خبر أتوقف فلسطين ايران؟ -هآرتس

الساعة 09:33 ص|23 مارس 2010

أتوقف فلسطين ايران؟ -هآرتس

بقلم: افرايم كام

(نائب رئيس معهد أبحاث الأمن القومي)

 (المضمون: حل المشكلة الفلسطينية لن يحل مشكلات الولايات المتحدة في المنطقة - المصدر).

ديفيد باتريوس جنرال أمريكي كثير الانجازات وذو تأثير كبير في واشنطن. مما يعد في سجله خفض مستوى العنف والارهاب في العراق، والضربة التي تلقتها فيه منظمة "القاعدة" منذ 2007. وهو يعمل منذ 2008 قائدا لمنطقة المركز، مسؤولا عن الشرق الاوسط سوى اسرائيل. يعتقد اولئك الذين التقوه انه صديق لاسرائيل.

        في الاسبوع الماضي، في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، عرض باتريوس ادراكا مهما. قال ان العداوة بين اسرائيل وعدد من جاراتها تقيم تحديا لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة. فهذا النزاع يؤجج مشاعر عربية معادية لامريكا، لان الولايات المتحدة ترى معاضدة لاسرائيل. والغضب العربي ومنشؤه المشكلة الفلسطينية، يحد من الشراكة مع حكومات في المنطقة، ويضعف شرعية نظم الحكم العربية المعتدلة ويساعد القاعدة على تجنيد التأييد. وعلى ذلك فان جهدا امريكيا صادقا لحل النزاع العربي الاسرائيلي سيضعف السياسة الايرانية العسكرية، والتقدم في المسار الاسرائيلي السوري سيشوش على تأييد ايران لحزب الله وحماس.

        يجب ان نقول ان كلام باتريوس يظهر على انه جزء من عرض طويل لتهديدات وتحديات يجب على الولايات المتحدة ان تواجهها في المنطقة. وهو لا يشير ايضا الى اسرائيل على أنها مسؤولة عن الوضع، بل يعرض المشكلة وآثارها. والى ذلك عرض باتريوس في السنة الماضية صورة مشابهة على اللجنة نفسها ولم تثر أقواله انتباها. ترى في هذه المرة متآلفة مع ضغوط تستعملها ادارة اوباما على اسرائيل، واستمرارا لصلة تحاول الادارة خلقها بين التقدم في المسيرة السلمية وعلاج القضية الايرانية.

        يصعب في الحقيقة ان نرى كيف يساعد التقدم في مسيرة السلام على وقت التهديد الذري الايراني. من المحقق ان ايران لن تتخلى من سعيها الى السلاح الذري الذي لا يتعلق بالقضية الفلسطينية. بل ان التأثير قد يكون في الاتجاه المعاكس خاصة: لان ايران تعارض تسويات للقضيتين الفلسطينية والسورية، فانها قد تحاول ان تستعمل تأثيرها على المنظمتين المرعيتين حزب الله وحماس لتعويق المسيرة السياسية.

        يصعب ان نفترض ايضا ان التقدم في المسار الفلسطيني سيجعل المعسكر الاسلامي – العربي المعتدل يتحد ويعمل في مواجهة التهديد الايراني، برغم انه قلق جدا من سيناريو كون ايران ذرية. فالعالم العربي يتميز بالضعف والشقاق ولو كان قادرا على العمل المشترك في مواجهة ايران لما انتظر التقدم في القضية الفلسطينية.

        وثم تقدير يتعلق بالجدول الزمني. فالمتفائلون ايضا لا يتوقعون احراز شق طريق سريعا في القضية الفلسطينية. ولما كانت الجماعة الاستخبارية الامريكية ايضا تقدر ان ايران من وجهة تقنية، تستطيع انتاج قنبلة ذرية اولى في غضون نحو من سنة فان التقدم في القضية الفلسطينية لن يقف ايران. ولا يتكلم باتريوس ايضا على وقف حصول ايران على القدرة الذرية بل عن اضعاف سياستها العسكرية.

        في نهاية الامر ستنشىء تسوية للقضية الفلسطينية جوا افضل بين اسرائيل والدول العربية المعتدلة وبينها وبين الولايات المتحدة، وقد تساعد شيئا ما في عزل ايران في المنطقة. لكن يحسن ألا توهم ادارة اوباما نفسها. فالشارع العربي لا يحب الولايات المتحدة، حتى عند صديقاتها في المنطقة لعدة اسباب، علاقتها بالمشكلة الفلسطينية وباسرائيل واحدة منها فقط. لن تحل تسوية فلسطينية اسرائيلية مشكلات الولايات المتحدة مع ايران والعراق وافغانستان والقاعدة.