خبر عشية قمة سرت: موسى يخشى مفاجآت غير سارة بسبب تغيب بعض الزعماء

الساعة 05:11 ص|24 مارس 2010

فلسطين اليوم : وكالات

تواجه تحضيرات القمة العربية الوشيكة في مدينة سرت الليبية تعقيدات فنية ولوجستية واخرى سياسية غير مسبوقة يتداول بشأنها حاليا وزراء الخارجية العرب ومؤسسة الجامعة العربية على امل تقليص هذه التعقيدات والتمكن من عقد قمة سرت بدون مفاجآت غير سارة على صعيد اللقاء والتشاور العربي.

وابلغ الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى مسبقا بعض وزراء الخارجية العرب بأنه يشعر بالقلق، مشيرا الى ان التحضيرات في المستوى السياسي لا تسير حتى الآن باتجاهات تدفع للتفاؤل مبديا مخاوفه من غياب نخبة من الزعماء العرب الامر الذي سيجهض مسبقا، كما قال عمرو موسى، دراسة المشاريع المطروحة وتقييم المخاطر التي تواجه الامة العربية.

وموسى ،حسب مقربين جدا منه ووزراء على اتصال به، يلمح بين الحين والآخر الى ان الزعماء العرب الذين سيتغيبون عن قمة سرت بدون اسباب وجيهة يدفعون الامور باتجاهات حرجة، مشيرا الى انه غير مطمئن لمستوى الحضور العربي المتوقع ويخشى حصول مفاجآت غير سارة.

رغم ان موسى وفي اتصالات التنسيق يشيد بالتجهيزات الليبية وبحماس القيادة الليبية لانعقاد القمة الا انه يميل الى تحميل الدول العربية التي ستتغيب او تشارك بمستويات تمثيل ضعيفة مسبقا مسؤولية ما يصفها بانحرافات يمكن ان تحصل عن المسار المرسوم حتى يوم انعقاد القمة السبت المقبل.

ولا تعبر هذه الاتصالات عن مخاوف من الغاء انعقاد القمة بشكل مباشر بقدر ما تعبر عن مخاوف من ردود افعال سببها اصرار بعض الزعماء العرب على التغيب بدون سبب مقنع، الامر الذي سيؤدي لاحراج القيادة الليبية المستضيفة للجميع.

وعلى الصعيد اللوجستي تواجه فرق الجامعة العربية صعوبات بالغة في الاطمئنان الى ان مستويات التنظيم سترقى الى المعيار المعتاد، حيث تشعر اطقم الجامعة العربية بأن عقد القمة العربية في مدينة سرت الساحلية قد يتســـبب بمشكلات محددة ومربكة في المسائل المتعلقة بالدعم اللوجستي والتغطية الاعلامية وترتيبات استضافة الوفود ومقدمة حراس الزعماء وآليات النقل والحركة.

ووضعت الحكومة الليبية بالتوافق مع خبراء الجامعة العربية منذ ثلاثة اسابيع معايير خاصة لمستوى وحجم المشاركة والضيافة.

وكان كبار موظفي الامانة العامة للجامعة قد عبروا الاسبوع الماضي عن خشيتهم من التعقيدات الفنية واللوجستية اثر عقد القمة في سرت وليس في طرابلس العاصمة، حيث لا يوجد في المدينة منشآت مؤهلة لاستضافة الوفود المساندة للزعماء وحيث ستزداد كلفة النقل والحركة وتتجاوز الحد المرسوم من قبل الادارة المالية للجامعة رغم ان طرابلس مستعدة للانفاق وبسخاء وحيث ستنشأ مشكلات لها علاقة بالتغطية الاعلامية.

وتقول مصادر دبلوماسية عربية ان اعلان الزعيم الليبي المسبق بانه لن يستقبل ايا من الزعماء العرب الضيوف في المطار مباشرة قد يساهم في توفير حجة الغياب لبعض القادة العرب، مع ان الزعيم الليبي بالعادة لا يستقبل ضيوفه في المطارات.

وكانت السلطات الليبية قد خصصت ثلاثة مطارات لاستقبال الزعماء والضيوف وطلبت قوائم مسبقة بأسماء المرافقين الامنيين والعسكريين وانواع اسلحتهم، فيما يعبر خبراء الجامعة يوميا عن خشيتهم من مساهمة التعقيدات اللوجستية في زيادة رقعة التعقيدات السياسية المطروحة اصلا، الامر الذي قد يتجه بقمة سرت نحو تفعيل الخلافات حتى في حالة انعقادها.

ويشير عمرو موسى في اتصالاته الجانبية الى اجواء مقلقة مماثلة للاجواء التي عطلت انعقاد قمة تونس الدورية قبل عدة سنوات معربا عن قلقه ايضا على منهج وبرنامج دورية عقد القمة مرة في كل عام اذا ما حصلت مفاجآت غير سارة في قمة سرت.

وحتى الآن تشير بوصلة تحضيرات القمة الى غياب قسري للرئيس المصري حسني مبارك عوض عنه الرجل بالاعلان مبكرا عن مشاركة رفيعة المستوى بوفد يترأسه رئيس الوزراء احمد نظيف، كما تشير الى غياب متوقع للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي شهدت القمم السابقة حوارات شخصية عنيفة بينه وبين الزعيم الليبي.

ويتوقع خبراء الجامعة العربية ان يتغيب عن القمة العاهل المغربي الملك محمد السادس خصوصا اذا ما قرر المشاركة فيها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة المرشح هو الآخر للغياب بذريعة الوضع الصحي.

ومن الواضح ان الرئيس اللبناني ميشال سليمان لن يتمكن من الحضور، فيما يحاول عمرو موسى الضغط على بيروت لضمان مشاركتها ولو رمزيا في اجتماعات التحضير.

وذكرت مصادر في الجامعة العربية ان مشاركة امير الكويت الشيخ صباح الاحمد شخصيا بالقمة قد لا تكون مضمونة بصفة نهائية ولاسباب غير مفهومة حتى الآن، ولكن لها صلة بالحسابات السعودية على الارجح.

ولا يبدو ان زعماء الدول الافريقية، باستثناء المصري والمغربي وفي احتمالات اضعف الجزائري، مستعدون للتضحية بعلاقات دافئة مع ليبيا في الوقت الذي قد تحول فيه مشاحنات اللحظة الانتخابية الراهنة في العراق دون تمثيل الجانب العراقي بمستويات رفيعة في قمة سرت.