خبر قرار ظلامي في عسقلان -هآرتس

الساعة 09:28 ص|22 مارس 2010

بقلم: أسرة التحرير

دون ذرة خجل صادقت أمس حكومة اسرائيل على قرار ما كان ليتخذ في أي دولة متنورة في العالم: بناء قسم جديد ومحصن لمستشفى برزيلاي في عسقلان في نطاق بعيد عن الموقع الاصلي، بسبب الاعتقاد بانه في هذا الموقع الاصلي توجد قبور عتيقة.

بسبب هذه القبور تأجل اقامة القسم لسنتين، والبناء سيتأخر لسنة أخرى ودافع الضرائب سيضطر الى دفع 135 مليون شيكل زائدة اخرى. تهديد نائب وزير الصحة يعقوب ليتسمان من يهودت هتوراة بالاستقالة اذا لم ينقل المبنى الى الموقع الجديد أثر على الحكومة، التي اتخذت القرار بأغلبية طفيفة.

بعد ان شق في تل ابيب طريق على أكواخ قديمة، وتطوير طريق رقم 6 وطرق حيوية اخرى تأجل بسبب خوف القبور – اضيف الان القسم الجديد هذا من مستشفى برزيلاي الى اقامة المواقع التي انتصر فيها الدين على الدولة، المعتقد على المنطق واحزاب الاقلية الاصولية على الاغلبية العلمانية في اسرائيل. ويشرح ليتسمان اصراره على معتقده الديني، ولكن لا يمكن بأي حال قبول خضوع الحكومة لضغوطه. وسجلت حكومة اسرائيل أمس رقما قياسيا آخر في الانبطاح امام الجمهور الاصولي الذي ينجح المرة تلو الاخرى في أن يفرض معتقدات ظلامية على الاغلبية في اسرائيل التي تدعي بأنها متنورة وعلمانية.

لم يكن هناك اي سبب يدعو الى تأجيل اقامة القسم الجديد في المستشفى، الذي يوجد في السنوات الاخيرة في عين العاصفة عقب اطلاق الصواريخ من قطاع غزة، ويقدم المساعدة الطبية لعشرات آلاف من سكان المحيط. كما انه لم يكن هناك اي سبب يدعو الى رفع كلفة المشروع. بينما ضغط المستوى المهني في وزارة الصحة، وعلى رأسه مدير عام الوزارة د. ايتان حي – عام ، الذي رفع أمس استقالته في اعقاب القرار، لاقامة القسم الجديد في صيغته الاصلية، خضعت الحكومة لضغوط الاصوليين وبذرت المال والوقت الغاليين. المسؤولية عن ذلك تقع على عاتق كل اعضائها.

في قرارها أمس لم تصادق الحكومة فقط على نقل القسم في مستشفى برزيلاي، بل انها صادقت من جديد ايضا على التمييز الذي يقضي بأنه خلف التظاهر بالتنور والانفتاح يوجد في  اسرائيل مجتمع ذو مؤشرات أصولية لا تشهدها اي ديمقراطية غربية. على الحكومة ان تجري بحثا اضافيا في قرارها وان تلغيه.