خبر تخصيص الذكور بالتركة دون الإناث حرام

الساعة 11:03 ص|25 مارس 2010

تخصيص الذكور بالتركة دون الإناث حرام

فلسطين اليوم- وكالات

السؤال: أبي يمتلك قطعة أرض مبان وزراعية ومنزلاً وقام بكتابتهم لأولاده الذكور دون الإناث وكنت أقوم بخدمته وعندما فعل ذلك توقفت عن خدمته فما حكم الدين؟

 

يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور أحمد طه ريان - أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر - يقول:

 

قال الله تعالي: "وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسوداً وهو كظيم أو من ينشؤا في الحلية وهو في الخصام غير مبين" وقال جل علاه في شأن أهل المادة من المنافقين وغيرهم: "فان أعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون ولو انهم رضوا ما أتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلي الله راغبون" تشير الآيتان الأوليان إلي قضية تفرقة أهل الجاهلية بين الذكور والإناث فالسعادة والبشر وتهلل الوجوه حينما كان يرزق الرجل بالود وخيبة الأمل وانكسار النفس والحسرة التي تعض القلوب حينما يأتيه الخبر بولادة أنثي وهو ما أشار إليه القرآن بكلمة ينشؤ في الحلية وهو وصف عربي يوحي بان البنت لا تقوم بالأعمال الجليلة كالحرب ولا تحمل سلاحا لحماية القبيلة والذود عنها بينما الولد ينشأ في التربية الخشنة ويقتحم المخاطر ولا يبالي بما يقابله من مصاعب وأهوال فهو سند القبيلة وحصنها وحامي زوارها فلما جاء الإسلام ساوي بين الجنسين حيث قال تعالي: "ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا".

 

وقال: "فاستجاب لهم ربهم اني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثي بعضكم من بعض" وقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "النساء شقائق الرجال" أفبعد هذا التشريع الواضح البين مازلنا نفكر بمنطق أهل الجاهلية؟ هل وجود البنت في بيت زوجها يبرر حرمانها من مسكن أبيها؟ فما الحكم اذا طلقها زوجها أو غاب عنها فإلي أي دار تأوي وفي أي مسكن تقيم وهي تعلم انها لا حق لها في هذه الدار التي صارت ملكا خاصا لأخيها.

 

أما الآيتان الأخريان فانهما تشيران إلي قضية خطيرة أخري وهي نسيان الروابط الاجتماعية والشرعية بل واهدار تلك القيم الانسانية التي كانت تربط بين أعضاء الأسرة بعضها ببعض وحلت محلها روابط المصلحة المادية فقط فان وجدت المصلحة قويت تلك الروابط وازدهرت وان عدمت المصلحة ضاعت تلك الروابط وتلاشت فالبنت جفت عاطفتها نحو أبيها المسن وأخرجته من قلبها واهتمامها مادامت لم تستفد منه ببيت أو قيراط زرع فهل ضعفت وشائج القربي وروابط الدم إلي هذه الدرجة ان هذا من أفدح المخاطر التي يتعرض لها مجتمعنا اليوم حيث صارت المصلحة هي الحاكمة في هذه الروابط لماذا لا نقوم بواجبنا الشرعي وننتظر الفضل والعطاء من الله ورسوله قال الله تعالي: "وان من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم".