خبر محللون : إسرائيل تستدرج الفلسطينيين للمواجهة لكي تتهرب من الضغط الدولي

الساعة 12:40 م|21 مارس 2010

فلسطين اليوم: خاص

على الرغم من التصعيد الإسرائيلي الكبير على المقدسات الإسلامية والإصرار على توسيع الاستيطان وعمليات القتل ضد الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية، والذي جوبه بموجة من الاحتجاجات الفلسطينية في كل المدن الفلسطينية القدس والضفة الغربية وغزة، إلا أن مجموعة من المحليين السياسيين أجمعوا على أن هذه الموجة من الاحتجاجات ستذوب بعد وقت قليل ولن ترتقي لانتفاضة ثالثة، لأي الموقف الفلسطيني المنقسم في الضفة والقطاع لا يرغب في ذلك فيما إسرائيل تصر على إجبار الفلسطينيين لموجة من الصراع المسلح للتهرب من الضغوط الدولية التي تلاحقهم والتي كان آخرها قرار الرباعية الدولية.

فقد أكد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل لـ فلسطين اليوم:" إن إمكانية اندلاع انتفاضة ثالثة أمر مستبعد لسببين أولهما أن الانقسام الفلسطيني من جهة، ووضع القوى الفلسطينية التي لا تعاني من انقسام فحسب وإنما من فقدان الثقة فيما بينها وكل جهة تخشى الأخرى على أن تتحول الانتفاضة ضد الاحتلال إلى مواجهات داخلية. فيما السبب الآخر وهو قناعة السلطة الفلسطينية التي تقودها حركة "فتح" بالعمل السياسي والدبلوماسي في ظل وجود قرارات دولية داعمة للقضية الفلسطينية والتي آخرها الرباعية، الأمر الذي يجعلها تستغل هذا المناخ الدولي لمصلحة القضية الفلسطينية بعيداً عن أجواء الصراع التي تحاول إسرائيل افتعاله.

وأوضح عوكل أن الوضع العربي الرسمي منقسم وضعيف والخلافات بينهم قوية خصوصاً فيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني.

وأكد على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني كأولوية كي يتم رفع الحجة عن العرب والغرب الذين يعتبرون الانقسام الفلسطيني مشكلة نيل الفلسطينيين حقوقهم.

ووافق عامر عامر المحلل السياسي للشؤون الإسرائيلية المحلل عوكل الرأي فيما يتعلق بأن الانقسام الفلسطيني هو بلاء لابد من التخلص منه بمصالحة ووحدة وطنية لمواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي. كما استبعد حدوث انتفاضة ثالثة مؤكداً ان الذي يجري هو احتجاجات عفوية وشعبية تعبر عن موقف الشارع الفلسطيني إزاء الاستفزازات الإجرامية الإسرائيلية.

وفيما يتعلق بالتصعيد الإسرائيلي في نابلس في ظل زيارة المدير العام للأمم المتحدة للأراضي الفلسطينية بان كي مون، قال عامر لـ فلسطين اليوم:" إن التصعيد في نابلس هو إشارة إضافية إلى أن إسرائيل لا تكترث لأي موقف دولي أو أي زائر أجنبي، ولتؤكد بأنها مستمرة في مواقفها المتصلبة خاصة الاستيطان، وتستخدم كل أدوات العنف والتنكيل ضد الفلسطينيين كما يجري في الضفة وغزة."

وأضاف أن المطلوب من الأسرة الدولية إعادة النظر في مواقف إسرائيل واتخاذ إجراءات ملموسة لتغيير مواقفها تجاه الفلسطينيين.

وفي السياق ذاته رأى المحلل السياسي رأفت حمدونة أنه لا أحد من الأطراف له مصلحة في اندلاع انتفاضة ثالثة، لأن صورة دولة الاحتلال غير مشرقة أمام العالم.

وقال لـ فلسطين اليوم:"أن التخطيط اليوم أن تكون الانتفاضة شعبية بالحجارة كالانتفاضة الأولى التي حققت الكثير على المستوى الإعلامي والسياسي للشعب الفلسطيني."

وأوضح أن المستوى الرسمي في رام الله مع الاحتجاج الشعبي بحيث لا يرتقي لانتفاضة جديدة، فيما الموقف في غزة مشابه حيث خصص يوم الثلاثاء الماضي يوم غضب على الجرائم الإسرائيلية في المقدسات. موضحاً أنه حتى لو تطور الأمر لمواجهة مسلحة فإن المتأثر هي الضفة الغربية وليست غزة.

ووافق حمدونة عامر وعوكل فيما يتعلق بأن الانقسام يعيق اتخاذ قرار فلسطيني لمواجهة الاحتلال.

وأوضح أن "غزة" لها مشروعها والضفة لها مشروعها على حساب المقدسات والمشروع الوطني.