خبر نحو انتفاضة رابعة .. هآرتس

الساعة 11:36 ص|18 مارس 2010

بقلم: اسرائيل هرئيل

اول من امس، في ذروة اشتعال الانتفاضة الثالثة، اتصل المنظم القلق وسأل أيوجد عندي اقتراح لبديل. ألا تريدني؟ شعرت بالأهانة. معاذ الله أجاب، لكن يبدو من وسائل الاعلام ان القدس والمناطق تشتعلان، ولا يحسن ان تعرض حياتك للخطر من أجل محاضرة فقط. اهتز كياني. أمس فقط، عندما أعلنت الشرطة أنه حتى جبل الهيكل فتح للزائرين، خرجت من باب بيتي.

ينبغي ان نخمن مبلغ مفاجأة وخيبة أمل أنصار بنيامين نتنياهو في البيت الابيض، وفي أسر تحرير الصحف في تل أبيب وفي قاعات التلفاز في جفعتايم ونفيه ايلان، لان الانتفاضة ("الثالثة") لم تتطور كما أملوا. لكن لا يقلقن: فالواقع في هذه الأماكن لا يزعزع التصور. تصور أنه بسبب رفض اسرائيل للسلام والتحرشات التي تحدثها تنشأ انتفاضات سيقوى فقط. بالأيام القادمة سيبدأ هناك العد التنازلي للانتفاضة الرابعة.

تسمع همسات منذ أشهر طويلة عن أننا نواجه انفجار. دائما مع استعمال المصطلح الفلسطيني المخيف: انتفاضة، و "الحل في يد اسرائيل" دائما. يمكن بطبيعة الامر منعها لكن اذا فعلت اسرائيل شيئا ما: كأن تجمد وتحدد وتمنع وتضبط نفسها ولا تفاجىء، ولا تحرك ولا تفعل ولا تشق ولا تبني ولا تفتتح ولا تتنفس.

لا شك في أن السائقين السكارى – قادة الدولة – هم الذين بادروا الى اشعال النار التي فشت من القدس الى الشرق الاوسط عامة، وستبلغ باكستان ايضا وستشتعل النار بالجنود الامريكيين. هنا مرة أخرى التصور السطحي المفصول الخطي للادارة وللهامسين في أذن أوباما من فريق الغولف.

والنتيجة برنامج عمل مصوغ لكن لا يوجد فيه فهم وعمق مضاد لاسرائيل. أحد أسسه أن نتنياهو لا يفهم سوى القوة. يبدو ان هيئة الموظفين لا ترغب في اجراء حوار حق مع اسرائيل بل أن تملي عليها أين ستكون حدودها وأين يحل لها البناء في عاصمتها.

ليس السلام بل الخصام لاسمه هو الذي حرك سلوك جو بايدن غير العقلاني وتصريحات هيلاري كلينتون التي ينبغي ان نفترض انها نسقت مع البيت الابيض.

حاك جورج ميتشل شهورا طويلة الخيوط التي تفضي الى تجديد المحادثات. علم الامريكيون طول ذلك الوقت وعلم الفلسطينيون ان اسرائيل لن تقف البناء في القدس. واذا لم يحدث ضجيج فستبدأ محادثات تقارب تمهيدا لمحادثات تامة مع اسرائيل. أتى بايدن وكلينتون وديفيد اكسلرود وآخرون، وبمساعدة اسرائيليين يشتهون المس بنتنياهو فجروا كل ما أعد في الاشهر الاخيرة. لو كان هدفهم الرئيس استمرار المحادثات لضبطوا انفسهم ومن المحقق ان يفعلوا ذلك علنا ازاء عدم لباقة اللجنة اللوائية. لانه الان، بعد ان قضوا بأنه لا يحل البناء في القدس، أي زعيم فلسطيني سيجرؤ على محادثة اسرائيل، حتى لو بنيت مدرسة فقط في جيلو لا حي في رمات شلومو.

في ساعة كهذه، ولا سيما والحديث عن القدس، كان طبيعيا أن تعاضد اسرائيل او الكثرة اليهودية فيها في الاقل، نتنياهو. ولو بسبب القسوة الامريكية فقط؛ ولو لانهم مسوا بكرامة رئيس الحكومة بسبب هفوة قد تحدث وتحدث في كل هيئة بيروقراطية حكومية. لكن الأمر ليس كذلك في اسرائيل. فهنا انضم كثيرون وفيهم من لا يعارضون البناء في العاصمة، لمساعدة الامريكيين على اهانة دولتهم واخراج رئيس حكومتها عن اتزانه.

يوجد درس رئيس لم تتعلمه اسرائيل قط: اذا كانت توجد خطة أم استراتيجية لبناء عشرات آلاف الوحدات السكنية في القدس، وأن يضمن بذلك أن يحافظ فيها لأجيال على الاكثرية اليهودية المطلقة، فانه يجب اجازة الخطة كلها – وبموعد واحد. اذا أجازوا 1600 او 50 ألف وحدة فستكون التنديدات والتهديدات من الخارج، والنفاق ايضا والذعر والنقد الداخلي بنفس القوة بالضبط. فبدل اجتذاب النار بهذه القوة مرة كل سنة او سنتين يمكن تركيزها في موعد واحد، والاستعداد للاحتمال والاستمرار على بناء القدس حتى ينقشع غبار التنديدات وهو ينقشع دائما.