خبر خضوعنا لأمريكا سيهلكنا.. معاريف

الساعة 11:44 ص|18 مارس 2010

بقلم: نداف هعتسني

        كان متحدث وزارة الخارجية صارما حادا اذ قال: "تعتقد الولايات المتحدة ان قرار بناء شقق في يافا يضر بجهود اتيان منطقتنا بالسلام. وهو يعارض ايضا قرار تقسيم الامم المتحدة في تشرين الثاني 1947". في توجيه مع المراسلين الصحفيين قال المتحدث لا يجب ان نكون في مفاجأة. ففي النهاية احتلت الايتسل يافا في 1948 مخالفة قرارات الأمم المتحدة وأصبح سكانها لاجئين وزاد قائلا "يجب ان يعود اللاجئون الى بيوتهم".

        لم يفاجىء التصريح أحدا في اسرائيل. فقد كان واضحا للجميع أنه ستصدر في القريب تصريحات أمريكية مشابهة تتعلق بجميع المناطق التي احتلتها اسرائيل في 1948 وراء حدود التقسيم. وقد بدأوا يشعرون بعدم الارتياح في حيفا والقدس الغربية والمدن المختلطة. وبدأت تنظم في كيبوتسات النقب والجليل حركة احتجاج.

        كان هذا بعد سنتين من خضوع حكومة اسرائيل برئاسة نتنياهو للاملاء الامريكي وموافقتها على الغاء خطة البناء في رمات شلومو في القدس. بعد ذلك من الفور أتى مطلب تجميد جميع لجان التخطيط والبناء التي تعمل في أراضي "القدس الشرقية". قررت الحكومة بتأييد من بني بيغن وبوغي يعلون عدم تعريض "الحلف الاستراتيجي" مع واشنطن للخطر وأن توافق على الانذار "الان في هذا الوقت".

        بعد القرار مباشرة أتى المبعوث ميتشل في رحلة مكوكية جديدة. وكم كان في مفاجئة عندما أعلن الفلسطينيون الان قائلين "لن نوافق على أي تفاوض حتى تحترم جميع قرارات الامم المتحدة وفيها القرار 194 المتعلق بعودة اللاجئين وقرار التقسيم". غدا المبعوثون وراحوا، لكن الفلسطينيين اشتدوا فقط في مواقفهم وأعلنوا بدء "انتفاضة" رابعة لانقاذ القدس ويافا وحيفا.

        أمر رئيس الحكومة الوزراء بعدم اجراء مقابلات صحفية "كي لا تزيد القطيعة مع ادارة اوباما سوءا". ووافق عضو الكنيست داني دنون على تأجيل جلسة مركز الليكود التي كانت ترمي الى الاعلان بمعارضة عودة اللاجئين وتسليم يافا للفلسطينيين. قال دنون للصحف "يجب علينا في الحصيلة العامة أن نساعد رئيس الحكومة على الثبات أمام الامريكيين".

        نشأت الازمة الحالية بعد ان كشفت صحيفة "هآرتس" عن قرار مديرية أراضي اسرائيل على بيع أراض من جمعيات بناء في يافا. ذكر محللو الصحيفة أن جماعات من المتدينين القوميين حظيت في الماضي بمشروعات مشابهة. سارعت هيلاري كلينتون الى خطبة وصفت فيها كم شعرت بالأهانة لقرار مديرية أراضي اسرائيل. وهب رئيس الحكومة الى قاعة تلفاز القناة الثانية واعتذر من سويدار قلبه. "ان توقيت قرار المديرية بائس حقا"، اعترف.

        سارع رئيس فريق البيت الابيض الى محادثة نتنياهو هاتفيا وأنذره انذارا واضحا: اما أن تلغوا لجان التخطيط والبناء المتعلقة بالمناطق التي لم تشتمل عليها المنطقة اليهودية بحسب خطة التقسيم، واما أن تقف واشنطن المحادثات في عقوبات على ايران وتتخلى من مسؤوليتها من هجوم ذري ايراني  على اسرائيل.

        حثت صحيفة "هآرتس"، وأخبار القناة الثانية والرئيس بيرس رئيس الحكومة على طاعة الامريكيين. تحدث مراسل صحيفة "هآرتس" الى مرتاضين في متنزه تل أبيب وضواحي يافا. اقتبس أحدهم يقول "ليس هذا فظيعا حتى لو لم نستطع ان نجري الى يافا يمكن دائما ان نطير الى توسكانا".

        في المساء دخل بنيامين نتنياهو غرفة أمين سر الحكومة وتنهد تنهدا عميقا. قال "يا تسفيكا أين كنا عندما طلبوا منا تجميد البناء في يهودا والسامرة؟ لو لم نخضع آنذاك لبدا كل شيء مختلفا. لما اضطررنا الى أن نخاصم العالم اليوم على يافا وغربي القدس. بعد قليل اذا لم نعد خطة اخلاء للشيخ مؤنس – جامعة تل أبيب، والشيخ بدر – الكنيست، فان العالم كله سيطؤنا بأقدامه.