خبر واشنطن تقر بهزيمتها أمام الضغوط الإسرائيلية وتفتح أبوابها غداً لنتنياهو.

الساعة 04:50 م|22 مارس 2010

فلسطين اليوم – وكالات

في ما يبدو أنه هزيمة سياسية جديدة لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام الحكومة الإسرائيلية برئاسة المتطرف بنيامين نتنياهو، أعلن أن لقاءً بين الرجلين سيعقد غداً الثلاثاء في البيت الأبيض، برغم الصفعة الجديدة التي وجهها نتنياهو إلى الإدارة الأميركية، عندما استقبل المبعوث الرئاسي جورج ميتشل بالإعلان أنّ الاستيطان اليهودي في القدس الشرقية المحتلة هو مثل الاستيطان في تل أبيب، وهو سيستمر «كما كان خلال الأعوام الاثنين والأربعين الماضية»، وفي ظل الحملة العسكرية الإسرائيلية المتجددة على الفلسطينيين التي أدت إلى سقوط أربعة شهداء في الضفة الغربية المحتلة وعشرات الجرحى في قطاع غزة، والتي لم تمنع الجانبين الأميركي والإسرائيلي عن التحدث عن احتمال استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية هذا الأسبوع.

وفي مؤشر على أن نتنياهو فاز في التحدي الأخير مع الإدارة الأميركية وأخرج إسرائيل من ما وصف بأنه واحدة من أسوأ الأزمات في تاريخ العلاقات الثنائية بين الدولتين الحليفتين، أعلن في تل أبيب ان رئيس الحكومة تسلم من ميتشل مساء أمس دعوة للقاء أوباما غداً، فيما أكدت مصادر إسرائيلية أن جدول أعمال زيارته لواشنطن بات حافلاً باللقاءات الرسمية مع مسؤولي الإدارة الأميركية، ومن بينهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ونائب الرئيس جو بايدن، إلى جانب اللقاءات الأخرى التي سيعقدها مع أعضاء في الكونغرس على هامش مشاركته اليوم في أعمال اللوبي الصهيوني «إيباك».

واستبق نتنياهو لقاءه مع ميتشل، بالإعلان عن أنّ البناء في مستوطنات القدس الشرقية سيستمر مثله مثل البناء في تل أبيب. وقال نتنياهو، خلال الجلسة الأسبوعية لحكومته، إنّ «سياستنا في ما يتعلق بالقدس هي السياسة نفسها التي اتبعتها حكومات إسرائيل في الأعوام الاثنين والأربعين الماضية ولن تتغير. وبالنسبة لنا فإن البناء في القدس مثله مثل البناء في تل أبيب»، مشيراً إلى أنّ «هذه هي الأمور التي أوضحناها بشكل لا لبس فيه للإدارة الأميركية».

واعتبر أنّ «ثمة أهمية كبيرة لقول هذه الأمور وعدم إبقائها مجرد تحليلات وتكهنات، ولذلك بادرتُ إلى توجيه رسالة خطية إلى وزيرة الخارجية (كلينتون) لكي تكون الأمور واضحة ومباشرة». وأضاف: «لقد عبرت عن هذه المواقف بعدما تشاورت مع جميع زملائي الوزراء في الهيئة السباعية، وقد تم إقرارها بالإجماع. وأعتقد أنّ الموقف الإسرائيلي واضح جداً، وسيكون واضحاً أيضاً خلال زيارتي للعاصمة الأميركية».  

ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن أربعة وزراء في الحكومة الإسرائيلية أنّ نتنياهو تعهد بتأجيل خطة بناء 1600 وحدة سكنية في مستوطنة «رامات شلومو» في القدس الشرقية، من دون إلغاء القرار، وتقديم «بادرات حسن نية» للسلطة الفلسطينية، كإطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين، فيما نقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤولين في مكتب رئاسة الحكومة الإسرائيلية أنّ نتنياهو وافق أيضاً على رفع جزئي للحصار المفروض على قطاع غزة، عبر السماح بإدخال مواد بناء إلى القطاع بواسطة الأمم المتحدة.

وبحسب «هآرتس» فإنّ نتنياهو رفض إلغاء قرار البناء في «رامات شلومو» لكنه وعد بإيجاد» نظام مراقبة وسيطرة، يمنع حدوث إعلانات شبيهة في المستقبل». وأضافت الصحيفة أنّ وزير الداخلية الإسرائيلي إيلي يشاي أصدر في هذا الإطار قراراً بإرجاء المصادقة النهائية على مخطط البناء في «رامات شلومو» إلى حين انتهاء فترة تعليق البناء في مستوطنات الضفة الغربية في أيلول المقبل، في وقت ذكرت صحيفة «معاريف» أن رئيس الحكومة الإسرائيلي صادق سراً الشهر الماضي على بناء 20 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة «كفار عتصيون» الواقعة بين القدس الشرقية ومدينة الخليل، وذلك في إطار اتفاق مع قادة المستوطنين.

وفي هذا السياق، اعتبرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن «الكرة الأميركية، بعد انتهاء الأزمة مع إسرائيل، تتدحرج الآن نحو الملعب الفلسطيني»، مشيرة إلى أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما سيدعو قريباً الرئيس الفلسطيني محمود عباس كي يحثه على الدفع قدماً بالمفاوضات مع إسرائيل».

إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ميتشل قوله، في ختام لقائه مع وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك في تل أبيب، إن «العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة قوية ومتواصلة. والتزامنا بأمن إسرائيل لا يمكن زعزعته»، مشيراً إلى أنّ «الهدف المشترك لنا جميعاً هو استئناف المفاوضات في أجواء تمكن من انتهائها باتفاق ينهي الصراع ويحل قضايا الحل الدائم للاتفاق الدائم».

ومن المتوقع أن يتوجه ميتشل اليوم إلى عمّان حيث سيجري محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي تلقى مساءً أمس اتصالاً هاتفياً من كلينتون.