خبر ممثل الجهاد الإسلامي في إيران: أي حرب قادمة ستكون شاملة

الساعة 10:25 ص|17 مارس 2010

فلسطين اليوم : طهران

أكد الدكتور ناصر أبو شريف، ممثل حركة الجهاد الإسلامي في الجمهورية الإسلامية، أن الكيان الصهيوني ليس بمقدوره مواجهة إيران لاسيما وأنها باتت تتمتع بقوة تكنولوجية متطورة تبوؤها مكانةً متميزة دولياً، مشدداً على أن "أي حرب قادمة ستكون مصيرية".

وأفادت وكالة أنباء فارس الإيرانية، عن د. أبو شريف استبعاده - في مقابلة تليفونية خاصة- أن يُقدم الصهاينة على مهاجمة منشآت إيران النووية، قائلاً:" الكيان الصهيوني ليس بمقدوره مواجهة إيران وخصوصا أن إيران ليست دولة يمكن أن تُضرب وتسكت على ذلك".

وأضاف:" الرد الإيراني سيكون فورياً و كبيراً، وهي ستعتبر أن أي اعتداء على منشآتها ليس ضربة وانتهى الأمر، بل ستعتبر ذلك حرباً عليها ستواجهها فوراً وبكل قوة، وهذا أمرٌ سيفتح المنطقة كلها على كل الاحتمالات".

وأشار ممثل الجهاد الإسلامي في إيران إلى أن أمريكا و دول الغرب عموماً لا يرغبون بشن حرب على إيران، لأن واشنطن على وجه الخصوص ما زالت متورطةً في المنطقة، وهذا سوف يضاعف من أزمتها في المنطقة، لافتاً إلى أنهم يفضلون محاربة طهران بوسائل أخرى.

وفي سؤاله عمَّا إذا كانت واشنطن ستفلح في حشد دعم يساندها بفرض عقوبات على طهران، قال د. أبو شريف:" على الأقل أمريكا وبعض الدول الأوروبية، وبالتأكيد الكثير من أذنابهم سوف يكونون جاهزين لهذا الأمر لكن حشد موقف دولي كامل هذا أمر مستبعد جداً".

وتابع يقول:" فالعلاقات الآن بين الدول معقدة، فالوضع الاقتصادي الدولي لا يسمح بمثل هذه العقوبات لاسيما وأن الكل يعيش أزمة اقتصادية، لذلك كثير من الدول لن تكون راغبة في الانضمام إلى هذا الحلف"، مؤكداً بالقولً "حتى لو حصل ذلك الأمر فإن سيكون دليلاً على عجز أمريكا وحلفائها".

وفي قراءته لتساوق بعض الأنظمة العربية مع نوايا واشنطن من خلال ما تبثه وسائل إعلامية تابعة لها، شدد د. أبو شريف على أنه "رغم انكشاف الوجه الحقيقي لأمريكا فإن دولاً عربية كثيرة ما زالت تنظر للأمور بعيون صهيو - أمريكية ولا تنظر إليها من خلال مصالحها"، موضحاً أن "مصلحة الدول العربية ليست مع أمريكا، التي تنهب مقدرات الأمة وتدعم إجرام الكيان الصهيوني بحق مقدساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وبيَّن ممثل حركة الجهاد الإسلامي في طهران، أن أمريكا بالإضافة – لما سبق- ورطت العرب في نزاعات وحروب حصدوا من ورائها شرور ونزاعات داخلية، هذا عدا أن هذه المواقف سوف تؤدي إلى مزيد من البعد عن شعوبها، وبالتالي ستعاني أزمة شرعية كبيرة تهدد وجود تلك الأنظمة نفسها.

وفيما إذا كانت المقاومة الفلسطينية ستتدخل في حال استهدف الكيان الصهيوني إيران أو سوريا أو الجنوب اللبناني، أجاب د.أبو شريف قائلاً:" هذا أمرٌ محتم، فالمقاومة الفلسطينية لن تسمح بذلك".

ولفت النظر إلى أن حركات المقاومة الأخرى لن تسمح بالاستفراد بطرف من أطراف حلف الممانعة في المنطقة، مشيراً إلى أن "أي حرب قادمة سوف تكون شاملة، ولذلك الكيان الصهيوني والغرب يتخوفون من خوض حرب جديدة رغم أنها ضرورية في نظرهم".

وتابع د. أبو شريف يقول:" إن خوفهم من تطورات أي مواجهة مقبلة، وانضمام الكثير لهذه المواجهة أمرٌ يضعونه في حساباتهم، وبالتالي يدفعهم إلى كثير من التروي ويكبح جماحهم عن القيام بهكذا خطوة".

وشدد على أن "إسرائيل" مسكونةٌ بحالةٍ من الرعب، سببه – كما قال - "تعاظم قوة حركات المقاومة في فلسطين ولبنان وتعاظم قوة إيران، وهي تدرك تماماً أن الذهاب إلى الحرب يعني الذهاب إلى المجهول"، موضحاً أن "الحرب القادمة ستكون مصيرية".

وتعليقاً على الأنباء التي أشارت إلى أن هناك تدهوراً في العلاقات بين "تل أبيب" وواشنطن مؤخراً، قال ممثل حركة الجهاد الإسلامي في إيران:" الأغبياء فقط هم من يؤمنون أو يمنون أنفسهم بهذا الأمر، فـ"إسرائيل" كانت وستظل جزءاً من المشروع الغربي، بل هي مركز ذلك المشروع، وبالتالي كل ما قيل ويقال عن خلافات بينها وبين أمريكا ليس أكثر من الضحك على الذقون العربية، التي تربط التغيير بواشنطن وليس بإرادتها وإرادة شعوبها".

واستدرك يقول:" الدول العربية للأسف الشديد ربطت سياساتها بأمريكا، كما ربطت عملتها بالسابق وبترولها بالدولار الأمريكي، وهي لا ترغب ولا تحاول بالعكس تسعى أكثر لربط سياستها بأمريكا رغم امتلاكها لكل أنواع القوة التي تؤهلها لفك ارتباطها بالمشروع الصهيو-أمريكي"، مشيراً إلى أنها لا تقلق أمريكا كثيراً، لذلك لن تكون علاقتها على حساب العلاقة مع الكيان الصهيوني.