خبر العرب: الاستعداد لقمة مؤجلة ..أيمن خالد

الساعة 02:31 م|25 مارس 2010

العرب: الاستعداد لقمة مؤجلة ..أيمن خالد

 

أظن أن الحكومات العربية تستعد لقمة مؤجلة بكل المقاييس، فالعرب أغلبهم عمل على ضبط الساعة وفق التقويم المعاكس للمقاومة ومصلحة الأمة، ورفض ما يجري، وبالتالي استجابوا لمنطق الأمريكان، الذي يسير  باتجاه التأجيل، وذلك منذ أن أعطى العرب مهلة الأربعة أشهر الحرم على المقاومة، المباحة لإسرائيل، والتي تسير فيها بلا اعتراض ولا صخب عربي. ومن الطبيعي أيضا، أن نكتشف أن هذه الأشهر الحرم،  لا بد وأن تكون المحرمات العربية واردة فيها حتى تمامها، وهذه المحرمات، هي كل ما يتعلق باتفاق أو اجتماع، أو حتى قرارات ولقاءات تفضي إلى نتائج ملموسة، تعكر صفو التأجيل الصامت الذي يريده الأمريكان.

 

التأجيل، هي لغة الأمريكان، الذين ليس لديهم نية، لفتح أي ملف في المنطقة مهما كان حجمه صغيراً، ويريدون تمديد الزمن،  خارج جغرافيا العرب، بلا فعل يمكنه أن يكشف حالة العجز التي باتوا بها، فتصبح بنظرهم متابعة شؤون أفغانستان، هي الطريقة الأسلم، في حرب غير واضحة المعالم، بلا محاور، ولا انتصارات، ولا نتائج يمكن أن يحاسبهم عليها احد، فهم جاهزون للاستمرار في قصف جبال تورا بورا عشر سنوات أخرى، شريطة أن لا يرى احد أين وكيف تسير الأمور، حتى لو كان ذلك القصف في الهواء هباء منثورا، لأن كل شيء ضائع هناك، بما فيها السياسة والأهداف والنتائج، فهم يحاربون الفراغ وينتصرون على ساعات زمن لا يراه الناس.

 

حتى إن الملف الإيراني، عملوا على تحويله إلى ملف إعلامي، دون أن يصلوا داخل أنفسهم إلى قرار خالص يستطيعون التعامل معه، وهم باختصار، قوة جبارة، وعاجزة بنفس الوقت، لكنهم في هذا العجز، لا يستجيب لهم إلا العجزة من زعماء العرب.

 

عشية القمة، أو قبل ذلك بيوم، بيومين، علينا أن ننتظر خبراً عاجلاً، يفضي إلى قرار التوافق الجديد، والذي من الممكن جدا أن يتفق عليه العرب، وهو أن لا يتفقوا على الحضور، وذلك لأن الظرف العربي غير مؤات، ولأن تأجيل القمة بضعة أشهر أو أسابيع، سيكون جيداً لكي تنضج استعدادات القادة العرب للذهاب إلى القمة.

 

وأنا أظن أن هذا أمر طبيعي، لأن القادة العرب لا شيء بين أيديهم، ولا شيء من ورائهم، ولا يملكون حتى خطابا نظريا مقنعا، من الممكن أن يخرجوا به أمام وسائل الإعلام، في قمة يتوقعون أن يبدأها العقيد القذافي ساخنة، يعيد بالأذهان تاريخ القمم السابقة إلى الواجهة، ويحاول تذكيرهم بما اتفقوا عليه ولم يتفقوا، وجديد الأزمات والخلافات التي  كبرت، وظلوا أعجز من أن يتفقوا على رؤية بشأنها، وهم بالطبع، أو اغلبهم. تلامس أفئدتهم فكرة إيجاد الحجة للغياب لشخص الرئيس، في حال عدم القدرة على صناعة ملف التأجيل.

 

 القمة، عادة يحضرها الأمريكان والصهاينة، من خلال حضور أجندتهم على طاولات الحوارات العربية، فالقمم الأخيرة السابقة، معلوم أنها أنتجت وعد بلفور عربي، المسمى بالمبادرة العربية للسلام، وتم الإصرار عليه حتى اللحظة، في صورة تعبر عن حجم المهانة والذل الذي وصل إليه النظام الرسمي العربي، الذي لم يعد يريد أن يخجل من صورة الانحطاط التي وصل إليها، وحتى بات يفتقد لصورة تبرير ما يقوم به من صمت مشين.

 

لا زلت لا أصدق، هل يستطيع العرب الذهاب إلى قمة، إلا إذا كانت هذه القمة، قد أعدت البيان الختامي جيدا، وأعدت سير المناقشات بحيث لا تخرج عن سير المطلوب منها، بحيث تصبح مقررات هذه القمة، مجرد قرارات بالتأجيل، وترحيل الملفات إلى قمة لاحقة.

 

الأنظمة العربية اقرب إلى إلغاء موعد القمة، لأنهم لا يملكون ما يقولونه للكيان الصهيوني، ولأنهم أوفياء للتأجيل أربعة أشهر من الاستيطان والتهويد.