خبر أثم علاقة بين الثقافة والارهاب؟ .. اسرائيل اليوم

الساعة 12:55 م|24 مارس 2010

بقلم: د. رؤوبين بركو

تروي حكاية خليلية قديمة أن المختار عثر ذات مرة بمصباح نحاسي قديم. "مرني بما شئت"، همس المارد الذي خرج منه. طلب الخليلي الذاهل جسرا من الخليل الى مكة. "صعب" شكى المارد. "حسن، اجعل ابني مروان طبيبا"، حاول المختار. "تعال نعد الى الطلب الاول"، اجاب المارد بيأس.

يقول التراث الاسلامي "اطلب العلم ولو في الصين"، لكن مروان البرغوثي، وهو ارهابي اتهم بالقتل، لم يكن يجب عليه أن يبعد الى الصين ليحظى باللقب المأمول. كل ما كان يحتاج اليه أن يقتل يهودا وأن يمكث في السجن الاسرائيلي.

وهكذا في حين يفنى الجندي جلعاد شليت معزولا في سجنه والشيء المطبوع الوحيد الذي أمسك به منذ اختطافه هو صحيفة الدعاية "فلسطين" التي غرسها في يديه مختطفوه من أجل الابتزاز، بدأ البرغوثي دراسة الدكتوراة. تقول الاشاعات ان بعض القاب كبار قادة حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية على السنين اشتريت بالمال من جامعات عربية او روسية او افريقية مجهولة. وبعض آخر يشتمل على جماع من الكلام الهاذي.

خذوا مثلا رسالة دكتوراة الدكتور أبي مازن العجيبة التي قدمت في سنة 1982. تناول عمله الابداعي "العلاقات السرية بين النازيين وقادة الحركة الصهيونية"، واهتمامها كله منصب على انكار الكارثة وغرف الغاز. جاء في الرسالة أن العدد المخمن للضحايا اليهود في المحرقة "كان حتى أقل من مليون" وأن الحركة الصهيونية تعاونت مع النظام النازي من أجل "توسيع الابادة الجمعية" لليهود. زعم ابو مازن ان الحركة الصهيونية ارادت اقناع الرأي العام العالمي بأن عدد الضحايا اليهود كانا كبيرا للتوصل الى "انجازات اكبر" ولانشاء الدولة اليهودية بذلك.

ان حلم هاذين اسرائيليين ان تسهم ثقافة الفلسطينيين في المحادثة بين الشعبين أفضى منذ 1967 الى افتتاح مؤسسات جامعية على نحو لم يسبق له مثيل في المناطق. فمن وضع شبه ساكن تام نشأت تحت سلطة اسرائيل جامعات مثل الفطر "السام" بعد المطر. بيد ان حلم الثقافة والسلام أصبح مطر حجارة ورصاص من كل معهد من غزة الى جنين. ان قضاء وقت في السجن الصهيوني مع الرفاق أصبح ذا مردود كبير. فهذا "وكر لسجين يدأب في دراسته بين القضبان". من المهم أن نذكر في مساء عيد الحرية مبلغ اختلاف وضع جلعاد شليت عن وضع المخربين في السجن الاسرائيلي. حاولت لجنة فريدمان ادخال نظام في التناقض لكن اسرائيل ما زالت تنجح في المكان الذي فشل فيه حتى مارد الخليل.