خبر أين اختفى الاجماع .. هآرتس

الساعة 01:00 م|24 مارس 2010

بقلم: يهودا بن مئير

على حسب تقارير وسائل الاعلام، توشك الازمة الشديدة مع الولايات المتحدة أن تنقضي. تصرف رئيس الحكومة بمسؤولية وبين عن ضبط نفس يستحق التنويه. عمل في منع تصعيد المواجهة ومضى مسافة لا يستهان بها نحو الامريكيين.

لكنه اذا كان يوجد أمر يجب أن يقلق بنيامين نتنياهو ومواطني اسرائيل فهو المس الشديد بالاتفاق الوطني حول القدس. ففي استطلاعين للرأي نشر نهاية الاسبوع تبينت نتائج مدهشة لموقف الجمهور من كل ما يتعلق بالبناء في القدس. يجب أن تشعل النتائج ضوءا أحمر في قلب كل يهودي. ففي استطلاع ديالوغ الذي نشر  في صحيفة "هآرتس"، قال 48 في المائة من المستطلعة اراؤهم انه يجب على اسرائيل أن تتابع البناء في كل اجزاء القدس حتى لو كانت كلفة ذلك القطيعة مع الولايات المتحدة، اما 41 في المائة منهم فقالوا انه يجب على اسرائيل أن تكف عن البناء في شرقي القدس حتى نهاية مفاوضة الفلسطينيين. تبينت نتائج تكاد تكون مشابهة لاستطلاع مينه تسيمح. في ذلك الاستطلاع قال 46 في المائة من المستطلعة آراؤهم انه ينبغي أيضا تجميد البناء في شرقي القدس وعارض 51 في المائة فقط ذلك.

من كان يؤمن أننا سنبلغ وضعا يؤيد فيه أكثر من 40 في المائة من الجمهور تجميد البناء في شرقي القدس وأن يؤيد نصف الشعب فقط استمراره؟ معنى هذه المعطيات المفاجئة أن الاجماع اليهودي على القدس الموحدة قد تصدع ان لم نقل أكثر من ذلك. لا يعني هذا أن نصف سكان اسرائيل تخلوا من شرقي القدس او انهم يرون جيلو او رموت مستوطنتين. لكنه يعني أن اجزاء اخذت تكبر من الجمهور الاسرائيلي تشعر بقطيعة وتباعد عن شرقي المدينة ولا تسلم لامور كثيرة تحدث داخلها. هذه النتيجة الخطرة هي  الثمرة العفنة للنشاط المستمر في القدس لمنظمات يمين متطرفة – تحظى بتأييد وزير الداخلية ايلي يشاي ورئيس بلدية القدس نير بركات.

الحديث عن سائسين غوغائيين، يعملان بعدم مسؤولية ويفعلان كل شيء لارضاء اليمين المتطرف ويسببان ضررا لا يمكن حزره بشأن القدس. ان اخراج عائلات عربية بالقوة في الشيخ جراح من بيوتها – البيوت التي تسكنها منذ عشرات السنين – وأمر بيت يونتان الذي تسكنه على غير حكم القانون جماعة من المتطرفين استصوبت تمجيد وتفخيم شأن القاتل باروخ غولدشتاين، مثالان على أعمال تضر بطلب الشعب اليهودي العدل للسيادة على القدس وتضعف الاجماع الوطني حولها.

يعلم الجمهور في اسرائيل كيف يفرق بين القدس  التاريخية وبين أحياء عربية لم تكن قط جزءا من القدس. لهذا أيد الشعب اليهودي كله، وكذلك حكومة الولايات المتحدة تأييدا تاما مطلقا البناء من جديد لكنيس "الخراب" في القدس بين الاسوار، لان هذه خطوة عدل، تعبر وتجسد بعثة الشعب اليهودي في أرضه وصلته بمواقعه التراثية التاريخية وحقه فيها. ان سلب العرب بيوتهم ومحاولات السيطرة على أحياء عربية واضحة في شرقي المدينة لا يقبلهما احد في العالم ولا حتى أكثر يهود الولايات المتحدة، وبحسب النتائج لا يقبلهما جزء كبير من الشعب اليهودي في اسرائيل.

ليست القدس ملكا لنير بركات – فهي هوى الشعب اليهودي كله. يجب على رئيس الحكومة ان يضمن أن تكون حكومة اسرائيل هي التي تجيز كل خطوة وكل عمل ذي معنى سياسي في القدس.