خبر حكومة خطيرة..هآرتس

الساعة 11:24 ص|26 مارس 2010

بقلم: أسرة التحرير

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وشريكه الكبير ايهود باراك عادا امس من واشنطن مخلفين وراءهما أزمة عميقة في علاقات اسرائيل مع القوة العظمى القوية والودودة الهامة في العالم. الرئيس الامريكي، براك اوباما، طلب من نتنياهو اجوبة لا لبس فيها على المطالب التي عرضتها الادارة عليه، من اجل البدء في محادثات التقارب ودفع المسيرة السلمية الى الامام بين اسرائيل والفلسطينيين. المطالب، التي حظيت الاسبوع الماضي بتأييد الرباعية، تتضمن تجميدا تاما للبناء في المستوطنات، بما في ذلك شرقي القدس.

وصل نتنياهو الى البيت الابيض بعد بضع ساعات من نشر نبأ عن اصدار ترخيص بناء للمستثمر اليهودي في نطاق فندق شبرد في الشيح جراح. وبدلا من تخفيض مستوى اللهيب أعلن رئيس الوزراء في المؤتمر السنوي للوبي المؤيد لاسرائيل ايباك، بان حكومته ستواصل البناء في شرقي القدس. ويستند نتنياهو الى الحكومات السابقة التي اقامت احياء يهودية خلف الخط الاخضر الذي كان يقسم المدينة. ولكن نتنياهو نفسه اعترف بان تقدم المسيرة السياسية والعلاقات مع الدول العربية المجاورة، وعلى رأسها الاردن ومصر تفترض باسرائيل أن تتصرف بحساسية زائدة في كل ما يتعلق بتغيير الوضع الراهن في شرقي القدس.       خلافا لزعم نتنياهو وكأنه غير مخول بوقف البناء في شرقي القدس، فقد أمر في تموز 1997 – في ولايته السابقة كرئيس للوزراء – باخلاء السكان اليهود من قلب حي راس العامود. نتنياهو، الذي كان يتعرض في حينه لضغوط الرئيس بيل كلينتون شرح، بان القرار "يخدم وحدة القدس، وحدة الشعب واستمرار المسيرة السياسية". واستند نتنياهو الى فتوى من المستشار القانوني للحكومة في حينه، الياكيم روبنشتاين الذي قضى بانه يمكن منع اسكان المنازل بل واخلائهم لمنع خرق للنظام العام وتعريض أمن الجمهور للخطر.

        الشعار الجديد – القديم الذي اطلقه نتنياهو، "حكم القدس كحكم تل أبيب" يستقبل بهتافات عالية في اجتماعات اليمين والمؤتمرات اليهودية في أمريكا. ولكن يمكن التوقع بان يعترف منتخبو الجمهور الاسرائيليون، ولا بد السياسي المحنك كرئيس الوزراء، في ان القدس تختلف عن باقي مدن اسرائيل وباقي عواصم العالم. الولايات المتحدة والاسرة الدولية كلها لم تعترف ابدا بضم البلدة القديمة وبالقرى العربية حول القدس. اسرائيل نفسها وافقت على أن مصير شرقي القدس وحدودها ستحسم في المباحثات على التسوية الدائمة. تثبيت حقائق جديدة على الارض لا يستوي مع مفاوضات نزيهة ومع الحاجة لتعزيز الدوائر الفلسطينية البرغماتية كشركاء في التسوية المستقبلية.    على كفة الميزان يوجد استمرار البناء في شرقي القدس في اثناء المفاوضات حيال مستقبل اسرائيل كدولة يهودية، ديمقراطية وآمنة. تدهور العلاقات مع الادارة الامريكية يأتي في ذروة جهد دولي لصد ايران وتعزيز محور الدول العربية المعتدلة. في الشجار الزائد مع الولايات المتحدة، الحليف الحيوي لاسرائيل، تظهر حكومة نتنياهو كحكومة هي الاكثر تطرفا وخطورة في تاريخ الدولة.