خبر حالة من الاستنفار بين صفوف المواطنين في غزة جراء القصف الليلي

الساعة 06:25 ص|25 مارس 2010

حالة من الاستنفار بين صفوف المواطنين في غزة جراء القصف الليلي

فلسطين اليوم-غزة

عادت لحظات الخوف والقلق لتخيم من جديد على حياة المواطنين جراء القصف الليلي المفاجئ للمناطق المكتظة بالسكان، يزيدها توترا هدير طائرات "الأباتشي"، كإعلان لفرض حالة من الاستنفار في كل منزل، بعد فترة هدوء لم يتعاف خلالها المدنيون من ويلات الحرب الإسرائيلية على غزة نهاية العام 2008.

ففي ليلة أول من أمس، نجت أسرة المواطن مصطفى مصطفى (48 عاما) بأعجوبة من شظايا قذائف "الاباتشي" التي سقطت في باحة منزلهم الواقع في مخيم جباليا.

وقالت سعاد (45 عاماً) زوجة مصطفى إنها لم تكن تتوقع أن تسقط القذائف في باحة منزلها، لافتةً إلى أنها استيقظت وزوجها على صوت ضجيج الطائرات الإسرائيلية التي حامت في سماء المخيم عند الساعة الواحدة فجراً، إلا أنها لم توقظ أحداً من أطفالها لجهلها بما تنوي الطائرات فعله، وكي لا تؤرق نومهم وتصيبهم بحالة من الفزع والخوف.

الزوجة التي راحت تجمع بقايا الزجاج المتطاير من غرفة طفليها، أشارت إلى سريرهما المغطى ببقايا الزجاج والشظايا التي تطايرت داخل الغرفة من خلال النافذة التي تحطم زجاجها، معلقة: فقط رحمة الله هي التي أنقذتنا وطفلينا.

وتابعت حديثها قائلة: ما أن سقطت القذائف وارتجت الأرض والمنزل حتى تطاير زجاج النوافذ وعلت معه صرخات الأطفال، وبدا كأننا في يوم القيامة، حيث هرع كل من في المنزل إلى الخارج باكياً مذعورا، لا يدرك أي جهة يقصد.

وكانت طائرات الاحتلال الإسرائيلية قصفت لليوم الثاني على التوالي مساحات ادعت قوات الاحتلال أنها خالية من السكان، بينما ألحقت قوة هذا القصف أضراراً كبيرة في المنازل المجاورة لهذه المساحات وأصابت عددا من سكانها.

الزوج مصطفى حمل بيده بقايا القذيفة التي سقطت في فناء بيته قائلاً: لا أعرف بأي ذنب سقطت هذه القذيفة في فناء بيتي، ولا أدري كيف تصرفت وقتها، فقد انقلب البيت رأسا على عقب وراح كل من فيه يجري دون شعور بما يفعله.

وأوضح لـ "الأيام" أن المنطقة غرقت في ظلام دامس جراء انقطاع التيار الكهربائي بالتزامن مع القصف، ما زاد الأمر سوءاً، منوهاً إلى أنه حاول أن يضفي نوعا من الطمأنينة على قلوب أطفاله وبقية أفراد الأسرة، إلا أن شدة الموقف خطفت كل الأحاسيس واستبدلتها بعويل وصراخ من كل ناحية.

ولم تسلم المركبات والأشجار المثمرة في الشوارع من القصف وتطاير شظايا القذائف والزجاج.

الطفلة سجا (8 أعوام) أوضحت بينما كانت تحاول تنظيف لعبتها "دبدوب" من آثار القصف والغبار التي شوهت بياضه بلون داكن أنها استيقظت على صوت انفجار وصراخ وانقطاع للتيار، مشيرة إلى أنها اعتقدت في اللحظة الأولى أن الحرب عادت من جديد.

وقالت: هرولت مسرعة دون شعور إلا بالهلع إلى غرفة أمي فلم أجدها، فصرخت بصوت مرتفع أمي أمي، إلى أن سمعت صوت أبي من بعيد يناديني وهو يردد "لا تخافي أنا هنا"، ولم أهدأ إلا بعد أن احتضنني أبي وركض وهو يحملني إلى خارج المنزل خشية استمرار القصف.

الطائرات الإسرائيلية التي عاودت غاراتها الليلة قبل الماضية أعادت معها الكوابيس السوداء إلى أحلام المدنيين الأبرياء، خاصة الأطفال.