خبر الدبلوماسية والارهاب: تطرف بريطاني .. اسرائيل اليوم

الساعة 02:13 م|25 مارس 2010

بقلم: اوري هايتنر

كل من اضطر ذات مرة الى فتح سداد بنفسه يعلم أنه لا مناص أحيانا من دس اليدين في أنبوب المجاري. هذا قذر وغير لذيذ لكن أيوجد مناص آخر؟ كذلك من يريد محاربة الارهاب بجدية لا مناص له. فهو أيضا سيضطر الى القيام بأشياء قذرة شيئا ما وغير لذيذة شيئا ما. لانه ما البديل؟ أندع الارهاب ينتصر؟

        يعمل الارهاب بلا قواعد وبلا خطوط حمراء، وبلا حدود وبلا شفرات – كل شيء مباح. لا يوجد عمل اجرامي شرير يمتنع الارهاب منه. فبغير تصميم على التغلب على الارهاب سيهزم العالم المتنور على يد الارهاب. لا يمكن الانتصار على الارهاب بالاختلاف. وتصعب محاربة الارهاب حربا مكشوفة. فمحاربة الارهاب سرية ومحكمة على قدر كبير. وفي هذه الحرب نقوم بأشياء هي في ظاهرها غير شريفة وغير مناسبة لسلوك طبيعي كذاك الذي يسوي بحسبه ابناء الثقافة الاختلافات. الامر كذلك مثلا فيما يتعلق بالاحباطات المركزة التي نفذتها اسرائيل وبما يتعلق أيضا باغتيالات أكثر سرية.

        لا توجد طريقة أنجع في محاربة الارهاب من تصفية رؤوس الارهاب. ان مجرد مطاردتهم ينشىء وضعا يوجب على الارهابيين أن يصرفوا جزءا كبيرا من جهودهم ومواردهم لحماية أنفسهم وللهرب على حساب التخطيط والتنفيذ لاعمال ارهابية.

        يوجد لكل دولة أجهزة سرية مهمتها أن تعمل في داخل أنابيب المجاري – هناك تتم محاربة الارهاب. لا تبعث أي دولة عملاءها السريين مع جوازات سفر مكشوفة، ولا تطلب أي دولة من الدولة "المضيفة" رخصة عمل للقضاء على ارهابي وجد فيها مخبأ. يتم غير قليل من العمليات لمواجهة الارهاب تحت الاستار المظلمة تحت الارض وفي أماكن لا تكشف عنها وسائل الاعلام. في هذا العمل، ولا يهم لأي دولة ينبغي الحفاظ على قاعدة حديدية واحدة وهي أنه لا يحل أن يلقى القبض عليك.

        واذا كان عملاء اسرائيليون هم الذين اغتالوا المبحوح كما ورد في مصادر أجنبية فان عملية الاغتيال كانت ناجحة وكان الهرب أيضا ناجحا. لكن الكشف عن الصور وجوازات السفر، اذا كان الحديث عن صور ثقة خلل بيقين. ليس خللا فظيعا بل هو خلل. وللخلل ثمن.

        لا تستطيع أي دولة أن تضبط نفسها علنا لاستعمال جوازات سفر مزيفة لمواطنيها، حتى لو افترضنا أن الأجهزة السرية في بريطانيا لا تسلك سلوكا مختلفا. ومن ذا يعلم؟ ربما تكون الاجهزة البريطانية شريكة في عملية الاغتيال. ليس من الممتنع مثلا أن تكون مسؤولة عن التزويد بجوازات السفر. ففي أنابيب المجاري يوجد تعاون مختلف أيضا.

        لكن عندما يكشف النقاب عن ذلك في ضوء الشمس، يجب على بريطانيا أن ترد وأن تعبر عن تحفظاتها ولو بسبب الرأي العام والكرامة الوطنية. بيد أنه من المناسب ان يكون الرد متناسبا. ويبدو ان بريطانيا في القضية الحالية تجاوزت قليلا التناسب وهي تنقض على اسرائيل وتقرر طرد دبلوماسي اسرائيلي على أثر استعمال جوازات السفر.

        الحرب بين الارهاب وبين الانسانية المتنورة هي حرب على الحياة والموت. وتدرك بريطانيا أيضا ذلك. بعد سنتين ستستضيف بريطانيا الالعاب الاولمبية. يعلم البريطانيون جيدا أن ارهابيين كثيرين يحاولون اليوم العمل في التشويش على الالعاب الاولمبية. لا يعرف البريطانيون هوية المخططين لكنهم يعرفون جيدا ان اكثرهم ينتمون الى الارهاب الاسلامي العالمي.

        تعلم بريطانيا وجود حرب لا هوادة فيها بين الاسلام الجذري وبين العالم المتنور، وهي تعلم ان اسرائيل هي رأس الحربة في مكافحة العالم الحرب لمحور الشر والارهاب.

        تعلم بريطانيا أن تطهير العالم من وجود المباحيح على اختلافهم يجعل العالم مكانا أفضل وآمن. وهي تدرك أن محاربة اسرائيل للارهاب تخدم أمنها أيضا. لهذا من المؤسف ان البريطانيين، لأسباب سياسية دهماوية داخلية، يتطرفون في ردهم. لكن لا شك في أن هذه الأزمة مفتعلة وأن الغضب متكلف.

        المصلحة الاسرائيلية الان منع تصعيد الأزمة وتسكين النفوس. يجب علينا ان نمتنع من رد قد ينشىء تصعيدا وأن ننتظر مرور هذه الموجة العكرة. أجل سيضطر ليبرمان وأيالون هذه المرة الى أن يضبطا أنفسهما ايضا.