خبر رجل الأونروا الذي هاجم إسرائيل...« جون غينغ » من غزّة إلى بيروت

الساعة 08:11 ص|23 مارس 2010

رجل الأونروا الذي هاجم إسرائيل..."جون غينغ" من غزّة إلى بيروت

فلسطين اليوم: الأخبار اللبنانية

هو الشجاع الذي لم يستجب إلا لضميره. هو مدير عمليات الأونروا في غزة، جون غينغ، الذي وصل إلى بيروت لتسلّم تبرعات تلامذة لبنان. وفي المخيّمات طمأن إلى "أن المسافة من غزة إلى بيروت قصيرة لا تتعدى 250 كلم"، على أمل اللقاء "في القدس إن شاء الله"، كما قال.

 

"كيفها غزة؟" تسأل إحدى المسنّات الفلسطينيات في جمعية "الشيخوخة السعيدة" في مخيم برج البراجنة، الزائر الآتي من قطاع غزّة المحاصر، مدير العمليات في الأونروا هناك جون غينغ، مردفة سؤالها برشق من الأسئلة: "أختي عايشة هناك، رح ترجعوا تعمّروا القطاع؟". كان لا بد بداية من ترجمة فورية قام بها للضيف، محمد خالد، مدير الأونروا في بيروت. يجيب غينغ بلهجة عربية مكسّرة: "إن شاء الله".

 

 لا يشفي الجواب غليل السيدة، فتضيف "إسرائيل ما بتحترم حقوق الإنسان، بان كي مون كان بغزة بيحكي بس ما بيعمل إشي" تقول المسنّة. يجيبها غينغ ضاحكاً بالإنكليزية هذه المرة، في محاولة لإرضائها "إذا كان هو لا يفعل شيئاً، فنحن نقول ونفعل".

 

هكذا، بدأ جون غينغ أمس زيارته إلى لبنان، لتسلّم شيك مالي عبر وزارة التربية تبرع به تلامذة مدارس لبنان الرسمية والخاصة لأطفال غزة. وأولى محطاته كانت جولة في مخيم البرج. ومع أن شهرته طبقت الآفاق حين جاهر من غزة التي كانت تتعرض لأبشع أنواع الإعتداءات بموقف إلى جانب ضحاياها، في موقف عزّ نظيره لموظف أممي، إلا أن أبناء المخيّم لم يتعرّفوا حقاً على الزائر الذي كانت نسوة المخيم يسمّينه في حرب غزة "الزلمي بالأونروا اللي هاجم إسرائيل".

 

فخارج الشاشة، كان مجرد "أجنبي آخر" يجول في مخيّمهم. لذلك، تولى محمد خالد التعريف "زائرنا اليوم من غزة وهو جون غينغ مدير عمليات الأونروا هناك". اليوم، حلّ "اللي هاجم إسرائيل" في مخيماتهم التي قارنها بنظيرتها في غزة: "الشوارع هناك أوسع من هنا"، قال. بعد المخيم توجّه غينغ إلى مدرسة اليرموك في منطقة العنّان. على الطريق شاهد الرجل أعلاماً لحزب الله، فسأل: "أين نحن"؟ يجيبه خالد: "أنت في الضاحية حيث مناطق نفوذ حزب الله"، يجيب غينغ مبتسماً: "الآن شعرت بأمان".

 

 زيارته المخيم مثّلت له "صدمة"، قال لـ"الأخبار": "صُدمت لرؤيتي طريقة العيش فيه". في مدرسة اليرموك زار الصفوف الابتدائية، التي سمع من الأطفال فيها "ما يدهش"، كما قال. هنا تقف فرح من الصف الرابع ابتدائي لتطالب "بإعادة إعمار غزة"، تغار صديقتها لتقول: "أنا مستعدة لأتبّرع بدمي من أجل غزة". يعدهما غينغ بحمل رسائلهما إلى أطفال غزة. ثم جلس غينغ مع إدارة المدرسة في انتظار وصول "مناقيش الزعتر". وفي الانتظار، تحدث عن سياسته "هناك"، فهو يعمل على تعليم أطفال غزة أن "سياسة العصا في المدارس، التي ترمز إلى الخوف، لا تنفع، يجب أن نعلّم الأطفال كيف يفكرون ليتعلموا كيف يواجهون، وخصوصاً إذا رأوا دبابة إسرائيلية تقتحم منازلهم".

 

هكذا، جلس الأساتذة للاستماع إلى الرجل الذي أدهشهم بشجاعته المستمرة. تحرك الموظف الأممي غير الدبلوماسي، ليؤكد ما كانت إسرائيل تنفيه دائماً حينها، بأنها لم تكن تعلم بوجود مدنيين في المدارس التي قصفتها. غينغ طالب خلال الحرب بتحقيق دولي وذلك لامتلاكه "الأدلّة ومشاهدتي بأمّ العين الواقع على الأرض" كما قال لـ"الأخبار". مواقف كان أشد ما يكون بحاجتها أبناء غزة خلال الحرب التي شنّت عليهم، هذه المواقف لم تعجب إسرائيل فشنّت عليه وسائل الإعلام العبرية حينها حملة تشككت بحياديته كموظف أممي.