خبر تحقيق صحافي: « المستعربون » يتدربون بالناصرة وضواحيها

الساعة 04:39 م|20 مارس 2010

تحقيق صحافي: "المستعربون" يتدربون بالناصرة وضواحيها

فلسطين اليوم: وكالات

عربية هي ملامحهم, وملابسهم, عاداتهم وتقاليدهم, يتقنون جميع اللهجات العربية.. يندسون بين المتظاهرين.. وما إن تحين الفرصة ينقضون على فريستهم بلا رحمة.. والنهاية في معظم الاحوال: جمع معلومات, اعتقال او تفريق متظاهرين.

 

يطلق عليهم الاحتلال الإسرائيلي اسم "مستعرفيم" ونعرفهم بالمستعربين.. وتنقسم هذه الوحدات إلى قسمين, قسم يعمل مع الشرطة والقسم الآخر مع الجيش وحرس الحدود.

 

بدأت وحدة المستعربين تعمل بشكل سري في البلدات العربية وفي القدس الشرقية المحتلة من اجل احباط ما يسمى"عمليات ارهابية" على حد وصفهم. واتسعت لتشمل بلدات عربية فلسطينية داخل الخط الأخضر, تضرب أهدافها خفية ودون أن يشعر بها احد.

 

طرق عمل المستعربين!!

 

ومن الصعب تمييزهم, الا ان افراد الشرطة وجنود الجيش في الجهة المقابلة يعرفونهم جيداً, حيث اندسوا بين المتظاهرين بالتنسيق معهم.

 

ينخرطون بين المتظاهرين, تجدهم الأكثر حماساً, ملثمون يحملون الأعلام الفلسطينية, ومنهم من يعمر الكوفية, او قلادات تحمل معاني وطنية ثورية.

 

يتقنون اللهجة العربية بتعددها, تراهم في معظم الأحيان بمجموعات 3-4, يحاولن قدر المستطاع جذب المتظاهرين نحو قوات الشرطة او الوصول الى مناطق مغلقة أو أزقة. عندما يحددون فريستهم ينقضون عليها, ويحرص واحداً من المستعربين على حماية المجموعة بسلاح ولا يتوانى عن إطلاق الرصاص الحي في حال الشعور"بالخطر".

 

 

تدريبات في الناصرة وضواحيها

 

وتسعى هذه الوحدة على إجراء التدريبات في الأحياء العربية الأكثر اكتظاظا, التي تتعدد بها اللهجات وخاصة في مدينة الناصرة وضواحيها.

 

 وأكد مصدر مطلع لمراسلنا أن وحدات المستعربين تعيش عند عائلات في مدينة الناصرة والمنطقة للتعرف على العادات والتقاليد, طريقة اللبس, وحتى التفكير لدراسة المجتمع العربي عن كثب, في محاولة لجمع معلومات والتصدي لأي مخطط يجده جهاز الأمن العام الشاباك "مشبوهاُ"..

 

ويقول احد أفراد الوحدة الذين شاركوا في الاعتقالات يوم الثلاثاء في القدس لصحيفة "يديعوت احرونوت":" ندرس المكان جيدا قبل تنفيذ المهمة وانماط اللباس بتفاصيل التفاصيل والتصرفات, وان في كل منطقة ثمة لهجة مختلفة, ويتطلب منا ملائمة انفسنا لتلك المنطقة".

 

دروس في صب القهوة وسوالفها

 

وبما ان المستعربين يجرون تدريباتهم في منطقة الناصرة, فمن الطبيعي ان تستعين "بخبرة" ابناء المنطقة, بحيث يقوم مواطن من قرية طرعان "الاسم محفوظ في ملف التحرير" بتعليم هذه الوحدة, اللغة العربية (لغة الشارع), والقصص البطولية والوطنية, حتى ان هذا "المواطن" يدرس المستعربين, كيفية صناعة القهوة, ارتشافها وسوالفها, ولا يكتفي بهذا فحسب بل ينفذ مهمات في بعض البلدات العربية مع وحدة المستعربين.

 

التحفظ والسرية عن هوياتهم في المحكمة

 

اما أمام المحكمة فهناك ايضا قوانين وأنظمة تختلف بكل ما يتعلق بالمستعربين, اذ تعمل الشرطة على إخفاء هوية أفراد الوحدة وتقدم أسماءهم والتفاصيل الأخرى المتعلقة بهم تحت ملف مواد سرية للمحكمة يطلع عليها القاضي, ولا يطلع عليها المتهم ومحاميه, وتوفر لهم الحماية التامة وتحرص على عدم تعرضهم للخطر من خلال كشف هويتهم.

 

ولكن ورغم التشديد الأمني وحرص الشرطة على إخفاء هويات وحدة المستعربين الا ان مواكبة الصحافة للحدث بالبث الحي والمباشر وعدسات الصحافيين مكنت من التقاط صور لوجوههم, ولا نستبعد ان يمشي احدنا في الشارع, السوق او الحارة ويقع نظره على احد تلك الوجوه الغبراء.