خبر مسيرة جماهيرية في دمشق نصرةً للأقصى .. « الجهاد » يدعو القمة العربية لدعم المقاومة

الساعة 10:55 ص|17 مارس 2010

فلسطين اليوم : دمشق

نظمت فصائل المقاومة الفلسطينية بعد ظهر اليوم الأربعاء، مسيرةً جماهيرية في مخيم اليرموك بالعاصمة السورية دمشق.

وأفاد مراسل "فلسطين اليوم" في دمشق، أن عددا من قيادة الفصائل الفلسطينية تصدروا المسيرة يتقدمهم الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور رمضان عبد الله شلَّح، ونائبه الأستاذ زياد النخالة (أبو طارق).

وطالب النخالة - في حديثٍ لمراسلنا - القادة العرب المقرر أن يجتمعوا في ليبيا نهاية الشهر الجاري، أن يتخذوا موقفاً واضحاً وصريحاً لنصرة المقدسات ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني ودعم مقاومته الباسلة.

وقال النخالة:" نحن لا نطالب الدول العربية أن تعلن الحرب على "إسرائيل" لكننا نطالبها برفع الحصار ودعم المقاومة وإعطائها غطاءً شرعياً لمواجهة العدوان المتصاعد".

وكان نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، قد اعتبر خطوة الاحتلال الأخيرة بافتتاح كنيس يهودي قرب المسجد الأقصى بأنها صفعة قوية لمؤتمر القمة العربية.

وقال في تصريحات لفضائية العالم:" نحن اليوم أمام استحقاق كبير يمس المقدسات والدين الإسلامي وكذلك المسيحي، لذلك يتوجب على الجميع أن نقف وقفة تقيميه للسلوك السياسي الفلسطيني والعربي والإسلامي تجاه فلسطين والقدس والمقدسات". 

ودعا القائد الفلسطيني لسحب مبادرة التسوية العربية، قائلاً: "لقد كنا متأكدين بأننا سنصل إلى هذه اللحظة ولمحطات أخرى أيضا يمكن أن تتضمن طرد الفلسطينيين، لذلك فإن هذه المرحلة تقتضي تقييما ووقفة واضحة من الجميع أمام الحقيقة التي تقول أن إسرائيل تريد فلسطين خالية من الفلسطينيين والعرب والمسيحيين حتى ما يتعلق بالمقدسات، وهي بصدد استكمال خطوة تهويد القدس والضفة الغربية، ولذلك دعونا لخطوات رسمية عربية من ضمنها سحب المبادرة العربية".

وتابع النخالة يقول:" إن هذه الخطوة الصهيونية التي تأتي اليوم هي رسالة سياسية قاسية وصفعة كبرى لمؤتمر القمة العربية المزمع عقده في الأيام القليلة القادمة، لذلك ندعو الجميع للوقوف عند مسؤولياتهم".

ووصف نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي موقف السلطة الفلسطينية في رام الله بأنه سلبي ومعاد للحراك الشعبي بمنعها المتظاهرين والشبان الفلسطينيين من الاقتراب من الحواجز الإسرائيلية على امتداد الضفة الغربية، قائلاً: "يجب الإشارة بأصبع الإدانة إلى السلطة الفلسطينية المتقاعسة عن مهامها في حفظ حقوق الشعب الفلسطيني".

وشدد على أن السلطة الفلسطينية تعمل اليوم كحاجز وواق لحماية جنود الاحتلال من الهبة الجماهيرية التي تجري اليوم في الضفة الغربية.

وبشأن الدعوة إلى حل السلطة الفلسطينية في رام الله والإعلان عن انتفاضة جديدة تشمل كل الأراضي الفلسطينية، قال النخالة: إن الإعلان عن حل السلطة الفلسطينية مطالبة حقيقية وشرعية من الشعب الفلسطيني لان وجود السلطة يعطي شرعية للاحتلال والعدوان، ويجد الاحتلال أمامه شماعة يعلق عليها كل حركته وممارساته.

فيما دعا الدكتور رمضان عبد الله شلّح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، حركة فتح وسلطة رام الله إلى الكفّ عن تسويق الأوهام، مشيراً إلى أنّ العدو الصهيوني يحتل الأرض، ومشروع السلطة يحتل إرادة الشعب ويمنعه من الدفاع عن أرضه ومقدساته.

 

وقال الدكتور شلّح بكلمته في نهاية مسيرة الغضب في مخيم اليرموك اليوم الأربعاء (17-3) موجّهاً كلامه لحركة فتح وسلطة رام الله "إن هذا العدوان الذي يتعرض له المسجد الأقصى، ويتعرض له القدس بالتهويد والاستيطان لم يُبق لنا أية إمكانية لمزيد من تسويق الأوهام، يجب أن ينتهي هذا الرهان الكاذب على السلام مع هذا العدو المجرم".

 

وأضاف "يجب أن ينتهي وهم السلطة، لأن العدو الصهيوني يحتل الأرض، لكن مشروع السلطة يحتل إرادة الشعب الفلسطيني، ويحجبها ويكبح جماح الشعب ويمنعه من أداء دوره ورسالته في الدفاع عن أرضه ومقدساته، يجب أن يتوقف هذا الوهم، وأن ننخرط جميعاً تحت راية واحدة، هي راية الجهاد والمقاومة دفاعاً عن الأرض والمقدسات".

 

وفي كلماته الموجهة إلى الجماهير العربية والإسلامية، شدّد على أنّ "العدو الصهيوني يتحداكم اليوم في دينكم، في نخوتكم، في ضميركم، العدوان على المسجد الأقصى مسرى نبيكم هو عدوان على نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم، فماذا تنتظرون؟ أنتم أمام العالم في ساحة اختبار مع عدوكم"، وأضاف متسائلاً "هل هان عليكم مسرى نبيكم؟ هل تنتظرون أن يرفع قطعان المستوطنين راية الكفر وراية الغصب والعدوان لترفرف في ساحات السجد الأقصى؟".

 

كما توجّه شلّح للمواقف الرسمية العربية بالقول "لم يعد من الممكن أبداً أن نراهن على أي فرصة للسلام مع هذا العدو المجرم، كم مرة نريد أن نختبر هذا العدو؟ للمرة الألف! للمرة المليون! يثبت العدو أنه لا يريد أي نوع من السلام".

 

وطالب "باسم هذه الجماهير المحتشدة" بـ "إنهاء ما سُمّي بالمبادرة العربية للسلام، وسحبها من التداول، ودعم خيار المقاومة والجهاد، ودعم وإسناد قوى المقاومة في مواجهة العدوان الذي تتعرض له القدس والمقدسات اليوم".

 

ناجي: بدايات الانتفاضات السابقة كانت كما هو الحال الآن

هذا وقد أكّد الدكتور طلال ناجي؛ الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامّة على أن بدايات الانتفاضات السابقة كانت تماماً كالذي يجري الآن في القدس وفلسطين، مطالباً قمّة ليبيا والعقيد القذافي الوصول إلى موقف مشترك يوقف مسلسل المفاوضات مع العدو الصهيوني.

 

وقال ناجي خلال مشاركته في مسيرة جماهيرية حاشدة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق اليوم الأربعاء (17-3) نصرةً للأقصى "إذا لم نتصدّ جميعاً لإجراءات العدو الصهيوني، وإذا لم ننتصر اليوم للمقدسات الإسلامية والمسيحية، وإذا لم نقف مع أهلنا في القدس، فمتى ننتصر ومتى نقف؟ عندما يهدم الأقصى؟".

 

كما دعا جماهير الأمة العربية والإسلامية إلى "أن تهب اليوم للدفاع عن المقدسات، وهذا لا يكون دفاعاً عن فلسطين فقط، بل هو دفاع عن العرب والمسلمين والمسيحيين"، مطالباً أبناء الشعب الفلسطيني في فلسطين والشتات "أن يهبوا تضامناً مع أهلهم في القدس"، ومؤكّداً على أنّ "بداية كل الانتفاضات كانت كما نرى اليوم في القدس والضفة وفلسطين".

 

وعن الدور المطلوب من القمة العربية القادمة أمام ما يجري في القدس قال ناجي "نحن نثق بسورية العربية وموقفها الراسخ، ونتعشم بقمة ليبيا والأخ العقيد معمر القذافي، أن يحاول حشد أكبر عدد ممكن من الطاقات والمواقف والوصول إلى موقف مشترك للعرب عسى أن يوفقوا مسلسل الذل والهوان والمفاوضات مع العدو الصهيوني".

أبو مرزوق يدعو لخطة واسعة حفاظاً على المقدسات

بينما أكّد الدكتور موسى أبو مرزوق؛ نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" على ضرورة الانطلاق بخطة واسعة لتثبيت أهل القدس، مشدّداً على أنّ البيانات والتصريحات لا تقابل ما يجري على الأرض.

 

وقال أبو مرزوق خلال مشاركته في مسيرة الغضب بمخيم اليرموك اليوم الأربعاء (17-3): "هذه المسيرة تأتي في سياق التضامن مع القدس، وفيها رسالة للقمة العربية أن ما يجري على الأرض لا يقابله بيانات، ولا تصريحات".

 

وعن السبل والآليات التي ستعتمدها فصائل المقاومة لمواجهة الاعتداءات الصهيونية قال " المخطط الصهيوني، لا بد أن يوضع له حد، والحد لا يكون إلا بالمقاومة وبجمع الصف ووحدة الكلمة، والانطلاق في خطة واسعة من أجل تثبيت الأهل والحفاظ على المقدسات والحفاظ على الهوية".

 

وعن احتمال اشتعال شرارة الانتفاضة الفلسطينية الشاملة، وواقعية طرحها؛ قال القيادي الفلسطيني البارز "أينما يكون الشعب الفلسطيني تكون انتفاضته واقعية، حيثما يكون الشعب الفلسطيني تكون المقاومة، ويكون الدفاع عن الأرض والمقدسات".