خبر هارتس تفند روايات جنود قتلوا 4 فلسطينيين خلال اليومين الماضيين

الساعة 04:25 م|22 مارس 2010

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

أعلنت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، اليوم، أنه تجمعت لديها «شهادات لجنود إسرائيليين ومواطنين فلسطينيين تضع علامات استفهام حول سلوك الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا أربعة فلسطينيين في الضفة الغربية خلال اليومين الماضيين». وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي «يجري تحقيقاً داخلياً حول حادثتي مقتل الفلسطينيين الأربعة بنيران جنود، ويبدو أنه لا مفر من فتح الشرطة العسكرية تحقيقاً في إحداهما على الأقل».

ولفتت الصحيفة إلى أن «الفلسطينيين الأربعة لم يكونوا مسلحين». ونشرت رواية لتسلسل الأحداث التي انتهت بمقتل الفلسطينيين، وقالت إن «آفري ران، وهو مستوطن من البؤرة الاستيطانية العشوائية غدعونيم، ويعتبر قائد شبيبة التلال في المنطقة، شاهد الشابين الفلسطينيين في منطقة يشترط الجيش الإسرائيلي عبور الفلسطينيين فيها بالحصول على تصريح مسبق. واستدعى ران مركز الأمن في البؤر الاستيطانية العشوائية في المنطقة الذي توجه بدوره إلى الجيش. بعدها وصلت إلى المكان سيارة جيب عسكرية من نوع هامر بداخلها أربعة جنود بقيادة رقيب. وأوقف الجنود الشابين الفلسطينيين وصادروا منهما منكوشين كانا بحوزتهما».

لكن «هآرتس» أشارت إلى أن رواية أخرى تحدثت عن أن «مركز أمن البؤر الاستيطانية هو الذي أوقف الفلسطينيين وصادر منهما الأداتين الزراعيتين». وأضافت أن «الشابين الفلسطينيين قالا إنهما يبحثان عن معادن قرب قناة ماء في المنطقة بهدف بيع المعادن. وطلب الرقيب من الفلسطينيين بطاقتي هويتيهما ودقق عبر جهاز الاتصال اللاسلكي في أرقام هويتيهما. وفي هذه الأثناء، أوقف الشابان عند جانب الطريق وكان الجنود يحرسونهما».

ووفقاً لشهادة الرقيب، فإنه سمع بعد مرور 40 دقيقة أحد الشابين الفلسطينيين «يتمتم كلاماً بدا له أنه صلاة بالعربية. وبعد ذلك قفز الفلسطينيان عليه من الخلف ومن مسافة قريبة. وقال الجنود إن الفلسطيني رفع زجاجة تناولها من الأرض وحاول مهاجمة الرقيب الذي التفت نحوه وأطلق عليه عدة أعيرة نارية وأرداه قتيلاً. وجرى الشاب الفلسطيني الثاني باتجاه الرقيب وأطلق النار عليه وقتله أيضاً. وأشار الجنود إلى أنه كان يمسك بيده حقنة تناولها عن الأرض».

ونقلت الصحيفة عن ضابط رفيع المستوى في ما يسمى قيادة الجبهة الوسطى للجيش الإسرائيلي قوله إن «الشابين الفلسطينيين كانا شخصين عاديين وليسا مسلحين أو مهاجمين، والجنود أوقفوهما للتفتيش ولم يعرفوهما على أنهما معتقلان. لذلك لم يقيدوهما وسمحوا لهما بالشرب والأجواء كانت هادئة». وأضاف «نحن لا نعرف ما الذي حدث بالضبط. لكن على ما يبدو أن الفلسطيني قرر مهاجمة الرقيب وليس واضحاً ما إذا كان (الفلسطيني) الثاني قد جرى خوفاً أم أنه رأى صديقه مصاباً وأراد مساعدته في الهجوم على الرقيب».

وتابع الضابط أنه «وفقاً للتحقيق الأولي، فإن الرقيب أطلق خمسة أعيرة نارية على كل من الشابين، وقد أحضرنا خبراء من مختبر التحقيق الجنائي الذي فحص الجثتين، وتبين من التحقيق الأولي أنه لم يكن هناك اهتياج. ومن وجهة نظر الرقيب هما هاجماه، وأنا لا يمكنني أن أتوقع أن يُهاجَم من مسافة بضعة أمتار ولا يدافع عن نفسه». وأضاف أن «التحقيق الذي نجريه سيركز على سبب حدوث وضع كهذا، وهل كان بالإمكان منع حادثة انتهت بقتل شخصين غير مسلحين». ورغم ذلك، «فإننا لا نشتبه بأنه كان هنا ترجيح رأي غير معقول للبدء في إطلاق النار، وفي حالات أخرى عندما اعتقدنا الأمر كذلك عملنا فوراً على إقصاء الضالعين بذلك».

وخلافاً لأقوال الضابط، قال ضابط آخر من قيادة الجبهة الوسطى للجيش الإسرائيلي لـ«هآرتس» إنه «من التحقيق الأولي لا يبدو أنه كان هناك خطر حقيقي على حياة الرقيب الذي أطلق النار على الفلسطينيين». وأضافت أن «الجيش الإسرائيلي نفى رسمياً تقارير أولية مصدرها جنود ومستوطنون جاء فيها أن الفلسطينيين هاجما الجنود بالأداتين الزراعيتين اللتين صودرتا من الفلسطينيين فور توقيفهما».

من جهة ثانية، نقلت «هآرتس» عن رئيس المجلس المحلي لقرية عورتا حسن عواد قوله إن «القتيلين الفلسطينيين كانا يقومان بأعمال زراعية في أرض تابعة لعائلتيهما قرب القرية ولم يعتديا على أحد».

وفي موازاة التحقيق في مقتل الشابين من عورتا، يجري التحقيق في مقتل الفتيين قادوس من قرية عراق بورين، اللذين قتلا بنيران جنود الكتيبة الإسرائيلية «نحشون» أول من أمس. وأشارت «هآرتس» إلى أنه «فيما يدّعي الجيش أن الفتيين قتلا جراء إطلاق أعيرة مطاطية عليهما، يؤكد المواطنون الفلسطينيون ومنظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية على أنهما قُتلا جراء إطلاق أعيرة نارية حية عليهما».

ومرر مستشفى «رفيديا» في نابلس صور أشعة إلى الجيش تظهر بوضوح وجود عيار في رأس أحد الفتيين. في المقابل، فإن الجنود الإسرائيليين أكدوا أنه «أُطلق النار نحو الفتى من مسافة 70 متراً». وشددت «هآرتس» على أنه «ليس ممكناً أن يدخل عيار مطاطي برأس إنسان بعد إطلاقه من مسافة 70 متراً ما يؤكد أن الجنود أطلقوا أعيرة نارية حية». وأضافت أن «خبراء إسرائيليين عثروا في موقع إطلاق النار على مخلّفات ذخيرة حية». وقال الضابط الإسرائيلي الرفيع المستوى إن «هاتين الحادثتين تثيران قلقاً لدى سلطات الجيش».