خبر وادي السلقا : الغارات في المناطق المفتوحة تعيد ذكريات الحرب

الساعة 06:36 ص|24 مارس 2010

فلسطين اليوم : غزة والوكالات

أعادت الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الحربية الإسرائيلية على المناطق المفتوحة والمزارع إلى أذهان المواطنين في قرية وادي السلقا وسط قطاع غزة ذكريات الحرب، واشتكى سكان هذه القرية الحدودية من تساقط القنابل والصواريخ في أراضي القرية في الآونة الأخيرة، ما أثار حالة من الرعب والخوف في صفوفهم.

وقال أبو محمد (اسم مستعار) إن قوات الاحتلال دأبت مؤخراً على إطلاق القذائف والصواريخ في المناطق الفارغة وسط أراضي القرية، مضيفا إنهم بدأوا يشعرون بخوف حقيقي، خاصة أنهم لا يعلمون متى وأين ستسقط القذيفة، ما أجبر كثيرا من المزارعين على الامتناع عن الذهاب إلى حقولهم ومزارعهم.

وأطلقت قوات الاحتلال قبل يومين ثلاثة صواريخ في اتجاه أراض مفتوحة وسط القرية، أتبعتها الدبابات بقذائف أخرى سقطت في مناطق مجاورة.

بالأمس، سادت القرية أجواء من الخوف والذعر في أعقاب الإعلان عن مقتل جندي إسرائيلي قرب معبر "كيسوفيم" إلى الجنوب الشرقي من القرية، وتوقع المواطنون أن تشن قوات الاحتلال سلسلة من عمليات الدهم والتوغل وسط القرية بهدف الانتقام، إلا أن اكتشاف مقتل الجندي بنيران أحد أفراد مجموعة أخرى من جنود الاحتلال "نيران صديقة" أنقذ المواطنين من عقاب غير معروف.

ويقول المواطنون إن أجواء الحذر سرعان ما تلاشت بعد أن بقيت قوات الاحتلال في أماكنها، مؤكدين أن أصوات طلقات بعيدة سمعت بعد الحادث.

وتقع قرية وادي السلقا شرق مدينة دير البلح بالقرب من خط التحديد، ما يعرضها إلى كثير من الهجمات والتوغلات، وشهدت قبل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة في العام 2005 سلسلة من أعمال الانتقام لوجود ما كان يعرف بمستوطنة "كفار داروم" على أراضيها.

واشتكى عبد المهدي أبو مغصيب، رئيس بلدية قرية وادي السلقا، من تأثيرات المنطقة الأمنية العازلة التي تقيمها قوات الاحتلال على أراضي القرية.

وقال إن قوات الاحتلال أعلنت عن منع المواطنين والمزارعين من الاقتراب إلى مسافة 300 متر غرب خط التحديد، إلا أنها عملياً تطلق النار على كل من يقترب إلى مسافة 800 متر.

وأكد أبو مغصيب أن ما يقدر بربع مساحة القرية الزراعية غير مستغلة بسبب قربها من خط التحديد، حيث تتمركز دبابات الاحتلال.

وكان متظاهرون من اللجنة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني نظموا مسيرة جماهيرية في وادي السلقا استطاعوا خلالها الوصول إلى جدار التحديد، ما أثار دهشة المواطنين.

وبالرغم من تنفيذ المسيرة وتمكن المشاركين فيها من وضع الأعلام الفلسطينية على السياج الشائك، فإن المزارعين ما زالوا يخشون الذهاب إلى مزارعهم.

وقال أبو مغصيب إن المزارعين ما زالوا خائفين من الذهاب إلى مزارعهم، مؤكداً أنهم يدفعون يومياً ثمن الجرائم التي ترتكب على أراضي القرية.

يذكر أن الغارات الجوية تكثفت في أراضي قطاع غزة خلال الأسبوع الماضي في إطار التصعيد الإسرائيلي المتواصل، وسجلت خلال الأيام الماضية عدة حالات قصف للمناطق المفتوحة أدت إلى إصابة عدد آخر من المواطنين.

من جهتها، دعت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، معربة عن قلقها الشديد إزاء التصعيد الحربي الإسرائيلي الأخير في القطاع، الذي يأتي في إطار مواصلة قوات دولة الاحتلال ارتكابها لجرائم الحرب.

وأوردت "الضمير" بعض المعلومات عن حوادث جرت خلال اليومين الماضيين، مؤكدة أن طائرات إسرائيلية حربية من نوع (F16) استهدفت عند منتصف الليلة قبل الماضية بصاروخ واحد على الأقل أرضا فارغة تقع في حي التفاح شرق مدينة غزة، تعود ملكيتها للمواطن أسامة زمو، وقالت إن الغارة أدت إلى تدمير 4 غرف تستخدم إحداها لبئر مياه، وأخرى لحارس هذه الأرض، وإلحاق إضرار مادية جزئية بعدد من المنازل المجاورة ومبنى مدرسة ذكور إعدادية (أ.ب) التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين.

وأكدت الضمير إصابة 8 مواطنين بجروح متوسطة، وتحدثت عن جريمة إسرائيلية أخرى وقعت في الليلة نفسها في قرية وادي السلقا عندما فتحت قوات الاحتلال المتمركزة على الشريط الحدودي نيران أسلحتها الرشاشة باتجاه المنازل، ما أدى إلى إصابة المواطن سلمان محمود عايش بريعم (35 عاماً) بعيار ناري أثناء تواجده بجانب منزله الذي يبعد عن الشريط الحدودي 500 متر تقريباً، حيث نتج عن الإصابة بتر إحدى أذنيه، ووصف الأطباء حالته بالمتوسطة.

وقالت إنها تنظر بقلق شديد إلى استمرار قوات الاحتلال باقتراف جرائم بحق المواطنين وممتلكاتهم في قطاع غزة، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف تلك الجرائم.

ودعت "الضمير" المجتمع الدولي، لا سيما الدول الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، إلى الضغط على إسرائيل بوصفها دولة احتلال حربي، من أجل الوفاء بالتزاماتها حيال سكان القطاع.