خبر بيان حول حقيقة الأوضاع في (إسلام أون لاين)

الساعة 03:24 م|18 مارس 2010

بيان حول حقيقة الأوضاع في (إسلام أون لاين)

فلسطين اليوم- وكالات

ظهر موقع "إسلام أون لاين" للوجود في أواخر عام 1999 كفكرة تبناها ورعاها العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، وجمع حولها مجموعة من علماء ومفكري الأمة، حيث تم تشكيل شكل مؤسسي، وهو جمعية البلاغ الثقافية، التي اتخذت من قطر مقرا لها، وإن كان إنشاء الموقع وتمويله قد تم بدعم ومشاركة جهات وشخصيات من دول عدة.

 

- تمتع الموقع منذ نشأته باستقلالية تحريرية، من خلال الفصل ما بين التحرير والتمويل، حيث تولت الجمعية العمومية لجمعية البلاغ، وجميع أعضائها قطريون بحكم القانون القطري، إقرار ومراجعة الميزانية السنوية، وكذلك السياسة والرؤية التحريرية للموقع، بينما تولى مكتب القاهرة مسئولية إنتاج وإدارة المحتوى الخاص بالموقع، وذلك من خلال شكل قانوني هو: شركة ميديا انترناشونال.

 

- ظلت هذه الصيغة تحكم العلاقة ما بين الإدارة في قطر ومكتب القاهرة، وكانت محصلتها وافرة، حيث تحول الموقع إلى مؤسسة، تضم إضافة إلى الموقعين العربي والإنجليزي، موقعا باللغة الإنجليزية موجه لغير المسلمين للتعريف بالإسلام، وموقع أكاديمي موجه للباحثين والأكاديميين، ومركزا للتدريب الإعلامي والاجتماعي، وموقعا في الحياة الافتراضية "سكندلايف"، فضلا عن قطاع للمشروعات تولى تنفيذ وإدارة العديد من المواقع لحساب الغير، مرتكزا على خبرة المؤسسة في إدارة المحتوى.

 

- قبل نحو عام تم انتخاب مجلس إدارة جديدة لجمعية البلاغ في قطر، وشهد هذا المجلس دخول عناصر جديدة تعكس التحول الذي حدث في آلية تمويل الموقع، فبدلا من وجود مظلة واسعة من الداعمين والمتبرعين، من داخل قطر وخارجها، أصبح التمويل يقتصر على جهتين فقط من داخل قطر، وقد تم إدخال ممثلين لهما في مجلس الإدارة الجديدة. وقد تزامن هذا التطور مع الانتهاء من تشييد مبنى الموقع في القاهرة، وهذا المبنى –بالمناسبة- تحمل العبء الأكبر من تكلفة بنائه وتجهيزه متبرعون من السعودية.

 

- دشن الأعضاء الجدد في مجلس الإدارة حضورهم بحديث فضفاض عن تطوير المؤسسة، دونما طرح خطط محددة أو ملامح ملموسة لهذا التطوير، ورغم ذلك تعاون المديرون التنفيذيون في القاهرة مع الشركة الاستشارية التي تم تكليفها من مجلس الإدارة بوضع تصور للتطوير، وقد أشادت الشركة نفسها بهذا التعاون، الذي جاء رغم أن مكتب القاهرة لم يستشر في اختيار الشركة ولم يشارك في وضع منهجية عملها، وهو ما أسفر في النهاية عن وقوع الشركة في أخطاء منهجية عدة، تم توثيقها وعرضها على أعضاء مجلس الإدارة المكلفين بمتابعة ملف التطوير.

 

- رغم كل ذلك بدأت دوائر محيطة بمجلس الإدارة وبالشركة الاستشارية في تسريب معلومات عن تسريح عاملين وإغلاق مواقع ومشاريع، ما أدى لحدوث بلبلة داخل المؤسسة، كما شملت التسريبات وجود ملاحظات لدى مجلس الإدارة تجاه السياسة التحريرية للموقع وأنها انحرفت عن مسارها الأول، دون توضيح لطبيعة هذا الانحراف أو حتى لملامح هذا المسار الذي جرى الانحراف عنه.

 

- أثمر تعاون مكتب القاهرة مع الشركة الاستشارية عن وضع ملامح لخطة تطوير متكاملة على مختلف المسارات، ونص أحد محاورها على تشكيل مجلس للمستشارين يتولى متابعة المحتوى ووضع المحددات الإستراتيجية له، وتم طرح أسماء الرئيس التنفيذي للمؤسسة ورئيسي تحرير الموقع العربي والانجليزي ضمن هذا المجلس، لكن فجأة أصدر نائب رئيس مجلس الإدارة في قطر قرارا بتفريغ الثلاثة من أعمالهم الإدارية، وذلك قبل أن يتم الاتفاق على مهام وصلاحيات المجلس المقترح، أو حتى الاتفاق على بدلاء لهم، ما أثار تكهنات عن أن الأمر لا يخرج عن كونه خطوة تمهد الطريق أمام إقصاءهم التام عن المؤسسة.

 

- رغم ذلك التخبط، والإحساس بوجود أهداف خفية وراء "قصة التطوير"، خاصة مع تعيين شخص من خارج المؤسسة، لا خبرة له ولا علاقة بمجال الإعلام، ليتولى إدارة ملف التطوير، إلا أن فريق العاملين التزم بالحفاظ على وتيرة تحديث الموقع، وألا ينعكس القلق والتوتر لدى العاملين على المحتوى المنشور على الشاشة، وتم الاتفاق على مخاطبة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس مجلس الإدارة وأعضاء المجلس وطلب حضورهم للقاهرة لتوضيح حقيقة الأمور، وفيما رد الشيخ القرضاوي عبر مكتبه مطمئنا العاملين بأنه لن يضار أي عامل منهم، فإن مجلس الإدارة تجاهل الطلب تماما.

 

- لم يمض وقت طويل حتى ظهرت حقيقة التطوير، فالمسئول الجديد عن ملف التطوير كان جل تركيزه هو تسريح أكبر قدر من العاملين، واستهدف بداية المعينين بنظام المكافأة المقطوعة ومن هم في فترة الاختبار، وهنا قرار مجلس تحرير الموقعين العربي والانجليزي توجيه رسالة ثانية لمجلس الإدارة كي يرد على أسئلة العاملين. وعقب ذلك تم إرسال لجنة استماع مشكلة من عضوين من مجلس الإدارة، لكنها أصرت على عدم الاجتماع مع المديرين أو مجلس التحرير، وكذلك على الجلوس مع العاملين بشكل فردي، وأن يقدم كل من يريد لقاء اللجنة طلبا مكتوبا يتضمن شكواه، وهو ما رفضه العاملون، وبعد شد وجذب تم التوصل لصيغة وسط، وكانت محصلة لقاءات اللجنة هو إصدار وعود وتأكيدات مطمئنة للعاملين.

 

- بعد نحو أسبوع من سفر اللجنة ظهر حقيقة تلك الوعود، حيث تم إرسال لجنة قانونية للتحقيق مع 250 عامل وقعوا على رسالة تناشد الشيخ القرضاوي الحضور للقاهرة للقائهم، وهذا التحقيق هو خطوة لفصلهم تعسفيا وبالتالي حرمانهم من حقوقهم المادية، كما طلبت اللجنة وضع يديها على عقود العاملين وكافة الأوراق المتعلقة بهم، ما دفع العاملون للإعلان عن اعتصام مفتوح داخل الموقع، ذلك في الوقت الذي كانت الإدارة في قطر قد أعدت العدة لذلك الأمر، حيث استلمت قبل فترة كلمات السر الخاصة بالسيرفرات، ما مكنها من منع نشر أي مادة على الموقع من مصر. ومنذ ذلك الوقت والعاملون مستمرون في اعتصامهم، لحين الوصول لاتفاق حول حقوقهم، بينما يمضي مجلس الإدارة في خططه نحو نقل الموقع لقطر.

أزمة إسلام أون لاين في صحف بريطانيا

في إشارة على حجم تأثير موقع "إسلام أون لاين.نت" في الغرب نشرت عدة صحف في بريطانيا، يومي الثلاثاء والأربعاء 15-16 مارس تقارير خاصة عن الأزمة التي تلف الموقع منذ أكثر من 3 أشهر، والتي يتصارع فيها مجلس الإدارة الجديد لجميعة البلاغ القطرية (الجمعية المالكة للموقع ومقرها الدوحة) مع الهيئة التحريرية للموقع (ومقرها القاهرة) حول مستقبل المحتوي الفكري والتحريري للموقع، ومستقبل العاملين فيه.

 

فتحت عنوان "موقع إسلام أون لاين في أزمة" قالت صحيفة "الجارديان" في تقرير أرفقت فيه لقطات فيديو لاعتصام العاملين في الموقع: "تعتري الشكوك مستقبل أحد أكبر المواقع الإسلامية على شبكة الإنترنت، بعد تقديم 350 موظفا استقالة جماعية، متهمين الإدارة الجديدة لجمعية البلاغ القطرية المالكة للموقع محاولة فرض أجندة متشددة على الموقع".

 

وأضافت: "إسلام أون لاين ، والذي يجتذب ما يزيد على 120 ألف زائر يوميا ، هو واحد من أكثر الواجهات شعبية على الإنترنت في الشرق الأوسط ، وقد انزلق الى أزمة في أعقاب محاولة من الإدارة العليا في قطر لانتزاع السيطرة على محتوى الموقع بعيدا عن مكتب التحرير في القاهرة".

 

"المطلعون يقولون إن هذه الخطوة، التي من شأنها أن تسرح قرابة 350 من العاملين في الموقع من وظائفهم، ، هي جزء من جهد أوسع نطاقا من جانب العناصر المحافظة في الخليج لإعادة تشكيل هوية وسيلة إعلامية ينظر إليها على أنها صوت الإصلاحيين والوسطية داخل العالم الإسلامي".

 

كما أشارت إلى أن الموقع يعزز رؤية "شمولية" للإسلام في عرض أخبار المسلمين على الانترنت ضمن توجيهات بشأن الأسرة السياسية، والقضايا الاجتماعية، والاهتمام بشئون غير المسلمين ، كما أنه متعدد اللغات وسرعان ما اكتسب شعبية عالمية".

 

الأهم من ذلك- بحسب تعبير الصحيفة- أن الموقع يتمتع بدرجة من الاستقلالية التحريرية عن مموليه، وهو أمر نادر في العالم العربي في وسائل الاعلام، غير أن هذا الاستقلال أصبح في خطر عندما انتقدت الإدارة القطرية الجديدة الصحفيين في مصر، التي تنتج محتوى الموقع، خاصة فيما يتعلق بأخابر تتعلق بأمور يشيع في بعض الدول الخليجية تحريم النشر عنها مثل المهرجانات السينمائية ، وبدأت في إغلاق أبواب خصصها الموقع للثقافة والشباب، وهو ما وضع الإدارة الجديدة في مسار تصادمي مع المحررين ، الذين سرعان ما وجدوا أنهم ممنوعون من الدخول على السيرفر الخاص بتحديث الموقع.

 

الإداريون والصحفيون في الموقع مازالو يعتصمون في مقر مكتب القاهرة باستخدام وسائل مبتكرة للتعبير عن شكاواهم لعامة الجمهور.

 

وكتبت صحيفة "تليجراف" البريطانية أنه في محاولة للخروج من دائرة الفوضى التي أعقبت محاولة الجمعية المالكة لموقع "إسلام أون لاين.نت" في قطرللتحكم في المحتوى التحريري للموقع وإبعادة عن أي تحكم من جانب الإدارة التحريرية (مقرها القاهرة) دخل أكثر من 300 عامل في اعتصام مفتوح منذ الإثنين 15-3-2010، احتجاجا على ما يقول بعضهم إنها تحركات من عناصر محافظة من الخليج لإعادة توجيه محتوى الموقع المعروف بكونه صوت الاعتدال في العالم الإسلامي إلى الناحية المحافظة التي تسير في ركبها معظم المواقع الخليجية ذات الصبغة الإسلامية.

 

وقد اكتسب إسلام أون لاين.نت شعبيته بين مسلمي العالم منذ ظهوره في عام 1999 تحت إشراف الشيخ المصري يوسف القرضاوي نظرا لاختلافه الشديد عن بقية المواقع الإسلامية التقليدية، فهو يكاد يكون الموقع الوحيد الذي يقدم وجهة نظر الإسلام في كافة أمور الحياة بدءا من الحديث عن القضايا الاجتماعية (بما فيها من موضوعات كانت تعد من المحرمات مثل الحديث عن العجز الجنسي) والعلمية والتقنية والفنية وصولا إلى الأزمات السياسية في فلسطين والعراق

 

كما ينظر إليه مسلمو العالم وغيرهم بنظره ثقة واطمئنان لكونه موقعا مستقلا عن أي توجهات سياسية أو وجهات نظر دينية ضيقة.

 

أما صحيفة "التايمز" التي وصفت الموقع بأنه "الأكثر قراءة وتأثيرا بين المواقع الإسلامية، والأكثر قبولا بين غير المسلمين والعلمانيين"، فقد حذرت من أنه "على حافة الانهيار" خاصة بعد مؤشرات تصفيته من العاملين التي بدأت الإثنين ببدء مفاوضات بين الإدارة المصرية المسئولة عن التحرير في القاهرة ومحامي الجمعية المالكة للموقع التي يقع مقرها في قطر بشأن حقوق العاملين.

 

ورصدت صحيفتا "الجارديان" و"التايمز" ما نشر عن أزمة إسلام أون لاين على مواقع التواصل مثل تويتر وفيس بوك ومواقع البث المباشر التي غطت اعتصام العاملين وشعاراتهم التي رددوها في الاعتصام وتنم عن خوفهم وقلقهم على مستقبل الرسالة العالمية المعتدلة التي يروج لها الموقع أكثر من خوفهم على فقدان وظائفهم بحسب ما أشارت إليه "التايمز".

 

ومن المؤشرات التي يستدل بها العاملون بالموقع على نوايا الجميعة القطرية لتغيير توجهات الموقع المعتدلة أن تصعيد هذه الجمعية للهجتها الخاصة بتطوير الموقع وإقصاء بعض العاملين وضح خلال اعتراضها على تقرير نشره الموقع عن "عيد الحب" الذي تحرم بعض الدول الخليجية الاحتفال به أو ذكره أساسا.

 

وأشارت بعض هذه الصحف إلى أنها حاولت الاتصال بمسئولي الجمعية في قطر لسماع وجهة نظرهم ولكن لم يرد عليهم أحد.

 

للعاملين في المواقع الإليكترونية الحق في دخول نقابة الصحفيين

أكد صلاح عبد المقصود – عضو مجلس إدارة نقابة الصحفيين المصرية – أن مجلس إدارة النقابة قد اتخذ قرارا بقبول عضوية العاملين في المواقع الإليكترونية القوية وذات الثقل المهني كأعضاء بنقابة الصحفيين.

 

جاء ذلك خلال زيارته لمقر موقع إسلام أونلاين، مؤكدا تضامن النقابة بالكامل مع العاملين بالموقع في خلافه مع جمعية البلاغ القطرية، وأكد أن الأداء المهني لموقع إسلام أونلاين يستحق العاملون به أن يصبحوا أعضاء في نقابة الصحفيين.