خبر من الان نحن تماما وحدنا .. معاريف

الساعة 02:11 م|25 مارس 2010

بقلم: بن كاسبيت

أكثر من أي شيء آخر، نتنياهو أراد لقاءا مع اوباما. اراد، وتلقى. ليس لقاءا واحدا، لقاءا ونصف. إذ ان "الازمة خلفنا". رئيس الوزراء ضحك كل الطريق نحو اللقاء، دون الاشتباه بانه يسير نحو شرك مفاجىء. لو كان حوله احد ما قادر على ان يجري عملا استخباريا ويستوضح ما كان سيحصل هناك. لو كان في محيطه احد ما قادر على أن يرفع مكالمة حميمة الى البيت الابيض في محاولة لاكتشاف ما يخططون له هناك. لو كان في محطيه أحد ما كيف يعد مثل هذه الزيارة وان يمنع مسبقا اهانة مثل تلك التي حصلت هناك. لو كان في محيطه أحد ما ينهض فيقول: "لحظة واحدة" ويفكر، في واقع الامر، من أجل ماذا نحتاج نحن الى هذا اللقاء الان.

        لقد تقرر اللقاء قبل أن يعرفوا اذا كان اوباما سينتصر ام سيهزم في معركة حياته على التأمين الصحي. وكان يفترض بهذا اللقاء أن يعقد غداة التصويت تماما. إذ كل متدرب مبتدىء في وزارة الخارجية يعرف بانه اذا انتصر اوباما، فسيكون مفعما بالنشاط والثقة بالذات وسينفجر على نتنياهو. واذا خسر، لن يكون لديه ما يخسره أكثر، وسينفجر على نتنياهو. إذن لماذا نحتاج الى هذا اللقاء الان؟ من أجل الخطاب في ايباك؟ ومع ذلك بيبي ركض نحو هذا اللقاء. كحجم الاهمال، هكذا حجم السقوط.

        كان لبراك اوباما 219 سبب وجيه لضرب بنيامين نتنياهو. لا توجد مناورة اهانة لم يجربها الامريكيون على رئيس الوزراء وحاشيته. بيبي حصل في البيت الابيض على معاملة محفوظة لرئيس غينيا المنبوذة. دخل وخرج تقريبا بالسر. البيت الابيض صور ولم ينشر الصورة حتى ساعة متأخرة. مثل هذه الزيارة لا يتذكرها حتى شيوخ الدبلوماسيين الذين نجوا من الازمات بين الحكومتين. كمين أوباما اعد بعناية ونفذ بدقة فتاكة. هيلاري كلينتون أعدت الارضية، بايدن، في وليمة عشاء مع نتنياهو شدد التلميحات، وبعد ذلك جاء الرئيس وحطم الاواني.

        مصدر اسرائيلي في واشنطن روى أمس بانه ليس واضحا بعد كيف ستنتهي هذه الازمة. ولكن العرق الذي يتراكم في السفارة يسمح على الاقل بحل أزمة المياه في اسرائيل. نتنياهو وباراك يغلقان على نفسيهما حتى منتصف الليل في منطقة محمية من التنصت، المستشارون يأتون ويذهبون، كلهم يعرقون ومشدودو الاعصاب. لماذا لم يوفروا الادوات، او على الاقل يحضروا فروضهم البيتية؟

        في هذه المرحلة لا يزال لا توجد ما يكفي من التفاصيل لفهم حجم الدراما في واشنطن. الواضح هو أن الامريكيين مصممون على مواصلة القرص في كل الاتجاهات. ليس فقط القدس، يا بيبي، بل كل المناطق.

        ليس فقط نتنياهو وصل الى لحظة الحقيقة لديه، الى مفترق T نتملص منه نحن منذ اكثر من 40 سنة بل ان اسرائيل بأسرها تقف هناك الان. امريكا تهجرنا وتصبح، في واقع الامر، اوروبا. من الان فصاعدا نحن تماما وحدنا. العالم كله، من اقصاه الى اقصاه، يتحدث عن دولة فلسطينية في أرض مشابهة لـ 67. اوباما يريد أن يعرف اذا كان نتنياهو هناك. بكلمات صريحة، خطيا، ليس بالتلميح، ليس بـ "ربما" ولا بـ "نعم، لكن". سؤال بسيط يتطلب جوابا بسيطا.

        يتعين على بيبي قريبا أن يختار بين ايلي يشاي وافيغدور ليبرمان وباقي العالم. الركض على كل الاعراس انتهى. معه، يتعين علينا أن نختار نحن ايضا. هذا بالضبط مثلما وصفه جورج ميتشل قبل أشهر طويلة: ثقافة الكذب انتهت. نحن نريد أن نعرف من هو بيبي، أي يقف، ماذا يريد حقا. والان اذهب لتشرح لهم بانه هو نفسه لا يعرف بعد.