خبر الخطأ الذي لا يغتفر .. يديعوت

الساعة 09:51 ص|17 مارس 2010

بقلم: الون بنكاس

هيا نعترف بانه ارتكبت هنا عدة اخطاء.

عدم معرفة متى تنعقد وماذا تبحث لجنة تراخيص بناء لوائية هو خطأ. الافتراض بان "الازمة خلفنا" لان بايدن ابتسم حين اعتذرنا هذا خطأ. الصدام مع الولايات المتحدة على موضوع ليس حيويا لامن اسرائيل هذا خطأ. دهورة علاقات الثقة بين الحكومتين على مدى سنة كاملة – فارغة من كل مضمون سياسي – هذا خطأ. بث الفزع المتواصل في أن الرئيس وكبار ادارته هم "ضدنا" هذا خطأ. عدم فهم ان للولايات المتحدة مصلحة عليا في اسرائيل كحليف قوي وانهم "يتزلفون" للعرب هذا خطأ. عدم تطوير اليات تحليل وتقدير تعطي صورة مصداقة ودقيقة عن واشنطن براك اوباما هذا خطأ. الاهمال في جمع ومعالجة المعلومات السياسية التي تحذر من نشوء أزمة هذا خطأ. الافتراض بان الولايات المتحدة، مثلنا، ستطمس ابدا فوارق النهج الاستراتيجي بالنسبة للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني هذا ايضا خطأ.

هناك خطأ واحد آخر يتجسد: محاولة مكشوفة، غير ذكية وغير مجدية على نحو ظاهر لتحويل المواجهة الى قضية سياسية امريكية داخلية. التلميح، الغمز، التوجيه، الشكوى والتباكي في أنه "يجب تهدئة الادارة". ماذا يوجد لنا ضد حليف مخلص؟ ان يعنى بايران او بسوريا.

يوجد في الادارة الديمقراطية الكثيرون ممن يتابعون في الايام الاخيرة بجذرية الاثار السياسية الامريكية الداخلية للمواجهة التي تطورت الى أزمة ثقة سياسية بين الولايات المتحدة واسرائيل. وهم ينتظرون لان يروا، بعضهم مع زبد في طرف الفم، اذا كانت اسرائيل ستحاول مهاجمة الرئيس من الداخل. منذ عد ريغن والدعم لاسرائيل في واشنطن وبشكل عام في الولايات المتحدة هو من الحزبين (مع تبريرات مختلفة). اما اللعب في هذه اللعبة السياسية فيشبه اللعب بالمواد المتفجرة.

في البيت الابيض أخذوا في الحسبان انه في سنة انتخابات للكونغرس، عندما يحاول الرئيس تمرير تشريع واصلاحات في موضوع هائل مثل الصحة والشبكة المصرفية، فان كل موضوع سيستغل حتى منتهاه من الجمهوريين لاجل المواجهة. في الاجواء السامة بين الحزبين، وعندما يكون للجمهوريين احساسا بان الرئيس قابل للاصابة، واضح ان الادارة ستتلقى الانتقاد على خلق ازمة صاخبة مع حليف مثل اسرائيل. وزيرة الخارجية كلينتون تتذكر جيدا محاولات المناورة التي قام بها نتنياهو في 1998، حين افترض بان خصمي الرئيس كلينتون، زعيم الجمهوريين في مجلس النواب نيوت جنغرتش والداعية الافنجيلي جيري بالفل سيوازنان الضغط الذي يزعم ان الولايات المتحدة قد مارسته. وقد ضعف كلينتون اكثر مع قضية مونيكا لفنسكي في ذات السنة، ونتنياهو، كما نسب له، هدد "باشعال المدينة (واشنطن)". والنهاية معروفة، وهي لم تحسن للسيد نتنياهو. فقد قرأ على نحو غير صحيح الخريطة السياسية الامريكية في حينه، ويحتمل أن يكون الخطأ يكرر نفسه اليوم، ناهيك عن أن لاوباما لا تزال هناك ثلاث سنوات كاملة اخرى لولايته.

من المشروع ان الجمهوريين (مثلا السناتورات براونباك وماكين، عضوا لجنة كنتور وروس لاتينان)، المستقل جو ليبرمان وكذا اعضاء من الديمقراطيين سينتقدون الرئيس. مشروع ايضا ان ايباك، اللوبي المؤيد لاسرائيل، سينشر رسائل وسيطلب من الادارة ان تخفض مستوى اللهيب وان يبقي الخلافات في غرفة مغلقة. هكذا تعمل السياسة الامريكية. فبعد كل شيء اذا كانت هذه الازمة كبيرة مثل "اعادة التقويم" في العلاقات والتي بادر اليها الرئيس فورد ووزير الخارجية كيسنجر في 1975، فلماذا لا يوقع 76 سناتورا على رسالة تأييد لاسرائيل مثلما وقعوها في حينه؟ كي شيء مشروع، باستثناء التدخل غير المباشر، ولكن الواضح لاسرائيل. هذا تدخل – مهما كان غير مباشر – في الادارة ينتظرون ملاحظته فقط. وعلى أي حال فان نتنياهو مقتنع بان الرئيس ضده، ولكن ماذا اذا اجتاز جنون الاضطهاد المحيط وظن الرئيس بان نتنياهو ضده؟ أهذا جيد لاسرائيل؟