خبر إسرائيلي من اقتراح أميركي لفرض حماية عسكرية على الضفة وغزة

الساعة 04:49 ص|19 مارس 2010

إسرائيلي من اقتراح أميركي لفرض حماية عسكرية على الضفة وغزة

فلسطين اليوم- وكالات :

أعرب مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم من تفاقم الأزمة مع الإدارة الأميركية، التي «بلغت الخط الأحمر»، حسب تعبيرهم. وعلى الرغم من التصريحات المطمئنة التي أطلقها الرئيس باراك أوباما خلال لقائه مع قناة «فوكس نيوز» الليلة قبل الماضية، وقال فيها إنه لا توجد أزمة مع إسرائيل، بل خلاف بين حلفاء، فقد رأوا أن هناك مواقف جديدة وخطيرة يؤجهها مساعدو الرئيس ضد إسرائيل.

وأشار المسؤولون في جلسات خاصة، كانت «الشرق الأوسط» حاضرة فيها، إلى ما جاء في التقرير الذي رفعه الجنرال الكبير، ديفيد بترايوس، قائد القوات الأميركية المرابطة في الشرق الأوسط، إلى الرئيس أوباما، طالبا أن يأمر بوضع قطاع غزة والضفة الغربية تحت حماية الجيش الأميركي. وقال فيه إن إسرائيل تحولت من كنز للولايات المتحدة إلى عبء.

 

وفي جلسة للجنة الوزارية السباعية التي تقود الحكومة الإسرائيلية، اعتبر هذا المطلب تحديا خطيرا لإسرائيل، وخطوة عملية لفرض الانسحاب الإسرائيلي من المناطق الفلسطينية قبل تحقيق التسوية الدائمة للصراع.

 

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد دعا إلى اجتماع للجنة للتباحث في قضايا أمنية سرية، وبدا أنه يتجاهل تماما المطالب الأميركية التي طرحتها وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، وفرضتها شرطا لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. وفي الوقت نفسه كان مساعدو نتنياهو يفاوضون المسؤولين الأميركيين لمنحهم مهلة وانتظار زيارة نتنياهو المقررة بعد غد الأحد إلى واشنطن للاتفاق بشأن هذه المطالب.

 

إلا أن واشنطن أبلغت الجانب الإسرائيلي، حسب المصادر، أن نتنياهو لن يقابل أي مسؤول أميركي خلال زيارته لواشنطن قبل أن يعطي أجوبة شافية ورسمية وعلنية على مطالبها وهي: إلغاء مشروع البناء الاستيطاني (1600 وحدة سكن) في حي شعفاط في القدس الشرقية، وعدم تكرار مفاجأة الولايات المتحدة ببناء استيطاني آخر في أحياء القدس الأخرى، والموافقة على البحث في قضايا الصراع الكبرى بما فيها القدس خلال المفاوضات غير المباشرة، واتخاذ إجراءت لإظهار النوايا الحسنة تجاه الفلسطينيين لتشجيعهم على القدوم إلى المفاوضات. وهو ما اعتبره الإسرائيليون تصعيدا للأزمة.

 

وكان نتنياهو قد أبلغ الإدارة الأميركية أنه يريد الاجتماع بالمسؤولين لديهم في واشنطن حتى ينسق معهم حول مطالبهم ويتدارس معهم الخطوات الممكنة لاستئناف المفاوضات. لكن الجواب من واشنطن جاء صارما: «لا لقاءات من دون إجابات». فدعا اللجنة السباعية المذكورة إلى اجتماع ثان في المساء (الليلة قبل الماضية) لتدارس الموقف. وتضم هذه اللجنة، إضافة إلى نتنياهو، كلا من وزراء: الخارجية، أفيغدور ليبرمان، والدفاع، إيهود باراك، والشؤون الاستراتيجية، موشيه يعلون، والمخابرات، دان مريدور، والداخلية، إيلي يشاي، ووزير الدولة، بيني بيغن.

 

وخلال الاجتماع، اتصل باراك، مع المبعوث الرئاسي الأميركي، جورج ميتشل، وهو الوحيد الذي وافق الأميركيون على تكليفه بإجراء هذا الحديث، وأبلغه أن إسرائيل وافقت على مطلب ثان من المطالب الأميركية وهو أن تبحث القضايا الجوهرية للصراع في إطار المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين، وأنها مستعدة للتباحث حول مطلب آخر هو اتخاذ إجراءات حسن نوايا مع الفلسطينيين، مثل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.

 

ولكن ميتشل أصر على إلغاء مشروع بناء 1600 وحدة سكنية في حي شعفاط في القدس الشرقية المحتلة، وهي القضية التي أججت الوضع، إضافة إلى تجميد البناء الاستيطاني عموما طيلة فترة المفاوضات. وهو الأمر الذي لم توافق عليه الحكومة الإسرائيلية.

 

ونقلت صحيفة «معاريف» على لسان مسؤول إسرائيلي كبير في الحكومة قوله إن «هناك خطوطا حمراء على الولايات المتحدة أن تعرف بأننا لا نستطيع تجاوزها، في مقدمتها القدس».

 

وهاجم الوزراء المتطرفون الإدارة الأميركية على مطالبها والطريقة التي تطرحها. وراحوا يحللون هذه المطالب ويقولون إنها لا يمكن أن تكون بريئة وإن أوباما يستغل الأزمة التي نشبت من جراء الإعلان عن المشروع الاستيطاني في القدس لكي يوجه رسائل أخرى لإسرائيل. وادعى أحدهم أن أوباما يقصد معاقبة إسرائيل على رفضها التعهد بعدم القيام بضربة عسكرية لإيران، و«ما دام أن إسرائيل لم تتعهد، فإنه سيواصل مضايقتنا».

 

وناقش الوزراء تصريحات نشرت على لسان الجنرال بترايوس، التي رأى فيها الإسرائيليون قفزة في الموقف المناوئ لإسرائيل. وأشاروا بشكل خاص إلى تصريحاته بخصوص الأحداث الصدامية في القدس، حيث قال إنها تخدم مصالح إيران وتنظيم «القاعدة» وتهدد بالخطر حياة الجنود الأميركيين في الشرق الأوسط. كما أشاروا إلى تصريحات قال فيها إن إسرائيل لا تفهم أن سياستها تلحق ضررا بمصالح الولايات المتحدة وأصدقائها، وآخر الأمثلة على ذلك سيطرة حركة حماس على غزة ورفضها المصالحة التي تعيد السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس (أبو مازن) إلى القطاع وانتقال 2000 مقاتل من فتح في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان إلى صفوف حزب الله اللبناني ودعوة محمد دحلان إلى حماس أن تقام حركة مقاومة مشتركة لحماية القدس، فكل هذه حسب بترايوس تقوي إيران والقاعدة وتضر بأميركا وحلفائها بما في ذلك إسرائيل، وليس من عقبة في طريق إيران والقاعدة سوى إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة بقيادة عباس ورئيس حكومته سلام فياض.

 

وقال هؤلاء الوزراء إن هذه التصريحات هي عبارة عن تحريض سافر ضد إسرائيل يخدم القوى اللاسامية والمعادية لليهود. وإن الجنرال بترايوس «حمل إسرائيل مسؤولية كل مصائب الولايات المتحدة، بما فيها فشله في معالجة بلو بيردل الجيش الأميركي في العراق وأفغانستان وغيرهما».

 

-  الشرق الاوسط