خبر هيلاري أم العروس .. داود الشريان

الساعة 10:59 ص|24 مارس 2010

بقلم: داود الشريان

في خطابها أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية – الإسرائيلية، (ايباك) أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أنها «أم العروس»، وأنها من العائلة اليهودية، خصوصاً أن ابنتها تشيلسي على وشك الزواج بشاب يهودي.

وتحدثت بعاطفة جياشة عن إسرائيل، لكنها برغم حديثها العاطفي، و «بيعها» لإسرائيل موقف واشنطن من تقرير غولدستون، أشارت الى موقف يسترعي الاهتمام، وإن لم يكن جديداً، إلا انه لم يكن بهذا الوضوح في الماضي، فهي لمحت الى أن أميركا تريد من إسرائيل أن تساعدها في توفير المساعدة الجوهرية لها، والمتمثلة أصلاً بضمان المصالح الأميركية في المنطقة، وأن عدم مسايرة حكومة إسرائيل المصالح الأميركية يضر في النهاية بمصالح الدولة العبرية.

في الماضي كانت الإدارات الأميركية المتعاقبة، تتحدث بوضوح عن أمن إسرائيل، لكن هذا الموقف لا يُربط في شكل علني بأمن أميركا. ولم نَعتَد من السياسيين الأميركيين الحديث بوضوح عن مبدأ ضرورة مسايرة سياسة إسرائيل للسياسة الأميركية، فضلاً عن أن الوزيرة ربطت بين التسوية في فلسطين، ومواجهة المشروع النووي الإيراني، والرافضين للسياسة الأميركية في المنطقة. ولتأكيد طرحها الجديد، نقلت هيلاري تصور إدارة أوباما الذي يستند إلى محاولة الفصل بين الموقف الثابت والجلي من أمن إسرائيل ومستقبلها، وبين الموقف من سياسة الحكومة الإسرائيلية، وهذا ايضاً تغيّر في الخطاب الأميركي تجاه الدولة العبرية.

لا شك في ان موقف واشنطن من الاستيطان كان خجولاً، وغير متفق مع موقف اللجنة الرباعية، والموقف الأوروبي، وهو بالتأكيد مخيّب للفلسطينيين والعرب. فالوزيرة الأميركية تحدثت عن معارضتها البناء في القدس الشرقية، باعتبارها مدينة مهمة لليهود والمسلمين والمسيحيين.، لكنها أحالت القضية على المفاوضات، كأنها تقول ان ليس للمسلمين سوى الثلث، والثلت كثير.

الأكيد ان الحديث عن ضرورة مسايرة اسرائيل المصالح الأميركية في المنطقة، وربطه بموقف واشنطن من أمن إسرائيل بهذا الوضوح، يعتبر امراً جديداً في الخطاب السياسي الأميركي. واذا افترضنا ان هذا الخطاب مؤشر الى ان الولايات المتحدة لم تعد تنظر الى المنطقة من خلال إسرائيل فحسب، فإن العرب مطالبون بعدم النظر الى اميركا من خلال اسرائيل ايضاً، ولا بد من معاودة التعامل مع واشنطن من خلال لغة المصالح، وتشجيع هذا التوجه.