خبر مناظرة بين « فتح » و« حماس » في الدوحة

الساعة 04:08 م|19 مارس 2010

فلسطين اليوم : غزة (وحدة المتابعة والرصد الإخباري)

لم تكن منصة «doha debates» مناظرة بكل ما للكلمة من معنى بين قياديين من «فتح» و«حماس». كانت أشبه بندوة مفتوحة لأسئلة الجماهير، تخللتها بعض الحماوة بين الضيوف الذين استضافتهم مؤسسة قطر «Qatar foundation».

كل من الضيوف الأربعة، الموزعين بالتساوي بين «فتح» و«حماس»، حرص على الإضاءة على نقطة معينة في مداخلة افتتاحية كانت محصورة بدقيقتين، وفق طلب مدير مناظرات الدوحة، الإعلامي البريطاني تيم سيباستيان.

القيادي الفتحاوي نبيل شعث افتتح المناظرة، التي جرت باللغة الإنكليزية، بمداخلة طوباوية عن مخاطر الانقسام على الشعب الفلسطيني، من دون أن ينسى التلميح إلى «طرف ثالث» يلعب في الداخل الفلسطيني، لكنه استدرك بأن الحق هو على الفلسطينيين أنفسهم، لو سمحوا لأنفسهم بأن يكونوا «وكلاء لأميركا وإيران»، مستثنياً القاهرة من أي دور باستثناء «الجهد الكبير الذي قامت به لتقديم الورقة المصرية»، التي شدد على ضرورة توقيعها قبل القمّة العربية، لأن «الوحدة ضرورية للاستقلال».

القيادي في «حماس»، محمد نزال، الذي كان ثاني المتحدثين، رمى الكرة في الملعب الأميركي والإسرائيلي والمصري، مشيراً إلى سببين حالا دون إتمام المصالحة إلى اليوم، الأول هو التدخّل الأميركي والإسرائيلي. والثاني هو الضغط الأميركي الذي جعل القاهرة تصر على توقيع اتفاق نهائي من دون أخذ تحفظات «حماس» بعين الاعتبار. نزال أضاف عبارة تشير إلى عودة الأمور إلى ما قبل الورقة المصرية، حين أشار إلى أن «الحل الوحيد للمستقبل هو الجلوس والحوار من دون شروط».

وكانت جهورية صوت نزال لافتة في القاعة، إذ كان يوحي بالحدة، ولا سيما بعدما حاول سباستيان استفزازه بالإشارة إلى الدور الإيراني والسوري أيضاً. فأصرّ على أن لا تدخل إيرانياًَ أو سورياً في قرارات «حماس»، مؤكّداً أن هذه «بروباغندا» تحاول «فتح» تسويقها، وتضيف قطر إلى الدولتين.

أما القيادي في «فتح» عبد الله عبد الله، فوضع نصب عينيه التركيز على «ضيق الفجوة» بين «حماس» و«فتح». ضيق الفجوة لم يحدث عبر الاتصالات أو الحوارات، بل بفضل التبديلات التي اعترت سياسة حركة «حماس». تبديلات، رأى عبد الله أنها قادت إلى اعتراف «حماس» باتفاق أوسلو بشكل غير مباشر، مشيراً إلى ارتكاز الحركة إلى الاتفاق في التقرير الذي قدمته رداً على غولدستون.

من على المنصة، لم يحدد عبد الله كيف كان الارتكاز، لكنه في لقاء مع «الأخبار» أوضح أن الحركة ذكرت اتفاق أوسلو مرتين في ردها على غولدستون، المرة الأولى حين شددت على ما يذكره الاتفاق من احترام للنواب المنتخبين في المجلس التشريعي، في إشارة إلى اغتيال النائب سعيد صيام. والمرة الثانية في الحدود البحرية الواردة في الاتفاقية.

تسجيل النقاط استمر من على المنصة، عندما تطرق عبد الله إلى منع «حماس» لإطلاق الصواريخ باعتبارها «تهديداً للمصلحة الوطنية»، مستنداً إلى تصريح للقيادي في «حماس» محمود الزهار، وإلى ورقة رفعها على المنبر وناولها إلى الضيف الرابع في المناظرة، القيادي في «حماس» أسامة حمدان.

وكانت الورقة عبارة عن صورة عن مرسوم صادر من «قائد الشرطة» أبو عبيدة الجراح إلى الفروع لملاحقة مطلقي الصواريخ ومحاسبتهم، من دون ورود اسم غزة فيها. عبد الله قال إن ممارسات «حماس» في ما يخص إطلاق الصواريخ والمقاومة المسلحة باتت قريبة مما توصلت إليه «فتح» لجهة «الكلفة العالية للمقاومة المسلّحة»، مشيراً إلى أن الحركة الإسلاميّة تتعلّم من «التجربة».

حمدان، الذي كان أبرز المتحدثين في المناظرة وأقدرهم على طرح وجهات النظر، سفّه ورقة عبد الله، على اعتبار أن «أي طالب ابتدائي قادر على تزويرها». ونسفها حين أشار إلى أنه لا وجود لمخابرات عامة في غزة، وهي العبارة التي كانت واردة في الورقة.

ووضع حمدان، في مداخلته، الإصبع على «الجرح الحقيقي» للانقسام الفلسطيني، حين أشار إلى أن الانقسام سياسي بالدرجة الأولى حول كيفية التعامل مع إسرائيل وتحرير الأرض. النقطة التي أثارها حمدان أوضحت أن القضية أعقد من ملاحظات على «الورقة المصريّة». و استبعد أن تؤدي أي مصالحة بين مصر وسوريا إلى مصالحة فلسطينية، مشيراً إلى أنها قد تسهّل، لكنها لن تكون حاسمة.