خبر غزة: أزمة انقطاع الكهرباء تتسبب بشل أعمال المنشآت الصناعية

الساعة 06:45 ص|20 مارس 2010

فلسطين اليوم-الأيام المحلية

دفعت أزمة انقطاع الكهرباء لفترات زمنية طويلة تصل في اليوم الواحد لأكثر من عشر ساعات بالعديد من أصحاب الورش والمنشآت الصناعية المختلفة إلى ربط أوقات عملهم بمواعيد وصول التيار الكهربائي إلى مواقع منشآتهم سواء كانت تلك المواعيد خلال فترة النهار أم الليل .

وطاولت أزمة انقطاع الكهرباء بالرغم من التباين القائم في انعكاساتها كافة شرائح المجتمع في قطاع غزة بما في ذلك أصحاب المهن المختلفة المعتمدة أنشطتها الإنتاجية على الكهرباء الذين اضطروا قسراً إلى ربط أوقات عملهم بمواعيد وصول التيار الكهربائي، الأمر الذي ترتب عليه حالة من الضوضاء العارمة، سيما وان العديد من هذه المنشآت تقع في مناطق سكنية .

وحول أثر هذه الأزمة على أعمال المهن المختلفة قال جمال الحداد الذي يمتلك هو وأشقاؤه منجرةً في حي الزيتون في مدينة غزة "بالرغم من عدم اكتراث سكان الحي بالضوضاء إلا أنني استأذن جيراني عندما اضطر إلى تشغيل منجرتي الواقعة في حي سكني، وذلك رغم أن غالبية سكان الحي كغيرهم في مختلف مناطق القطاع يعتمدون على تشغيل مولدات الكهرباء المنزلية ويتعايشون يومياً مع ضجيج أصوات هذه المولدات سواء في الأحياء السكنية التي يقيمون فيها أو في المنطقة التجارية التي يقصدونها".

وأوضح أن انبعاث صوت ماكينة النجارة في غير أوقات العمل لم يعد يلفت اهتمام المواطنين، لافتاً إلى أنه "لم يعد هناك فرق بين صوت مولدات الكهرباء التي يستمعون إلى ضجيجها المنبعث من شرفات ومداخل منازلهم أو سماعهم لضجيج الأصوات المنبعثة من ورش النجارة أو الحدادة القائمة قرب منازلهم".

وأكد الحداد أن انقطاع التيار الكهربائي في معظم أيام الأسبوع خلال فترة النهار شكل السبب الأساس لاضطراره تشغيل منجرته ليلا بمجرد عودة التيار، مبيناً أن طبيعة هذا النوع من الأعمال يصعب انجازها عبر الاعتماد على مولدات الكهرباء فتشغيل الماكينات المستخدمة في هذه المهن يتطلب قدرة كهربائية عالية .

أما المواطن عبد الستار جعرور، ويمتلك معملا لإنتاج البلوك، فأكد أن عدم انتظام مواعيد وصل وفصل التيار الكهربائي حال دون تمكنه من ملاءمة مواعيد عمله مع مواعيد وصول التيار الكهربائي .

وأوضح أن عدم انتظام هذه المواعيد تسبب أكثر من مرة في إلحاق أضرار وخسائر فادحة في عمله، مبيناً أن المواد الخام المجهزة لعملية إنتاج لبلوك "الاسمنت الممزوج بالماء والحصمة" تتطلب ضرورة تحويلها على ماكينة إنتاج البلوك قبل أن تتعرض للجفاف، وبالتالي فان فصل التيار الكهربائي لعدة ساعات متواصلة أدى أكثر من مرة إلى إتلاف كميات كبيرة من "خلطة البلوك".

وبين أن تشغيل مولدات الكهرباء ذات القدرة الكبيرة التي تتلاءم وتشغيل ماكينات إنتاج البلوك يعد أمراً مكلفاً، وفي ذات الوقت فان ثمن هذه المولدات مرتفع جداً ولا يستطيع غالبية أصحاب المصانع توفيره، منوهاً إلى أنه في اغلب الأحيان لا يستطيع تشغيل مولد الكهرباء الذي يمتلكه نظرا للضوضاء الذي يحدثها في أوقات الليل، أما خلال فترة النهار فيضطر إلى تشغيله كي لا يتعرض لخسارة كبيرة جراء تلف المواد الخام المجهزة لإنتاج البلوك .

ومع اشتداد أزمة انقطاع الكهرباء الآخذة بالتفاقم، منذ أن توقف الاتحاد الأوروبي في شهر تشرين الثاني الماضي عن تمويل كلفة شراء الوقود اللازم لتشغيل محطة كهرباء غزة، أصبحت الضوضاء الناجمة عن تشغيل مولدات الكهرباء في المنازل والورش سمة من سمات الحياة اليومية للمواطنين في قطاع غزة الذين عمدوا إلى ملاءمة أنشطتهم اليومية وفقا لمواعيد وصل وقطع التيار الكهربائي، وان كانت هذه المواعيد غير منتظمة في كثير من الأحيان.