خبر تعريض أمن اسرائيل للخطر -هآرتس

الساعة 09:35 ص|23 مارس 2010

تعريض أمن اسرائيل للخطر -هآرتس

بقلم: د. تسفيا غرينفيلد

(كانت عضو كنيست عن حزب ميرتس)

 (المضمون: تبين سياسة بنيامين نتنياهو عن انه عجز عن فهم وجهة الادارة الامريكية الجديدة وهو بذلك يفضل الى مصادمتها والى تعريض أمن اسرائيل للخطر - المصدر).

        قبل نحو من سنة أنشأ بنيامين نتنياهو الائتلاف الاكبر والأشد اصرافا وتطرفا في تاريخ دولة اسرائيل. في الحقيقة تسيبي لفني وكاديما بثقة أكبر من الجمهور، لكن نتنياهو فضل الانضمام الى أشد القوى تطرفا وهذيانا في المجتمع الاسرائيلي – لضمان استمرار السيطرة على المناطق ومنع حل الدولتين السياسي. اعتقاد نتنياهو أن الاحتلال والخلاصية سيخدمان اسرائيل أكثر من براغماتية عقلانية مقلق لكنه غير مفاجىء.

        تفضيلات نتنياهو العقائدية معروفة لكن تفاجئنا مع ذلك كله حقيقة أنه تبين مرة اخرى سائسا فاشلا سيء التدبير، لا يعلم قراءة الخريطة العالمية الجديدة ولا يقدر على أن يقدر ما احتمالات البقاء الحقيقية رئيسا لحكومة يمين متطرفة زمن العاصفة الهوجاء لادارة جديدة في واشنطن. منع نتنياهو بافشاله امكان انشاء ائتلاف مركز براغماتي مع لفني ضم قوى معتدلة قادرة على الحديث بلغة يقبلها اوباما اليوم وان ينقذ حكومته بذلك في لحظات توتر وعدم اتفاق مع الامريكيين.

        من المفهوم انه كان يجب عليه من أجل ذلك أن يقبل بجدية طلب لفني حسما سياسيا نهائيا من أجل ضمان وجود اسرائيل الشرعي دولة ديمقراطية للشعب اليهودي. كان ذلك يكلفه ايضا تناوب رئاسة الحكومة مع لفني. لكن نتنياهو لم يقبل شرط لفني لانضمام كاديما الى الحكومة وورط بذلك نفسه في وضع غير ممكن.

        القى باسرائيل الان في صدام خطر لا يحتمل مع الولايات المتحدة ويبدو انه قد يدفع عن ذلك كرسيه.

        كان يمكن توقع ان يدرك نتنياهو معنى انتخاب اوباما رئيسا للولايات المتحدة وان يستعد لذلك. انتخب اوباما بغير احتياج حقيقي الى دعم يهودي، ومن اجل برنامج عمل واضح متحمس لتغيير اساسي لجميع مبادىء الادارة السابقة. مضى عهد الضغوط اليهودية والانجليكانية في امريكا، وكان يجب ان يكون واضحا لخبير كبير بأمريكا مثل نتنياهو، ان سياسته الحالمة ستثير مقاومة شديدة في أمريكا وتعرض للخطر اسرائيل ومستقبلها.

        كان العنوان على الحائط. كانت لفني التي تمثل المركز الاسرائيلي تستطيع التمكين لحوار صداقة ألين من الامريكيين، بفضل صدقيتها وتأييدها الواضح لمبدأ الدولتين، خلافا لعدم الصدقية الواضح لنتنياهو في هذا الشأن. لو كان نتنياهو سائسا موهوبا حقا لادرك من الفور أن لفني تعرض عليه في الحقيقة الامكان الوحيد لتدبير أمر اسرائيل في عصر دولي جديد.

        لكن نتنياهو لم يفهم. فقد افترض في عماه، أنه يستطيع في أسوأ الحالات الثقة بسحر ايهود باراك وشمعون بيرس. ازاء العاصفة التي تأتي من قبل أوباما تبين أن هذين غير قادرين على سجن البرق. تريد الادارة تقدما لا لبس فيه نحو اتفاق وهذا تستطيع لفني وحدها فعله. ان من لم يدرك ذلك أخفق اخفاقا مقلقا انفعاليا.

        ان تورط نتنياهو البائس مع الادارة الامريكية يبرهن مرة اخرى على أن تقديره مختل من أساسه وعلى أن تقديراته السياسية (داخليا وخارجيا) فضلا عن أنها غير ذات قوة، تعرض اسرائيل للخطر. ان من لا يدرك اننا سنكون أول من يتضرر بمصادمة ادارة امريكية صارمة، لا يعرف أبسط تقديرات الواقع، ولا يجب أن يوكل اليه قرارات مصيرية على الحرب. بيبي خطر على اليهود.