خبر القرضاوي يدخل على خط أزمة موقع « إسلام أون لاين »

الساعة 06:22 ص|19 مارس 2010

فلسطين اليوم-الشرق الأوسط

دخل الشيخ يوسف القرضاوي على خط أزمة موقع «إسلام أون لاين» بعد تصاعد الخلافات بين العاملين في مصر والإدارة في قطر، على خلفية قرار جمعية «البلاغ» الثقافية بوقف إطلاق المواد التحريرية من القاهرة، وفصل العاملين البالغ عددهم 338 عاملا وصحافيا وفنيا.

ويرأس القرضاوي جمعية «البلاغ» الثقافية المطلقة لموقع «إسلام أون لاين». وأعلنت حركة «صحافيون بلا حقوق» تضامنها مع المعتصمين من محرري الموقع، مطالبة الإدارة القطرية بالتراجع عن قرارها بإجبار العاملين على الاستقالة. وقرر القرضاوي، الذي يرأس أيضا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، تجميد مهام نائب رئيس مجلس الإدارة إبراهيم الأنصاري، وعلي العمادي مدير «جمعية البلاغ»، وتعيين الشيخة مريم آل ثاني في منصب القائم بأعمال مدير عام الجمعية، ومريم الهاجري للقيام بمهام مدير التقنية.

وأوضحت مصادر أن قرار القرضاوي جاء بالتجميد وليس بالعزل، إذ إنه لا يملك هذا القرار إلا بعقد جمعية عمومية، وهو ما سيحدث خلال أسبوعين.

وقالت مصادر من «إسلام أون لاين» إن قرار القرضاوي جاء للحفاظ على الموقع، مشيرة إلى أنه دعا إلى جمعية عمومية تعقد خلال أسبوعين لحسم الجدل المثار، وفض الاشتباك بين العاملين في القاهرة والإدارة في قطر. لكن محمد عبد الكريم، محامي شركة «ميديا إنترناشونال»، قال إن «القرضاوي ليس له صفة ولا علاقة له بالشركة المسؤولة عن محتوى الموقع، وبالتالي فإن القرارات الخاصة بجمعية (البلاغ) لا تؤثر على المفاوضات مع العاملين».

وأضاف عبد الكريم أن البعض يصور الأمر على أنه منافسة بين مصر وقطر للسيطرة على موقع «إسلام أون لاين»، وهو أمر غير صحيح، مشيرا إلى أن ما يحدث في مقر الشركة هو اختطاف لمقر الموقع.

لكن مصادر من العاملين أكدت ضرورة وقف المفاوضات إلى حين انتهاء البت في الأزمة، وانتظار الجمعية العمومية التي ستعقد خلال أسبوعين. وقالت المصادر ذاتها: «تلقينا اتصالا من مكتب الشيخ القرضاوي أول من أمس ليطمئننا على أن المشكلة في طريقها للحل».

وأضافت أن القرضاوي ربما لا يكون مسؤولا عن شركة «ميديا إنترناشونال»، لكنه عبر جمعية «البلاغ» يمول الشركة لإطلاق الموقع والكل يعرف ذلك. وأكد عادل القاضي، نائب رئيس تحرير الموقع لـ«الشرق الأوسط» استمرار العاملين في اعتصامهم إلى حين عودة إطلاق الموقع من القاهرة، مشيرا إلى أنه «منذ توقف بث الموضوعات من القاهرة وبثها من قطر، لا يوجد تحديث وهناك مواد يعاد نشرها نشرت قبل أسبوعين، إنه تخريب متعمد!».

وتوقف بث الموقع من القاهرة يوم الاثنين الماضي، ووقتها دخل العاملون في اعتصام، وكادت تحدث تسوية من خلال محامي الشركة الجديد محمد عبد الكريم، يقدم بموجبها العاملون استقالة جماعية مقابل تعويضات مادية، لكن موقف القرضاوي الأخير أعاد الأزمة إلى المربع الأول.

ويقول عاملون إنه منذ تغير مجلس الإدارة فإن المؤسسة بأكملها تشهد انهيارا بدأ بإغلاق قناة «أنا»، وقبل أيام أغلق موقعا «إسلاميون» و«عشرينات»، وهما من روافد موقع «إسلام أون لاين» الذي أنشئ قبل أكثر من 10 سنوات، واستطاع أن يحتل موقعا متقدما بالنسبة إلى المواقع الدينية التي تقدم الصورة الوسطية للإسلام. وأعلنت حركة «صحافيون بلا حقوق» تضامنها مع المعتصمين من محرري الموقع، وانتقدت الحركة الإجراءات التي تمارسها الإدارة القطرية، وتعتبرها انتهاكا لحرية الصحافة والرأي والتعبير، وقالت في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «لا يمكن تفسير تهديد محرري الموقع بالفصل، ومحاولات إجبارهم على الاستقالة بسبب إصرارهم على تنوع المادة الصحافية إلا بهذا الوصف المهذب نسبيا».

وجددت الحركة رفضها أي شكل من أشكال الرقابة على الصحافة الإلكترونية التي تلعب الآن دورا مهما في حركة التغيير والتنوير، ونشر الحقائق للرأي العام في مصر ومختلف أنحاء العالم.