خبر محاولة أمريكية خادعة لتنفيس الاحتقان .. أحمد الحيلة

الساعة 11:52 ص|17 مارس 2010

بقلم: أحمد الحيلة

ارتفعت أصوات أمريكية "منددة" بإعلان الاحتلال الإسرائيلي بناء 1600 وحدة استيطانية أثناء وجود نائب الرئيس الأمريكي "جو بايدن" في فلسطين المحتلة، مطالبة تل أبيب ـ حسب بعض المصادرـ التراجع عن القرار..

كلام أمريكي في ظاهره جميل، ولكنه غير كافٍ وغير صادق إن من حيث الشكل أو من حيث المضمون؛ فالإدارة الأمريكية لم تُحدث انقلاباً، ولم تغيّر حقيقة موقفها من الاستيطان..، فإذا كان الرئيس الأمريكي أوباما تراجع بنفسه عن مطالبته بوقف الاستيطان قبل استئناف المفاوضات، ولم يستطع إلزام الاحتلال الإسرائيلي بذلك..، فهل يمكن أن تحدث تلك التصريحات الإعلامية تغييراً جوهرياً ملموساً على الأرض؟!.

واشنطن كانت وما زالت داعم، وراعي، وشريك استراتيجي للاحتلال الصهيوني حتى على صعيد الزحف الاستيطاني نحو القدس والضفة الغربية، وهذا ما تصدقه الوقائع على الأرض في عهود الإدارات الأمريكية السابقة، وعهد الرئيس أوباما الذي مارس ضغوطاً على عباس والعرب لدفعهم للقبول بالمفاوضات غير المباشرة في ظل استمرار الاستيطان، رغم ما يمثله ذلك من حرج للعرب ولعباس وفريق التسوية السياسية أمام الرأي العام.

انزعاج الإدارة الأمريكية لا يمثل تغييراً جاداً في الموقف، وإنما ردة فعل شكلية بسبب توقيت الإعلان عن بناء وحدات استيطانية جديدة أثناء وجود نائب الرئيس بايدن؛ فتوقيت الإعلان أظهر وكشف حقيقة تواطؤ الإدارة الأمريكية مع إسرائيل في مشاريعها الاستيطانية وإجراءاتها لتهويد القدس..، وهذا ما لا تريده الإدارة الأمريكية والرئيس أوباما الساعي لإبراز نفسه كراعٍ "نزيه" للسلام في الشرق الأوسط.

إذا كانت الإدارة الأمريكية صادقة في موقفها، فلا يكفي مجرد المطالبة الإعلامية بوقف بناء وجبة استيطانية لا تمثل إلا نقطة في بحر..، فالمطلوب الوقف التام والشامل للاستيطان لأنه مخالف للقانون الدولي، ومخالف لمتطلبات عملية التسوية السياسية التي ترعاها واشنطن، وإلا فإن "التنديد" الأمريكي حتى وإن أدى لوقف بناء الـ 1600 وحدة استيطانية لا يمكن تفسيره إلا في سياق ترميم صورة الإدارة الأمريكية نتيجة العجرفة الإسرائيلية، ومن جانب آخر محاولة واشنطن تخفيف الحرج عن حلفائها من دول "الاعتدال" العربي الذين وقعوا فريسة الخداع الأمريكي والغطرسة الإسرائيلية التي لم تراع أدنى حدود اللياقة الدبلوماسية معهم، وهم الذين استجابوا لرغبتها في استئناف المفاوضات دون وقف للاستيطان.