندد بكل قوة بما تفعله اسرائيل بشأن القدس والمقدسات.

 

وقال جوده في تصريحات للصحفيين امس اننا عندما نتحدث عن نصرة القدس لا يكفينا شيء (فنبقى مقصرين) مهما قدمنا من جهود ، وسنبني على كل خطوة ايجابية من اجل دعم الاشقاء في فلسطين لاقامة دولتهم وهو ادنى واجب تجاه الاشقاء .

 

واضاف ان نقاشات واحاديث وزراء الخارجية في قمة سرت ركزت بشكل كبير على الاوضاع الخطيرة في القدس والجمود الذي نراه في المسيرة السلمية والجهود المبذولة لجمع الاطراف في مفاوضات تؤدي الى مفاوضات مباشرة وصولا الى الهدف الذي ننشده جميعا وهو اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة ذات السيادة وعلى التراب الوطني الفلسطيني ضمن اطار الحل الشامل في منطقة الشرق الاوسط.

 

وقال ان اجتماعات وزاء الخارجية العرب هنا ولقاءاتهم منذ امس الاول ركزت بشكل اساس على الخطوات الاسرائيلية احادية الجانب التي نراها مستمرة وهي خطوات استفزازية وبنفس الوقت ادانها العالم باسره وهذا امر غير مسبوق.. علينا ان نبني عليه وهناك ادانة واضحة وصريحة من الاتحاد الاوروبي ومن الولايات المتحدة الاميركية وموقف ايحابي جدا للرباعية الدولية والعالم باسره يدين هذه الاجراءات الاسرائيلية ولا يعترف بضم القدس ولا يعترف بشرعية وقانونية سياسة الاستيطان المستمرة. وقال انه من الضروره بمكان ان يكون هناك تنسيق بيننا كاشقاء عرب في خطة موحدة للتصدي لهذه الاجراءات الاسرائيلية ولكن بنفس الوقت البناء على الموقف الدولي الايجابي.

 

وعن تقديم ورقة اردنية في اجتماعات وزراء الخارجية العرب امس قال جودة كان هناك ورقتان وزعها الوفد الاردني على وزراء الخارجية الورقة الاولى تتعلق بكل الجهد الذي يقوم به الاردن فيما يتعلق بحماية المقدسات وصيانة الاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية وهي كما اكد العاهل الأردني في حديثه للصحافة الاردنية.. هذا هو الدور التاريخي المستمر والذي يتحمله جلالة الملك بكل فخر واعتزاز والتزام.

 

واشار الى ان الورقة الثانية كانت ورقة مفصلة حول الحفريات الاسرائيلية تحت الحرم الشريف وتحديدا تحت المسجد الاقصى وخطورة هذه الحفريات وكان هناك جهود اردنية لتوضيح مخاطر هذه الحفريات التي تهدد المسجد الاقصى.

 

وقال ان الجهد الاردني منسق مع جهود الاشقاء العرب والهدف المشترك هو توحيد الصفوف والخروج بمواقف موحدة وفعالة.

 

وعن وجود تلويح بسحب مبادرة السلام العربية قال جوده اننا لم نتحدث بهذا الاطار بل بالعكس وكما اشرت بان اسرائيل مع رفضنا المطلق للاجراءات الاحادية والاستفزازية وغير القانونية التي تقوم بها على الارض وكل هذه التطورات السلبية التي شهدناها والتي نتج عنها ادانة عالمية غير مسبوقة وموحدة ولا نريد ان نقع بالفخ الذي تخطط له اسرائيل بحيث ننفعل ونبدو وكاننا نحن الذين فقدنا كشركاء في عملية السلام لافتا الى اننا نحن الذين بادرنا والمطلوب الان هو وجود الشريك الاسرائيلي وتطبيق الشرعية الدولية.

 

وردا على سؤال قال جودة ان لجنة مبادرة السلام العربية اجتمعت في القاهرة اخيرا واكدت على المواقف العربية الثابتة والمواقف الفلسطينية الثابتة التي تنبثق من المواقف العربية بضرورة اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني ورفض الاجراءات الاسرائيلية غير القانونية والشرعية كليا لانها باطلة بطلانا مطلقا حتى في القانون الدولي وكل الاعراف الدولية وخاصة فيما يتعلق بضم القدس والاجراءات في الاراضي الفلسطينية والقدس تحديدا ولكن بنفس الوقت كان هناك التزام اميركي في العام الماضي ولكنه تعثر بسبب التعقيدات التي تضعها اسرائيل في طريق السلام.

 

واشار الى انه تم اعطاء مدة اربعة اشهر في شهر اذار الماضي لاستمرار الجهد الاميركي في المفاوضات غير المباشرة او مفاوضات المقاربة التي تؤدي الى مفاوضات مباشرة ان تحققت الشروط وتوفرت.

 

وحول اجتماع لجنة مبادرة السلام امس مع بان كي مون الامين العام للامم المتحدة قال انه مخصص للاستماع للامين العام عن تقرير زيارته الى الاراضي المحتلة.

 

وردا على سؤال قال ان الدول التي لها علاقات مع العالم بأسره هي الدول التي تستخدم هذه العلاقات لخدمة ونصرة القضية الفلسطينية ونحن نذكر بان هناك موقفا دوليا مؤازرا لموقفنا كأمة عربية تطالب اسرائيل بوقف هذه الاجراءات.

 

وعن معلومات ترشحت بان مبادرة السلام العربية ستطرح في مجلس الامن قال ان الحديث مع الامين العام للامم المتحدة مطروح وكان هناك اتفاق بين وزراء الخارجية العرب بان كل خياراتنا مفتوحة كما ان جلالة الملك في حديثه الهام للصحافة الاردنية اشار الى اننا نرفض وندين ولكن بنفس الوقت نحتفظ بخياراتنا المفتوحة وهي الخيارات القانونية والسياسية والدبلوماسية.

 

وقال ان حديث الملك عبد الله الثاني عن وجود 57 دولة عربية واسلامية تدعم مبادرة السلام العربية اي اذا اسرائيل ساهمت في التفاعل مع المبادرة وكان هناك دولتان وكان هناك سلام في منطقة الشرق الاوسط بحيث تعود الاراضي المحتلة لسوريا ولبنان عندها تقوم علاقات طبيعية بين الدول العربية والاسلامية واسرائيل عندما يتم احقاق الحق.

 

وعن امكانية لجوء الدول العربية الى المحاكم الدولية تجاه اجراءات اسرائيل الاحادية الجانب قال ان كل الخيارات مفتوحة.

 

وقال اننا لا نستطيع ان نفقد الامل السلام هو الذي يحقق قيام الدولة الفلسطينية والمستقلة وعودة الاراضي المحتلة الى سوريا ولبنان ويحقق السلم والامن وهذا ما سيضمن لاسرائيل الامن والقبول في المنطقة.

 

وردا على سؤال اكد جوده على دور الاردن بقيادة الملك عبدالله الثاني التاريخي في حماية المقدسات فالاردن موجود في القدس على ارض الواقع والاوقاف الاردنية متواجدة والمعلمون والمدارس ، الاهم هو دعم صمود الاهل في القدس وثباتهم على ارضهم في وجه محاولة اسرائيل لتفريغ المدينة من محتواها الديمغرافي والتراثي وسنتصدى لذلك في كل محافل الدنيا.

 

الى ذلك شارك وزير الخارجية ناصر جوده مساء امس في الاجتماع الذي عقدته لجنة المبادرة العربية بحضور امين عام الامم المتحدة بان كي مون.

 

واستعرض الاجتماع العديد من القضايا وعلى راسها ما تتعرض له القدس والتصرفات الاسرائيلية احادية الجانب من قبل اسرائيل.

 

وقدم الامين العام للامم المتحدة شرحا عن بيان الرباعية وما تضمنه والجهود التي تبذل لدفع عملية السلام.

 

وتم التعبير خلال الاجتماع عن الموقف العربي الغاضب حيال ما تقوم به اسرائيل من تصرفات تعرقل عملية السلام وتؤدي الى مزيد من التصعيد.

 

واكد المشاركون دعمهم الكامل ووقوفهم الى جانب القدس والشعب الفلسطيني كما اكدوا ان السلام خيار استراتيجي ولكن ما من خطوة اتخذتها الدول العربية الا وردت عليها اسرائيل بخطوة الى الوراء داعين المجتمع الدولي الى ان يتحمل مسؤولياته والى اهمية التحرك العربي لانجاز المصالحة الفلسطينية التي تأخرت كثيرا.

 

ودعا بان كي مون العرب الى التمسك بالسلام الذي هو الخيار الافضل لانهاء الصراع.

 

من جهة اخرى التقى جوده في مدينة سرت امس المبعوث الرسمي للرئيس القبرصي ساتوس زاكوس وبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها والبناء عليها في كافة الميادين. واطلع جوده المبعوث القبرصي على اخر التطورات المتعلقة بالوضع في المنطقة وعملية السلام والتصرفات الاسرائيلة احادية الجانب التي تعرقل جهود السلام.