خبر بعد الدفءالمحدود..الأردن يقرر قطع العلاقة مع حماس

الساعة 06:00 ص|19 مارس 2010

فلسطين اليوم-القدس العربي

تفيد معلومات اكدتها مصادر مطلعة في حماس ان المملكة الاردنية حسمت خياراتها وقررت قطع علاقتها مع الحركة، بعد ان عاد الدفء في العلاقة قليلا وبشكل سري بعد ازمة العام 1999.ويوم امس اعلنت مصادر في اوساط الحركة الاسلامية في الاردن في تصريحات نقلها 'المركز الفلسطيني للاعلام' الموالي لحماس عن قيام سلطات الامن في المملكة بشن حملة اعتقالات واستدعاءات واسعة طالت مناصري الحركة في الاردن.

وذكرت ان هذه الحملة طالت جامعي التبرعات لغزة وفلسطين، اضافة الى جملة من الكتاب والاعلاميين الذين قالت انهم دأبوا خلال الاشهر الماضية على الكتابة والدعوة لفتح علاقات بين الاردن وحركة حماس.

واكدت المصادر في حماس ان المخابرات الاردنية مارست 'ضغوطا كبيرة' على الاعلاميين الذين تم استدعاؤهم، كان من بينها استخدام اسلوب 'التوبيخ' لاجبارهم على التوقف عن الكتابة في هذا الاتجاه.

وبحسب المصادر فان عدد المعتقلين من مناصري الحركة بلغ 18 معتقلا حتى اللحظة، اضافةً الى الذين تم استدعاؤهم، ومن بينهم مرافق المهندس ابراهيم غوشة، عضو المكتب السياسي السابق في حماس.

ورأت حركة حماس التي سعت لعودة العلاقات المقطوعة مع المملكة ان هذا الاجراء يمثل 'جزءا من سياسة اردنية جديدة تجاه حماس والقضية الفلسطينية'.

وحاولت 'القدس العربي' الاستفسار اكثر عن الامر، واجرت اتصالا بالدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي في حماس، لكنه قال انه لا يستطيع ان يؤكد صحة وصدق ما ورد في التقرير، الا بعد التأكد منها بشكل كامل.

وكان الملك الاردني عبد الله الثاني قرر في العام 1999 وبشكل مفاجئ عدم السماح لقادة حماس الذين كانوا في زيارة لقطر من دخول اراضي المملكة، مما ادى وقتها الى قطع العلاقات التي كانت بين الطرفين، في تطور دل وقتها على تغيير الملك سياسة حكمه عن تلك التي كان ينتهجها والده.

وعادت العلاقة وتحسنت قليلا بين الطرفين بعد حادثة الطرد، حيت استقبلت عمان عددا من قادة حماس، وعاد قبل نحو العام ونصف محمد نزال عضو المكتب السياسي لحماس برفقة محمد نصر وهو ايضا عضو في المكتب السياسي، ليعقدا اجتماعات مع مسؤولين كبار في الاردن من بينهم مدير المخابرات السابق الفريق محمد الذهبي.

وشكل اللقاء وقتها فرصة فعلية لطي صفحة القطيعة والبدء في مرحلة جديدة اساسها التفاهم السياسي المتبادل بين الطرفين حول مجمل القضايا.

وعقب عودة 'الدفء' في العلاقات سمحت الاردن لخالد مشعل زعيم حماس بدخول ارضيها للمشاركة في تشييع جثمان والده.

وظلت العلاقة بين الطرفين المبنية على المد والجزر على حالها طوال الفترة الماضية، الى ان اعلنت حماس عن حسم المملكة خياراتها بقطع العلاقات معها بشكل نهائي.

وذكرت المصادر التي تحدثت يوم امس ان الاردن قطع علاقاته على المدى المنظور مع حماس بعد ان قرر الاستمرار والانسجام مع 'محور الاعتدال العربي'، والتقرب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وكانت الحركة عبرت اكثر من مرة عن املها في عودة علاقاتها مع الاردن، نافية ان تكون تشكل اي تهديد على امن المملكة، واعلن قادة الحركة انهم يرفضون مشروع 'الوطن البديل' للفلسطينيين في الاردن، وهو امر ايضا ترفضه السلطات الاردنية.

يشار الى ان العلاقات بين كل من الاردن وحماس كانت في احسن احوالها فترة حكم الملك الاردني السابق الحسين بن طلال، الذي سمح للحركة بفتح مكاتب لها في عمان، وهدد بقطع علاقاته مع اسرائيل على خلفية عملية الاغتيال الفاشلة التي نفذها 'الموساد' ضد خالد مشعل زعيم حركة حماس في العام 1997، والتي انتهت باستجابة اسرائيل لمطالب الملك الاردني باطلاق مؤسس حماس الشيخ احمد ياسين، وارسال العقار الطبي اللازم لشفاء مشعل.

وشهدت علاقة المملكة مع حماس توترا اضافيا بعد ان اتهمت السلطات الاردنية الحركة بتهريب اسلحة من سورية الى اراضيها، ونفذت وقتها حملت اعتقالات كبيرة في صفوف مؤيدي حماس.