خبر مجددا..فخ العمالة ينتظر مرضى غزة على حاجز بيت حانون

الساعة 05:35 ص|21 مارس 2010

فلسطين اليوم-القدس المحلية

رغم الحالة المرضية التي يصاب بها المواطن الغزي تحت الحصار المتواصل وقلة إمكانيات العلاج إلا أن ذلك كله لم يشفع له أمام محاولة ضباط مخابرات اسرائيل إيقاعه بشباك العمالة مقابل السماح له بالعلاج أو حتى السفر عبر بيت حانون ، وبذلك يسجل الاحتلال أعلى انتهاك لحق المريض في تلقي العلاج.

 

" خليل " واحد ممن تعرض للمحاولة ، قال: اتبعت الإجراءات المطلوبة من أجل السماح لي بالسفر للعلاج في الأردن فتم استدعائي لإجراء المقابلة قبل السفر على معبر بيت حانون ، وطلب الاحتلال مني بشكل مباشر تقديم معلومات مقابل تسهيل سفري، فرفضت بشكل مطلق رغم المحاولات المتكررة ، مما جعلهم يرفضون السماح لي بالسفر ، رغم حاجته للعلاج لإضافة صمام صناعي للمثانة.

 

وقد توجه لمراكز حقوق الإنسان في غزة وبعد اتصالات تم السماح له بالسفر مع تهديده بأنه حينما يعود لغزة سيكون على موعد للقاء آخر ، وهذا ما جعله يسافر بعد العلاج في الأردن عن طريق مصر للوصول إلى غزة.

 

وقال المحامي في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان رأفت صالحة أن المعايير الدولية لحقوق الإنسان تضمنت حق المواطن في حرية التنقل، كما شددت على حق الإنسان في تلقي العناية الطبية.

 

وأردف قائلاً: في غزة توجد ظروف خاصة نتيجة العدوان وتواصل الحصار ادت الى وجود مئات من المرضى بحاجة إلى تلقي العلاج خارج قطاع غزة سواء في الأردن، أو مصر، أو في مستشفيات مناطق 48 .

 

ونوه إلى أن الاحتلال يعمل على استفزاز المريض بدون اعتبار لمرضه فيطلب منه التعاون معه للسماح له بالسفر والعلاج، أو إنه سيحرم من هذا الحق

 

وبين أن كثيرا من الحالات المرضية يتم رفضها بحجج أمنية وانتهاك لحقوق الإنسان وبعض المرضى يتم إرسال عناصر المخابرات للتحقيق معهم في المستشفى وفي حالة رفض المريض يحرم من استكمال علاجه .

 

أما المريض جميل فلم يكن بحال أفضل من سابقه حيث تم منعه من السفر للعلاج في مستشفيات الداخل لرفضه التعامل اذ تعرض لعملية ابتزاز وصفها بغير أخلاقية وتمت مقابلته في معبر بيت حانون، وحينما رفض التعامل تم رفض أوراقه، وعدم السماح له بالعلاج من مرض بالكلى.

 

وكثيرة هي الحالات المرضية التي توفيت نتيجة منعها من السفر لتلقي العلاج لرفض التعامل

 

وذكر مدير الإسعاف والطوارئ الدكتور معاوية حسنين أن ملف العلاج بالخارج يواجه الكثير من العقبات، رغم وجود بعض التسهيلات من الأردن ومصر لتحويل المرضى إلا أن الاحتلال يقف عقبة أمام سفر المرضى خاصة حينما يتم الحديث عن السفر عبر معبر بيت حانون "إيرز".

 

ولفت إلى أن الاحتلال يهدف بشكل متواصل إلى عدم تطوير الجانب الصحي لقطاع غزة مما جعل الخدمات في السابق لا ترتقي لطموحات وحاجة قطاع غزة وجعل المرضى بحاجة لتحويلات العلاج في الخارج ، واضاف أن الاحتلال يسعى إلى استنزاف الأموال الفلسطينية من خلال العلاج في مستشفياته التي تكلف أكبر بكثير من العلاج في أمريكا وبريطانيا مع انه بدأ بتقليص عدد المرضى من 150 إلى 75 حالة ثم إلى حالات قليلة جدا قد تصل إلى حالتين فقط باليوم ورفض عديد من الحالات تقدر بنحو 80% من المرضى .

 

وبين أن تكلفة العلاج بالخارج تقدر سنويا بنحو 3 مليون دولار، رغم ان الوزارة تسعى إلى تطوير الكادر الطبي والعمل على توفير أجهزة قسطرة القلب وإجراء جراحة قلب مفتوح، ووحدة زراعة الكلى، وزرع قرنية للعين .

 

وأردف قائلاً: نسعى إلى تقديم خدمات طبية يتم من خلالها تقليل العلاج بالخارج من خلال بناء مستشفى جديدة في المنطقة الوسطى ويكون متقدما في خدماته ونعمل على أن ننهي العلاج في المستشفيات الإسرائيلية وأن نستبدلها بالعلاج في مصر والأردن ، وعبر عن رغبته بالتعاون مع مصر لتوفير العلاج لقطاع غزة .

 

وحول الإجراءات المتبعة من قبل الداخلية ذكر الناطق باسمها المهندس إيهاب الغصين، أن الوزارة كثيرا ما أصدرت تصريحات تتعلق بتوعية وخطورة هذا الموضوع خاصة في ظل محاولات متكررة من قبل الاحتلال لأخذ معلومات من المرضى تتعلق بالوضع الفلسطيني.

 

وبين أن الاحتلال يستخدم أساليب مخالفة لكافة حقوق الإنسان خاصة حينما يتعلق ذلك بالمريض، موضحا أن الوزارة تعمل على التواصل مع المرضى أصحاب العلاج خارج قطاع غزة وتوعيتهم حول محاولة الاحتلال إيقاعهم في شباك العمالة.

 

وقال: يوجد تواصل مع مراكز حقوق الإنسان إضافة للمرضى الذين يتم تعرضهم لهذه المحاولات والتحدث معهم ومعرفة التفاصيل عن الأمر ، علما باننا لا نستطيع منع المرضى من العلاج بالخارج نظرا لحالتهم الصحية وعدم توفر العلاج الكافي في قطاع غزة نتيجة للحصار .