خبر شلّح لـ«الحياة»: سحب المبادرة العربية الحدّ الأدنى في ردّ القمة على عدوان اسرائيل

الساعة 11:27 ص|25 مارس 2010

فلسطين اليوم - دمشق

قال الأمين العام لـ «حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين» الدكتور رمضان عبد الله شلح في حديث الى «الحياة» ان «علاقة أخوة وصداقة ورفقة نضال وكفاح» ربطته بالقيادي في «حزب الله» عماد مغنية. لكنه قال ان العلاقة مع الحزب «علاقة بتنظيم كبير فيه مؤسسات وليس علاقة أشخاص، فهي مازالت علاقة متينة وقوية».

وقال شلح انه شاهد مع مغنية الفيلم الأميركي «الساموراي الأخير» من دون ان يدري انه يشاهد «فيلماً عن الحاج عماد بحضوره، مع الفارق أن عماد مغنية لن يكون اللبناني الأخير ولا العربي أو المسلم الأخير في الجهاد ضد إسرائيل»، لافتاً الى انه لم يكن يؤمن بـ «المستحيل» وأن هذه الكلمة «لم تكن في قاموسه».

 

وحض على انتفاضة ثالثة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لكنه قال ان «الانتفاضة فعل شعبي وطوال تاريخ النضال الفلسطيني الانتفاضة لا تتم بقرار تنظيم أو دعوة قائد فصيل».

 

وهنا نص الحديث:

 

* ماذا تتوقعون أن تقدم القمة العربية في ليبيا لقضية فلسطين؟

- للأسف لا نتوقع أن تقدم القمة أي شيء مهم لفلسطين لأن الشيء المهم والمطلوب لن تقدم الدول العربية عليه وهو: إعلان إنهاء وسحب المبادرة العربية للسلام. هذا هو الحد الأدنى الذي يمكن أن يرد به العرب على العدوان الإسرائيلي المتصاعد على الشعب والأرض والمقدسات لاسيما القدس والمسجد الأقصى.

 

* هل تعتقد أن سحب المبادرة مطلب واقعي وممكن؟

- خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز قال سابقاً إن هذه المبادرة لن تبقى على الطاولة إلى الأبد. وهذا يعني أن مبدأ سحب المبادرة وارد لكن متى؟ نحن نقول لم يبقَ هناك أي مبرر للانتظار، إذا كان المقصود اختبار نوايا إسرائيل تجاه السلام فلا أظن أن هناك اثنين بين العرب يمكن أن يختلفا على أن إسرائيل هي التي ترفض السلام لكن الغرب يلتمس لها الأعذار ويدعم غطرستها.

 

* هل أفهم أن موقفكم من المبادرة ينصب على المدى الزمني الذي تصلح له؟

- لا. نحن لنا موقف مبدئي من المبادرة. طالما أنها تقوم على مبدأ الاعتراف بإسرائيل فنحن لا نقبل بها، لكننا نحاول أن نصل إلى موقف عربي موحد لمن يقبل بالمبادرة ومن لا يقبل، مضمونه أن إسرائيل لا تريد السلام ولا بد من بديل وخيار عربي آخر في التعامل معها.

 

*ماهو البديل الحرب؟

- لو سألت الشارع العربي هذا السؤال لأجابك فوراً بنعم. لكني سأجيب بكلام مسؤول وموضوعي جداً، وهو أن هناك ثلاثة بدائل: الأول، طرح مبادرة سلام بديلة، وهذا بنظري ليس في مصلحة العرب وفلسطين لأنه يعني إرضاء إسرائيل وتفصيل السلام على مقاسها ورغباتها وحاجاتها. الخيار الثاني، الحرب، وهو ما ابتعد عنه العرب رسمياً منذ قمة فاس عام 1982. الخيار الثالث، هو «اللاسلم واللاحرب». بالنسبة لرأينا في هذه الخيارات نقول إن من واجب العرب أن يدافعوا عن شعوبهم ومقدساتهم ويذهبوا الى الحرب، وإن كان ميزان القوة كما يقولون لا يسمح، وهذا غير صحيح بنظري، فليذهبوا رسمياً إلى الخيار الثالث. لا نريدهم أن يوقعوا سلاماً يُفرط بالأرض والحقوق والمقدسات، ولا نريدهم أن يحاربوا إن كانوا لا يستطيعون. كل المطلوب منهم أن يقولوا إن من حق قوى المقاومة أن تدافع عن شعبها ومقدساتها، وأن يؤيدوا مقاومتنا الشعبية، ولا نريد منهم دعماً عسكرياً أو مادياً لهذه المقاومة فقط أن يتركوا الشعوب تؤدي واجبها وهي كفيلة بأن تحتضن المقاومة وتدعمها بما يمكنها من أداء واجبها في الدفاع واسترداد الحقوق.

 

* أنتم كفصائل تتحدثون عن المقاومة لكن عملياً لا نرى شيئاً لماذا؟

- هذا السؤال يجب أن يوجه إلى سلطة رام الله وماذا تفعل بالتنسيق مع العدو لملاحقة المقاومة وقمعها.

 

* وغزة أيضاً ليس فيها مقاومة حتى الصواريخ توقفتم عن إطلاقها؟

- غزة ليس فيها مستوطنات والإسرائيليون خرجوا من داخلها واستهداف العدو لم يعد ممكناً إلا بقصف مناطق 48 بالصواريخ أو غيرها. ونتيجة ظروف شعبنا ومعاناته نحن لدينا تقدير موقف يراعي مصلحة شعبنا وحاجة المقاومة إلى إعادة بناء قوتها والاستفادة من تجربة حرب غزة الماضية.

 

* تقول مصادر اسرائيلية إن المقاومة في غزة جربت صواريخ يمكن أن يصل مداها إلى تل أبيب هل هذا صحيح؟

- لن أعلق على هذا الموضوع، وأكتفي بالقول إن قوة المقاومة في غزة اليوم هي بفضل الله أضعاف ما كانت عليه قبل وأثناء الحرب على كل المستويات.

 

* هناك جماعات سلفية تتبنى إطلاق صواريخ من غزة اليوم ألا تخشون من أن سياسة «حماس» و «الجهاد» وقبول التهدئة يمكن أن يعززا نفوذ الجماعات السلفية كبديل منكم؟

- ساحة المقاومة في فلسطين تتسع للجميع ونحن لا حساسية لدينا تجاه أحد.

 

* حتى لو كانت جماعات سلفية مع «القاعدة» أو على نهجها؟

- أولاً، نحن لا مشكلة لدينا مع السلفية. إذا كانت السلفية تعني التمسك بنهج السلف الصالح فنحن سلفيون. لكن المشكلة هي في السلفية التكفيرية، أو بعض الجماعات التي تريد نقل معركة الأمة إلى داخلها. ما حدث في العراق نموذج سيء، وفلسطين لا تحتمل تكراره بنقل المعركة من مقاومة العدو إلى المواجهة الداخلية، هذا ليس في مصلحة أحد ولا نقبل ولا نسمح به نحن وكل قوى شعبنا.

 

* اجرى عزام الأحمد احد مسؤولي «فتح» محادثات قبل أيام مع «حماس» في دمشق في شأن المصالحة. هل أنتم جزء من هذه المحادثات؟ وما هو موقفكم من المصالحة؟

- نحن نؤيد المصالحة. لكن لسنا جزءاً من هذه المحادثات ولا علم لدينا حول ما دار فيها.

 

* «حماس» لها تحفظات على الورقة المصرية. هل تؤيدون المصالحة وفق هذه الورقة؟

- رسمياً نحن لم تتسلم نسخة من الورقة المصرية، قرأناها بعد أن نشرت في الإعلام. ونحن لنا اعتراضات على هذه الورقة أكثر مما لـ «حماس» عليها، وهي ورقة برأينا منحازة لسلطة (الرئيس) محمود عباس وليست في مصلحة المقاومة، لذلك نحن لا نقبل بهذه الورقة.

 

* هناك مساع جادة الآن لإجراء المصالحة وفق الورقة المصرية مع أخذ بعض تحفظات «حماس» في الحسبان، أنتم حلفاء لـ «حماس» هل ستوقعون معها أم لا؟

- الورقة المصرية صيغت لمعالجة حالة الانقسام الحالي بين «فتح» و «حماس». نحن لسنا طرفاً مباشراً في هذا الانقسام. إذا رأت «حماس» أن من مصلحتها التوقيع على الورقة، فنحن نحترم رأيها. لكننا غير ملزمين بالتوقيع على هذه الورقة لأننا أصلاً غير مشاركين بالسلطة أو الحكومة أو الانتخابات، فالورقة تعالج تفاصيل تتعلق بسلطة لسنا جزءاً منها، وكيف نوقع على شيء لم يؤخذ رأينا فيه؟

 

* بعيداً من موقفكم، هل تعتقدون أن هناك فرصة حقيقية للمصالحة؟

- بناء على الورقة المصرية بصيغتها الحالية، يمكن أن تحدث مصالحة شكلية. لكن حظوظها في النجاح والاستمرار لن تكون أفضل من اتفاق مكة، لأن هناك تعقيدات كثيرة في التفاصيل  يمكن أن تعرقل تطبيق أي اتفاق.

 

* طالب قادة فصائل فلسطينية بإلغاء السلطة الفلسطينية؟ هل هذا واقعي؟

- هذا الرأي ينطلق من المقارنة بين الوضع الحالي وبين ما يترتب على إلغاء السلطة. الوضع الحالي إن الضفة الغربية محتلة وإسرائيل تتحكم في كل شيء لأنها لا تتحمل الأعباء المطلوبة من سلطة الاحتلال بحسب القانون الدولي، وهو ما كان موجوداً قبل أوسلو. السلطة الآن توفر غطاء لكل ما تقوم به إسرائيل من عدوان على الأرض والشعب والمقدسات، السلطة في نظر إسرائيل هي مجرد موظف أمني يعمل لخدمة الاحتلال ويقمع المقاومة، فالمطالبة بحل السلطة تعني رفع الغطاء عن جرائم إسرائيل وإجبارها على تحمل مسؤوليتها كسلطة احتلال، وإطلاق يد الشعب الفلسطيني بالمقاومة لا ملاحقته لمصلحة العدو من داخل البيت.

 

* ما المقصود بالسلطة: سلطة رام الله أم غزة؟

- نحن نتحدث عن مشروع السلطة ككل كإفراز لمشروع أوسلو.

 

* لكن الواقع اليوم فيه سلطة رام الله وسلطة غزة؟

- إذا أردنا أن نتحدث عن حل السلطة في المنطقتين، في الضفة يكون الوضع وضع مقاومة لسلطة احتلال. في غزة، إسرائيل خرجت من القطاع ولا تريد العودة إليه، ولو استمر الوضع الراهن ينبغي إعلان قطاع غزة منطقة محررة فعلاً ليكون قاعدة للمقاومة تقطع الصلة بكل ما يتعلق بأوسلو وعملية التسوية.

 

* وهل هذا ممكن؟

- هو ليس أمراً سهلاً، بل خطوة كبيرة لها تبعاتها التي يجب أن يتحملها العرب وكل من راهن على التسوية لكنها ليست مسألة مستحيلة بل ممكنة.

 

* أيضاً هناك قادة فصائل دعوا إلى انتفاضة ثالثة من أجل القدس، فهل الانتفاضة ممكنة؟

- الانتفاضة فعل شعبي وطوال تاريخ النضال الفلسطيني الانتفاضة لا تتم بقرار تنظيم أو دعوة قائد فصيل، الانتفاضة تبدأ كفعل شعبي عفوي قد يقصر أو يطول كما حدث في الانتفاضة الأولى والثانية.

 

* الانتفاضة الثانية حولتها الفصائل إلى انتفاضة مسلحة، ويقال إن عسكرة الانتفاضة أضرت بالشعب الفلسطيني؟

- شكل وشراسة العدوان الإسرائيلي هو الذي يفرض شكل المقاومة، ومن يتحدثون عن عسكرة الانتفاضة يرفضون أي شكل من أشكال المقاومة حتى لو كانت بالحجر.

 

* يقول أكثر من مسؤول عربي وفلسطيني أنها «أخطر مرحلة» في تاريخ القضية الفلسطينية. هل توافق ولماذا؟

- نعم أوافق لأن القضية تقف على مفترق طرق. عملية التسوية وصلت إلى طريق مسدود، والعرب يحاذرون الدخول في أي اتجاه آخر، لكن حالة الانسداد قد لا تستمر طويلاً ولابد من الانعطاف الخطر في أي اتجاهين.

 

* تقصد اتجاه التسوية أو الحرب؟

- نعم، والأخطر برأيي هي التسوية.

 

* لماذا؟

- لأن التسوية التي يفرضها ميزان القوة الراجح لكفة العدو ستكون حتماً في مصلحة العدو وعلى حساب حقوقنا.

 

* وهل هناك فعلاً إمكانية للتسوية في ظل حكومة بنيامين نتانياهو؟

- المعطيات الظاهرة تقول لا. لكن في السياسة غالباً غير المتوقع هو الذي يحدث، وجماعتنا أقصد أبو مازن وجماعته أصحاب سوابق بالمفاوضات السرية لا أستغرب أن يفاجئونا يوماً بطبخة ما.

 

* إذا لم تحدث التسوية هل هناك حرب في المنطقة؟

- سؤال الحرب هو سؤال الساعة. أعتقد أن إسرائيل تريد الحرب لكنها غير واثقة من النتائج. هي تعتبر أن محور المقاومة والممانعة في المنطقة يشكل خطراً وجودياً على كيانها، لذلك هي مسكونة بفكرة الحرب مع هذا المحور لكنها لا تعرف من تحارب، ومتى تحارب، وما هي آفاق وتداعيات الحرب؟ هناك أسئلة كثيرة إجاباتها لا تساعد إسرائيل على قرار الحرب اليوم، لكنها لا تلغي فكرة الحرب من رأسها وقد تقع في أي لحظة.

 

* ما هي الأسئلة التي تمنع إسرائيل من الحرب؟

- أولاً، جاهزية الجبهة الداخلية، وليس الجيش، بنظري الجبهة الداخلية غير جاهزة لحرب ستطال مدنهم بصواريخ المقاومة من كل اتجاه. الوضع النفسي للشارع الإسرائيلي لا يقبل الحرب. وهناك الدعم الأميركي للحرب وهذا لم يحصل بعد. ثم التأييد والتفهم الدولي لها، وإسرائيل في هذا الجانب في الحضيض الآن لذلك هي تنتظر وتركز على جاهزية الجيش وتأهيل الجبهة الداخلية في انتظار القرار.

 

* إذا حدثت الحرب ضد محور المقاومة أين ستكون حركة «الجهاد الإسلامي»؟

- إذا حدثت الحرب ضد غزة فهي ضدنا وضد «حماس» وقوى المقاومة وشعبنا فسنكون في قلب هذه المعركة بإذن الله. وإذا استهدفت سوريا أو لبنان فنحن موجودون في كليهما، ومستهدفون بهذه الحرب، وهل يعقل أن تنشب حرب عربية - صهيونية، ونحن كقوى مقاومة فلسطينية نقف على الحياد أو نأخذ موقف المتفرج. على رغم إقرارنا أننا لسنا دولة وإن إمكاناتنا كفلسطينيين تظل متواضعة، لكن استعدادنا للتضحية يؤهلنا لعمل الكثير في معارك رأسمالها الأساسي هو الإنسان كما حدث في تموز (يوليو) 2006 وفي غزة 2009.

 

* وماذا إذا ضربت إيران؟

- أظن أن لقاءات دمشق إبان زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ولقاءه الرئيس بشار الأسد و(الأمين العام لحزب الله) السيد حسن نصرالله وقادة الفصائل الفلسطينية أجابت عن هذا السؤال.

 

* وما هو الجواب؟

- إن أي عدوان على أي طرف هو عدوان على الجميع.

 

* هل هذا موقف الجميع؟

- هذا هو موقفنا، وما نعرفه عن مواقف الجميع، وبإمكانك أن تسأل الآخرين.

 

* يقال إن علاقة وثيقة ربطتك بعماد مغنية، هل تأثر مستوى التنسيق بينكم وبين «حزب الله» بغياب مغنية؟

- لا شك في أن غياب قائد كبير بحجم الشهيد عماد مغنية هو خسارة كبيرة لمشروع المقاومة، وأنا فعلاً ربطتني به علاقة وثيقة، علاقة أخوة وصداقة ورفقة نضال وكفاح، لكن علاقتنا بحزب الله هي علاقة بتنظيم كبير فيه مؤسسات، وليست علاقة أشخاص، فهي مازالت علاقة متينة وقوية.

 

* بعد أكثر من عامين على اغتياله كصديق لك ماذا تتذكر منه؟

- الذكريات معه رحمه الله كثيرة، ومثله لا ينسى أبداً، ولهذا المعنى استحضر من ذكرياتي معه تلك الليلة في أواخر عام 2004 كنت في زيارة وجلسة عمل معه في مقر عمله، ومع بعض الأخوة من «حزب الله» و «حركة الجهاد». وبعد ليلة وساعات طويلة من العمل اقترح أن نأخذ استراحة ونشاهد فيلماً سينمائياً. سألني عن فيلم «الساموراي الأخير» إن كنت شاهدته وهو فيلم ياباني أصلاً والأميركيون أخذوه وأقحموا أنفسهم فيه. قلت سمعت به ولم أشاهده. فأحضره وشاهدناه بحضور بعض الأخوة. تأثرت كثيراً في نهاية الفيلم عندما عاد رفيق الساموراي بعد مقتله يحمل سيفه ودخل ليقدمه للإمبراطور فسأله الإمبراطور: حدثني كيف مات، فكان جواب رفيق الساموراي: بل سأحدثك كيف عاش! كانت لحظة مؤثرة جداً. لكني لم أكن أدرك في تلك اللحظة أني أشاهد فيلماً عن الحاج عماد بحضوره، مع الفارق أن عماد مغنية لن يكون اللبناني الأخير ولا العربي أو المسلم الأخير في الجهاد ضد إسرائيل.

 

* هذه صورة مختلفة لعماد مغنية  واضح أنه يهتم بالسينما. ونقل عنك ما يدل على اهتمامه بالشعر أيضاً هل هذا صحيح؟

 

- ما قلته يتعلق برؤيته وثقته الكبيرة بحتمية الانتصار في صراعنا مع العدو، لكن الشعر كان حاضراً. في أحد لقاءاتنا قلت له يا حاج: محمود درويش يتنبأ بزوال إسرائيل وتحرير فلسطين بعد جيل. وتحدثت عن قصيدة لمحمود درويش كتبها عن إدوارد سعيد، يقول فيها محمود لإدوارد:

 

أوصيك إن مت قبلك بالمستحيل

قال: هل المستحيل بعيد

قلت: على بعد جيل

قرأت له مقطعاً طويلاً من القصيدة، أصغى إليها باهتمام وأعجب بها، لكنه رحمه الله علق معترضاً على استخدام كلمة «المستحيل»، وقال: يجب عدم إشاعة ثقافة إن تحرير فلسطين مستحيل. لذلك أنا قلت إن كلمة مستحيل لم تكن في قـاموسه رحمه الله.