خبر الاحتلال يفرض قيودا مشددة على دخول المصلين للمسجد للأقصى .. ودعوات للنفير العام

الساعة 05:29 ص|19 مارس 2010

الاحتلال يفرض قيودا مشددة على دخول المصلين للمسجد للأقصى .. ودعوات للنفير العام

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

 وضعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي مجددا في حالة استنفار، وقررت منع المصليين ممن هم دون الخمسين عاما من دخول باحة المسجد الأقصى اليوم الجمعة، وفق ما أفاد متحدث باسمها مساء اليوم.

وذكرت وكالة فرانس برس عن المتحدث ميكي روزنفلد، أنه لن يسمح الجمعة بأداء الصلاة سوى للنساء ومن هم  فوق الخمسين عاما.

وكانت شرطة الاحتلال رفعت الإجراءات الأمنية المشددة، أمس، غداة مواجهات مع المواطنين أدت إلى إصابة واعتقال العشرات.

وكان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أعلن اليوم الجمعة 19/3/2010 "يوم النصرة والنفير الاسلامي والعربي من أجل انقاذ المسجد الأقصى"، ودعا العلماء وخطباء المساجد إلى أن يعبئوا الأمة دفاعًا عن الأقصى الشريف، وللضغط على "أولي الأمر" لإنقاذ الموقف، خصوصًا مع قرب انعقاد القمة العربية بليبيا، ودعا الاتحاد في الوقت نفسه إلى عقد "قمة إسلامية" من أجل القدس.

 

جاء هذا في بيان للاتحاد وصلت "وكالة فلسطين اليوم" نسخة منه، تضمن دعوة لفصائل المقاومة لاستئناف العمل الجهادي، وطالب الحكام العرب بسحب "مبادرة السلام العربية بدون رجعة".

 

نذير "الخراب"

 

وحذر البيان - الذي وقعه رئيس الاتحاد العلامة الشيخ يوسف القرضاوي وأمينه العام د.محمد سليم العوا - من أن الاحتلال الإسرائيلي ماض في خططه لهدم المسجد الأقصى، معتبرا بناء "كنيس الخراب" خطوة على هذا الطريق.

 

واضاف البيان : "مرة أخرى يُقدم العدو الصهيوني على خطوة في غاية الخطورة على مستقبل المسجد الاقصى المبارك، ممثلة في بناء كنيس "الخراب" على بعد بعض الأمتار فقط من الاقصى الذي بارك الله حوله".

 

وأوضح أن الخطورة في "إعادة بناء هذا الكنيس بالذات، أنه بمثابة بداية العد التنازلي للإنجاز الأعظم والأهم بالنسبة لهم، وهو بناء الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى"، وأشار في هذا الصدد إلى "الاهتمام الرسمي والشعبي" الإسرائيلي الذي حظي به تدشين "كنيس الخراب" يوم 15/3/2010  .

 

واعتبر الاتحاد أن هذا الإجراء جاء بعد إقدام السلطات الصهيونية منذ أسابيع قليلة على ضم كل من المسجد الابراهيمي الشريف بمدينة الخليل ومسجد بلال بن رباح بمدينة بيت لحم إلى التراث اليهودي، دون أن تتعرض من أي دولة عربية للانتقاد، فضلاً عن الاحتجاج، أو أي نوع من أنواع الضغوط عليها.

 

وحذر البيان من خطورة "أن تمر هذه الخطوة دون ردة فعل قوية ومدوية من العالم العربي والإسلامي لتوقف هذا العدو عند حده"، وإلا  فالدور قادم على هدم المسجد الأقصى أمام سمع وبصر مليار وستمائة مليون مسلم في العالم.

 

طفح الكيل

 

وأعرب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن قلقه من التطورات الخطيرة على مستقبل أولى قبلتينا وثالث الحرمين الشريفين ، منوهاً : "لقد طفح الكيل بهذه الأمة من تصرفات وخطط هذا العدو الصهيوني". وأشار إلى أنه إزاء هذا الوضع فإن "المواصلة في الاحتجاج والتنديد الباهتين الخافتين، لم يعد يجدي نفعا".

 

وفي هذا الصدد دعا إلى ضرورة "جمع كل قوانا وكل إمكاناتنا - شعوبا وحكاما - لنوقف هذا المسار الكارثي، ضد أرضنا ومقدساتنا، قبل فوات الأوان".

 

وفصل دور كل فئة إزاء ما يحدث، فدعا " الشعوب والجماهير المسلمة، إلى أن تعبر عن غضبها بكل الوسائل السلمية خارج فلسطين المحتلة"، وشدد على ضرورة أن يكون الشعب الفلسطيني "سباقا في هذه الهبة".

 

كما دعا "كل فصائل المقاومة أن تستأنف العمل الجهادي بكل الوسائل الممكنة، ولاسيما في الضفة الغربية، ولا تدع القدس وحدها محاصرة من كل جهة".

 

وفيما يتعلق بدور الحكام، دعاهم البيان  إلى سحب ما سمي بمبادرة السلام العربية "بشكل نهائي وبدون رجعة"، إضافة إلى "وقف كل أشكال التفاوض مع هذا العدو مباشرة أو غير مباشرة".

 

وخص كلاً من مصر والأردن بسحب سفيريهما من إسرائيل، داعيا جميع الدول في الوقت نفسه للعمل على "رفع الحصار بالكامل عن قطاع غزة".

 

جمعة النفير

 

ودعا الاتحاد إلى اعتبار " اليوم الجمعة (19/3/2010) يوم النصرة والنفير الاسلامي والعربي من أجل انقاذ المسجد الأقصى".

 

وفي هذا السياق حض العلماء وخطباء المساجد في كل مكان، على أن يعبئوا الأمة بكل فئاتها، دفاعا عن أقصاها، بدءا بخطب الجمعة من قبل الأئمة ثم التظاهر السلمي، والضغط على أولي الأمر، لكي يبادروا إلى فعل شيء مؤثر، وإنقاذ الموقف قبل فوات الأوان.

 

وبيَن أهمية هذه الاحتجاجات والضغوط لا سيما أننا "على بعد عشرة أيام من انعقاد القمة العربية بالجماهرية الليبية، ويجب أن تكون قضية القدس على رأس القائمة، حتى تخرج هذه القمة بقرارات نوعية جديدة، وذات وزن ثقيل".

 

وفي الإطار نفسه دعا الاتحاد منظمة المؤتمر الإسلامي إلى ان "تستنفر" من أجل المسجد الأقصى وتدعو إلى عقد قمة إسلامية من أجل القدس.

 

انتفاضة ثالثة

 

وجدد الاتحاد دعوته إلى أبناء الشعب الفلسطيني بضرورة الوحدة، وإزالة الانقسام، والاتفاق على الثوابت، مشيرًا إلى أنه قد آن الأوان للقيام بانتفاضة ثالثة جديدة لأجل الأقصى المهدد، والمسجد الإبراهيمي بل لأجل فلسطين كلها.

 

وفي هذا السياق دعا الاتحاد الحكومات والمنظمات والجمعيات، ورجال الإعلام والثقافة، ورجال الأعمال وأصحاب المال في هذه الأمة إلى الهبة من أجل دعم صمود أبناء شعبنا في المدينة المقدسة، ومساندة مؤسسة القدس الدولية وأخواتها  بالمال وبناء المشاريع والبيوت التي تهدمها الآلة الصهيونية البغيضة.

 

كما طالب الاتحاد العالم العربي والاسلامي بالوقوف بكل ما لديه ماليًا واعلاميًا إلى جانب إخواننا المرابطين والمنتفضين من أجل الأرض والمقدسات.

 

واعتبر "أنه لعار علينا أن تنفق دولة العدو 700 مليون دولار سنويا من أجل تهويد القدس، ببناء المستوطنات وجلب اليهود من كافة أنحاء العالم، لكي يستوطنوا هذه المدينة في مقابل 3 مليون دولار نصرفها نحن أمة المليار ونحو ثلثي المليار، على مدينتنا المقدسة". واختتم الاتحاد بيانه بالتأكيد على ضروة وحدة الأمتين الإسلامية والعربية والفلسطينيين  "من أجل عيون القدس".

 

وتشهد فلسطين منذ قيام سلطات الاحتلال بتدشين "كنيس الخراب" والإعلان عن توسيع المستوطنات مواجهات متصاعدة بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال في مناطق مختلفة بالضفة الغربية ولا سيما في القدس، اعتبرها البعض بودار "لانتفاضة ثالثة".