خبر نهاية الألعاب- هآرتس

الساعة 09:34 ص|23 مارس 2010

نهاية الألعاب- هآرتس

بقلم: يوئيل ماركوس

 (المضمون: يجب على نتنياهو في زيارته هذه لواشنطن ان يضع الحقيقة كلها أمام الرئيس لعله يستطيع بذلك بدء صداقة جديدة وثقة الادارة به - المصدر).

تحت عنوان "السنة الضائعة" في الصحيفة الاسبوعية الجليلة "نيويوركر" يخصص الصحفي والاديب جورج باكر مقالة في اثنتي عشرة صفحة، يكتب فيها من جملة ما يكتب ان الاجماع في واشنطن معقود على ان اوباما يحاول ان يفعل كثيرا جدا، في وقت مبكر جدا، ويعمل وكأنه ما يزال في المعركة الانتخابية. حذر صاحب العمود الصحفي ديفيد بروكس في صحيفة "نيويورك تايمز" من أن اوباما يبالغ في قدرته على حل مشكلات ويستخف بشكوك الجمهور في جهوده.

برغم هذه الانتقادات لا أتخيل أن يسمي توماس فريدمان أوباما"سائقا سكران"، كما سمى رئيس حكومة اسرائيل. فمن الحقائق أن الرئيس الاشد تعرضا للانتقاد أجاز قانون التأمين الصحي.

من جهتنا، الرئيس الامريكي كنز وجودي، لا سائس يستخف بكرامته واستقامته. يجب على بيبي في حديثه هذا المساء الى اوباما ان يتذكر انه لا يتحدث الى ليتسمان او الى افلالو. يجب عليه ان يضع على المنضدة جميع اوراق اللعب وان يقول للرئيس انه يستطيع الى هنا او لا يستطيع، ان يمضي. وألا يقول له انه مقيد بسلاسل ليبرمان وشاس. فالادارة عظيمة الخبرة بسياسة اسرائيل الداخلية. وهي تعلم بأن كاديما مستعد للانضمام الى الحكومة.

ومن هنا يفضل ألا يقول بيبي انه يريد لكن ليست له كثرة. عليه أن يكشف لاوباما أين يريد الوصول وماذا يحتاج من الامريكيين لهذه الغاية، وما الذي يتوقع ايضا أن يأتوه به من الطرف الفلسطيني. وكل ذلك بطبيعة الامر في نطاق مطالب واقعية.

قال اوباما بعد انتخب انه لا يجب ان تكون عضو ليكود لتؤيد اسرائيل. يصعب علينا ان نهضم رئيسا لا يحتضننا في الصباح والمساء، بل قال بصراحة انه عالم بمشكلاتنا الأمنية لكنه غير مستعد لقبول خطوات تتعلق بقبر راحيل وسائر قصص التراث التي نجمت فجأة وكأنها تريد الاغضاب في حين تقترب محادثات التقارب مع الفلسطينيين. يستطيع اوباما الذي نظر بجدية الى خطبة بيبي في بار ايلان ان يقول انه مر منذ ذلك الحين 9 اشهر ولم يؤمل هذا الطفل.

أكثرت لكوني مبعوث صحيفة "هآرتس" في فرنسا لقاء اريك رولو، مراسل الشرق الاوسط الجليل لصحيفة "لاموند". أتذكر نبوءتين له من أحاديث معه – احداهما تحققت والاخرى لم تتحقق. فقد تنبأ رولو بعد حرب الايام الستة بأن اسرائيل والفلسطينيين لن يتوصلوا ابدا الى اتفاق بسبب القدس. لان الدول العربية كلها لن تمكن من سيطرة اسرائيلية عليها.

وكانت نبوءته الثانية انه لن يكون سلام مع مصر ما لم تنتصر في حرب واحدة في الاقل على اسرائيل. وليس السادات الذي يلقب من وراء ظهره بـ "الحمار"، قال رولو هو البطل الذي سيفعل ذلك. خبير الشرق الاوسط صفع هذه المرة. فمن الحقائق ان السادات الذي بادر الى حرب يوم الغفران اعاد لمصر كرامتها ومهد الطريق الى السلام. بعبارة اخرى لا تقولن أبدا: لن يكون أبدا.

برغم الجدل مع الادارات السابقة تبني اسرائيل في القدس منذ 43 سنة بطريقة دونم بعد دونم. لانه كان اتفاق صامت او اذا شئنا دقة اكبر بالغمز، مع ادارات ودود. في اليوم الذي قتل فيه اسحاق رابين قال له الرئيس كلينتون انه سيكون واضحا انه يجب الاقتطاع من اموال الضمانات كل مبلغ ينفق في المستوطنات وفي القدس ايضا. كان يمكن اجراء أحاديث كهذه عندما كان الرئيس يثق برئيس حكومة اسرائيلي. كما كانت حال كلينتون ورابين وبوش مع شارون واولمرت. وعندما كانت تنجم مشكلة كانوا يحلونها بتفاهم واتفاق.

لا يمكن اليوم بيع الادارة الشعيرية – ما الذي نستطيع وما الذي لا نستطيع وما الذي يجوز وما الذي لا يجوز. ان الانقضاض علينا في أثناء زيارة بايدن، وقول الجنرال باتريوس ان النزاع الاسرائيلي الفلسطيني يحدث له مشكلات، وتصريحات هيلاري كلينتون الشديدة تثير في الحقيقة الخوف من انقلاب مقلق. لكنه على حق من يقول انهم انقضوا على بيبي بكامل القوة بهدي من القائد أي الرئيس.

        مع مشكلة ايران في الافق وخوف الدول العربية من سيطرة المتطرفين على نظم الحكم فيها، يوجد لاكثرهم مصلحة في حل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. اذا حسم نتنياهو الالعاب ووضع الحقيقة كلها على المنضدة فان له احتمال بدء صداقة رائعة.